قال توفيق الرفاعي مسؤول جناح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، إنّ المدينة تستهدف الحفاظ على التراث والثقافة المصرية وسيتم افتتاحها في أقرب فرصة وتم الانتهاء من أعمالها بنسبة تفوق 95%.
وأضاف الرفاعي في لقاء ببرنامج “صباح الخير يا مصر”، على القناة الأولى والفضائية المصرية من تقديم الإعلاميين أحمد عبدالصمد وهدير أبو زيد: “جناح المدينة نسخة مصغرة منها حتى يشاهد أكبر عدد من الناس المهتمين بالثقافة في معرض الكتاب بالاطلاع على أبرز ما تحتوي المدينة عليه”.
بدوره، قالت إحدى الزائرات: “نجيب محفوظ من رواد الأدب والأستاذ الذي نحاول تقليده، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون موجودا على رأس قائمة مدينة الفنون”.
وأكدت زائرة أخرى، أنّ الجناح رائع ويدعو إلى الفخر، بينما قالت إحدى الزائرات إنها اعتقدت أنّ تمثال نجيب محفوظ رجل حقيقي.
وأعرب زائر عن إعجابه الشديد بمحتويات جناح مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقال: “اتصدمت من اللي شفته، المنظر مبهر جدا والحاجات اللي بتتعمل دي يعتبر حضارة لمصر، وحتى تمثال نجيب محفوظ حاجة كويسة جدا إننا نخلد تراثنا والشخصيات التي شرفتنا”.
شهدت فعاليات البرنامج الفني على مدار اليوم الثاني لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته 53 حشودا جماهيرية من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية تجاوبت مع المبدعين الذين قدموا العديد من الفقرات الفنية حيث تضمن النشاط مجموعة من العروض الموسيقية لالات متنوعة منها الكمان، الربابة، العود، القانون الى جانب عرضا لفرقة انغام الشباب التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية تضمن عددا من الاعمال الغنائية العربية لمطربي زمن الفن الجميل لاقت استحسان واعجاب الحضور.
يذكر أن الدورة 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تقام تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وافتتحها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وتقام بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وتستمر حتى 7 فبراير 2022، تحت شعار “هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل”، وتعد إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة، وتحل عليها دولة اليونان ضيف شرف ، وتشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ “موسوعة مصر القديمة” لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي “ما” و “رؤية”، ولأول مرة في تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقي “شخصية الدورة الحالية” بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف “شخصية الدورة الحالية” مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D، كما تشهد استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي وزيادة قيمة جوائز المعرض في كل مجال ثقافي بالتعاون مع البنك الأهلي، المؤسسة المالية المصرية الرائدة في دعم ورعاية المواهب المصرية في المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر.
كما تشمل الفعاليات برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري لأي مكان داخل مصر، كما أن هذه الدورة، ويبلغ عدد الأجنحة بالمعرض 879 جناحًا.
نظم جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (٥٣)، اليوم الجمعة، ندوة بعنوان” مداخل تفكيك الخطاب المتطرف” شارك فيها الدكتور خالد عباس، المشرف على وحدة اللغة الأسبانية بمرصد الأزهر، والدكتور علاء رشوان، مشرف وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر، والدكتور فهد المهري، مدير إدارة الباروميتر العالمي، والدكتور عبدالله بن مترف، الباحث في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وأدارها محمد الديسطي، عضو المركز الإعلامي بالأزهر.
وقال الدكتور خالد عباس، المشرف على وحدة اللغة الأسبانية بمرصد الأزهر، إن الجماعات المتطرفة تعمل على استقطاب الشباب؛ وخاصة أنهم لا توجد لديهم معرفة ودراية كبيرة ويستغلون مشاكلهم ويحاولون أن يقدموا لهم الحلول البراقة، والتي سريعا ما ينكشف للمنضمين لهم أن ما قدمته هذه الجماعات لهم مجرد سراب وأكاذيب وأنهم قد وقعوا في الفخ، مبينًا أن مرصد الأزهر يقوم بدور مهم من خلال رصد أفكار وخطابات هذه الجماعات ويقوم برصدها وتحليلها والرد عليهم لتفويت الفرصة أمام هذه الجماعات.
ومن جانبه أكد الدكتور علاء رشوان، مشرف وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر، أن هذه الجماعات تستخدم المفاهيم والمصطلحات البراقة ويفسرونها بطريقة خاطئة للسيطرة على أتباعهم، مشددًا على أن هذه الأفكار التي يروجها تخدم مصالح معينة وهي جزء من مخطط كبير تحاول الضرر بشباب المجتمعات لهدم مجتمعاتهم، موضحًا أن مرصد الأزهر يقوم بمتابعة جميع الجماعات المتطرفة من خلال ١٣ وحدة رصد ب ١٣ لغة تحلل كل خطاباتهم وترد عليهم، وهو ما أسهم في رجوع الكثير من أتباع هذه الجماعات المتطرفة.
وفي ذات السياق أوضح فهد المهري، مدير إدارة الباروميتر العالمي بمركز تريندز، أنهم يعملون على التصدي لخطاب الكراهية والتعصب، هذا الخطاب الذي تروجه جماعات التطرف والإرهاب التي لا تستطيع أن تنمو وتزدهر إلا في بيئة يسودها كراهية الآخر وعدم الاعتراف به وبحقه في العيش آمنًا، مؤكدًا أن وثيقة الإخوة الإنسانية تمثل فرصة حقيقية للتصدي للجماعات المتطرفة لما ترسخه من قيم تهم المجتمع وتقضي على كل آمال الجماعات المتطرفة، لأنها تؤكد أن البشر أخوة لبعضهم البعض دون التفرقة بينهم مما تفوت الفرصة أمام هذه الجماعات المتطرفة.
فيما بيّن عبدالله مترف، الباحث في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، أنه يوجد الكثير من الدوافع والأسباب للتحالفات من أجل تعزيز السلام، وذلك لأنه لن تتمكن أي مؤسسة أو دولة بمفردها من إلحاق الهزيمة بالإرهاب ومحاصرة موجات التعصب والكراهية بين المجتمعات المغايرة، مبينًا أنه توجد طرق وآليات لبناء تحالفات دولية من أجل السلام والتقارب العالمي لمواجهة الكراهية والتعصب منها: التعبئة الجماعية بدعوة الجميع للخروج بحلول فعالة وموحدة، فضلا عن التنسيق والتعاون بين المؤسسات المدنية والدينية للعمل على إحداث أكبر أثر بغية الوصول إلى الفئات الأشد حرمانا والمعرضة للاستقطاب قبل أن تصل إليها يد التطرف.
ويشارك الأزهر الشريف بجناح خاص بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (53) للعام السادس على التوالي، ويقع جناح الأزهر بقاعة التراث رقم (4)، ويستقبل زواره طول فترة المعرض من 27 يناير حتى 7 فبراير لعام 2022م، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس.