رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

نميرة نجم: سيادة إفريقيا على بيانات الهجرة ضرورة لتحقيق العدالة والتنمية

أكدت السفيرة د. نميرة نجم، خبيرة القانون الدولي ومدير المرصد الإفريقي للهجرة بالاتحاد الإفريقي، أن القارة تواجه تحديات استراتيجية في مجال الهجرة، أبرزها تجزؤ بيانات الهجرة وضعف التنسيق بين المبادرات الدولية، مما يحد من قدرة الدول الإفريقية على صياغة سياسات فعّالة ومتابعة التزاماتها العالمية.

وأوضحت أن الهجرة ليست عبئًا كما يُصوَّر في السرديات السائدة، بل تمثل فرصة تنموية وحقًا إنسانيًا يرتبط مباشرة بأهداف أجندة إفريقيا 2063 والتنمية المستدامة 2030.

فعاليات المرصد الإفريقي للهجرة في نيويورك

جاءت تصريحات نجم خلال افتتاحها فعاليتين جانبيتين رفيعتي المستوى على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، نظمهما المرصد الإفريقي للهجرة تحت شعار:

“تعزيز الشراكات من أجل دعم الملكية الإفريقية”

“عدالة البيانات وحوكمة منسقة لبيانات الهجرة”

وأشارت إلى أن إنشاء المرصد جاء ليكون الذراع الفنية للاتحاد الإفريقي في جمع وتحليل وتوحيد بيانات الهجرة وضمان استخدامها بشكل يعكس أولويات القارة.

فجوات البيانات وتحديات التمويل

أوضحت نميرة نجم أن أبرز التحديات تتمثل في:

فجوات كبيرة في البيانات.

تباينات منهجية.

تمويل مجزأ ودورات قصيرة المدى.

مطالب غير منسقة من الشركاء الدوليين.

وأكدت أن هذه التحديات تؤدي إلى إنتاج بيانات غير مكتملة تُثقل القدرات الوطنية وتحد من متابعة الالتزامات الدولية وصياغة سياسات فعّالة للهجرة.

سيادة البيانات شكل من أشكال العدالة الإفريقية

ربطت نميرة نجم الفعاليات بموضوع الاتحاد الإفريقي لعام 2025 “العدالة للأفارقة والمنحدرين من أصل إفريقي من خلال التعويضات”، مشددة على أن السيادة على البيانات تمثل شكلًا من أشكال العدالة واستعادة السردية الإفريقية.

وأضافت أن الفعاليات تعكس أولويات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ومنها السياسات المبنية على الأدلة، الشراكات متعددة الأطراف، وحماية حقوق المهاجرين.

نحو نهج إفريقي موحد للهجرة

أكدت السفيرة نميرة نجم أن هذه الفعاليات تمثل استمرارًا لمساعي المرصد الإفريقي، بهدف:

تعزيز السياسات المبنية على الأدلة لدعم التنمية المستدامة.

مواجهة السرديات السلبية عن الهجرة الإفريقية.

إطلاق حوار حول التمويل المبتكر بما يشمل إنشاء صندوق بيانات الهجرة الإفريقي.

بناء شراكات عملية لدعم حوكمة موحدة لبيانات الهجرة.

وشددت على أن معالجة فجوات البيانات خطوة جوهرية لتمكين إفريقيا من المشاركة الفعّالة في الحوكمة العالمية للهجرة وضمان التنمية المستدامة وحماية حقوق المهاجرين.

السفيرة نميرة نجم: الشباب مفتاح بناء السلام وعلينا إنهاء الحرب في غزة فورًا

دعت السفيرة نميرة نجم، مدير المرصد الإفريقي للهجرة بالاتحاد الإفريقي وخبيرة القانون

الدولي، إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية لوقف الحرب والإبادة الجماعية ضد الشعب

الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدةً أن احترام التنوع الثقافي والديني والعرقي

هو أساس بناء السلام الدولي المستدام جاءت تصريحات نجم خلال كلمتها في المنتدى

الدولي للشباب من أجل التعددية الثقافية والسلام، الذي يُعقد في العاصمة الأذربيجانية

باكو خلال الفترة من 22 إلى 27 أغسطس 2025، تحت عنوان الشباب سفراء لبناء السلام

في بيئة متعددة الثقافات، بتنظيم مشترك من منظمة الإيسيسكو ومركز باكو الدولي للتعددية الثقافية.

التنوع الثقافي أساس السلام والتعايش

أكدت السفيرة نميرة نجم أن ما يحدث في غزة من حصار وتجويع وقتل للمدنيين

بما في ذلك الأطفال والرضع، هو نتيجة لغياب ثقافة قبول التنوع، وقالت:

“لو أن البشر قبلوا بالتنوع لما كان لدينا إبادة جماعية في غزة”.

وشددت على أن التنوع الديني والعرقي والثقافي يجب أن يُنظر إليه كقوة دافعة

نحو السلام العالمي، لا كسبب للصراعات، مستشهدةً بالآية القرآنية:

﴿إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾.

الشباب صُنّاع السلام وحَمَلة راية المصالحة

اعتبرت السفيرة نجم أن الشباب هم الأمل الحقيقي في بناء عالم أكثر عدلاً

وأشارت إلى أن الورشة الثانية ضمن أعمال المنتدى ركّزت على “دور الدين كوسيط

في الصراعات الحديثة”، مؤكدة أن الشباب لديهم القدرة على نشر ثقافة التسامح والمصالحة.

وأوضحت أن رؤية “صدام الحضارات” أضرت بالتراث الإنساني المشترك، وأسهمت في تغذية الصراعات

التي تقودها المصالح الضيقة والتفسيرات المتطرفة.

الإشادة بالنموذج الأذربيجاني في التعددية الثقافية

أشادت نميرة نجم بالنموذج الأذربيجاني الذي يحتضن أكثر من 20 مجموعة عرقية

مؤكدة أن سياسات الحكومة الأذربيجانية دعمت التعددية الثقافية كأيديولوجية للدولة

من خلال مؤسسات مثل مركز باكو للتعددية واللجنة الحكومية للعمل مع المنظمات الدينية.

إفريقيا والتعددية الثقافية إرث غنّي ومستقبل واعد

استعرضت السفيرة نميرة نجم تجربة القارة الإفريقية، التي تفخر بنسيجها الغني من الثقافات المتعددة

معتبرة أن هذا التنوع كان دائماً محوراً أساسياً في رؤية الوحدة الإفريقية، وتجسّد في أجندة

الاتحاد الإفريقي 2063 إفريقيا التي نريد وشددت على أن إدارة التنوع الثقافي يجب أن تُستغل

كوسيلة لتحقيق الوحدة الاجتماعية لا كعامل انقسام، مؤكدة على دور المرصد الإفريقي

للهجرة في دعم الشباب المهاجرين ونشر المعلومات حول الهجرة القانونية التي تحترم الهوية والثقافة.

دعوة عاجلة لوقف الإبادة في غزة وبناء السلام على أسس التنوع

اختتمت السفيرة نميرة نجم كلمتها بالتأكيد على أهمية وقف فوري للإبادة الجماعية

والحرب في غزة، والعمل على ترسيخ ثقافة التعددية والتنوع كمدخل رئيسي لبناء سلام

عادل ومستدام أنتم أيها الشباب، القوة الحقيقية القادرة على إحداث التغيير. أنتم الأمل لبناء

مستقبل أفضل، مستقبل يُعلي قيم السلام والتعايش، ويُعالج إخفاقات المؤسسات الدولية

التي عجزت عن إيقاف الإبادات والحروب”.