رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

تأمين المتاحف في مصر والعالم: حماية التراث الثقافي من المخاطر الطبيعية والبشرية والرقمية

 دور شركات التأمين في إدارة مخاطر المتاحف

لم تعد شركات التأمين مجرد جهة مالية تعوّض الخسائر بعد وقوعها، بل أصبحت شريكًا

فاعلًا في إدارة المخاطر المتعلقة بالمتاحف وتشمل أهم أدوارها:

تقديم الاستشارات الوقائية لتعزيز أنظمة الحماية والمراقبة في تأمين المتاحف

إجراء زيارات ميدانية دورية لتقييم جاهزية المتاحف لمواجهة الكوارث الطبيعية والبشرية.

تدريب العاملين على التعامل مع الأخطار المحتملة وإجراءات الطوارئ.

توفير نظم إنذار وإنقاذ متقدمة بالتعاون مع إدارات الأمن والحماية المدنية.

 التجارب الدولية في تأمين المتاحف

1. النظام البريطاني: سوق لويدز في لندن

الريادة التاريخية: يُعد سوق “لويدز” مركزًا عالميًا لتأمين المقتنيات الفنية والتحف.

المرونة والابتكار: يوفر حلولًا مخصصة للمتاحف الكبرى مثل المتحف البريطاني ومتحف

فيكتوريا وألبرت، بما في ذلك تغطية المعارض المؤقتة عالية القيمة.

إدارة المخاطر: يقدم استشارات حول التخزين والنقل الآمن، وليس التعويض المالي فقط.

2. النظام الأمريكي

الشراكة بين القطاعين العام والخاص: تمتلك المتاحف الكبرى برامج تأمين ذاتية مدعومة بوثائق تجارية تغطي الكوارث.

دور الحكومة الفيدرالية: برنامج “Art Indemnity International” يقدم ضمانًا حكوميًا للمعارض الدولية بتكلفة منخفضة.

الشركات المتخصصة: توجد شركات أمريكية وأوروبية متخصصة في تأمين الفنون والمقتنيات الثقافية.

3. النظام الفرنسي والأوروبي

الدور المركزي للدولة: المتاحف الوطنية الفرنسية تمتلك مجموعاتها كـ “كنوز وطنية” مما يقلل الحاجة للتأمين التجاري.

نظام الضمان الذاتي: تمول الدولة عمليات الترميم مباشرة من الميزانية العامة.

التأمين الإلزامي للمعارض: المعارض المؤقتة والقروض بين المتاحف تغطيها شركات التأمين التجارية المتخصصة.

التعاون بين المتاحف: تقاسم المخاطر عند إقراض القطع لتقليل الاعتماد على التأمين التجاري.

4. تجربة المتاحف في المناطق عالية الخطورة: اليابان

التركيز على الكوارث الطبيعية: الزلازل وأمواج التسونامي دفعت المتاحف اليابانية لتطوير برامج تأمين متقدمة.

الوقاية أولاً: أنظمة حماية ميكانيكية مقاومة للهزات الأرضية وتخزين مضاد للزلازل لتخفيض أقساط التأمين.

تأمين توقف الأعمال: تغطية إعادة الإعمار وفترة إغلاق المتحف بعد الكارثة.

 مستقبل تأمين المتاحف والتحول الرقمي

مع ظهور المتاحف الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، أصبح التأمين

يشمل المخاطر الرقمية إلى جانب المادية، بما في ذلك:

اختراق البيانات أو الهجمات السيبرانية.

تلف الممتلكات الرقمية.

تغطية توقف الأعمال الناتج عن الأعطال التقنية.

كما يرتبط تأمين التراث الثقافي بمفاهيم الاستدامة، باعتبار الحفاظ على الهوية الثقافية

جزءًا من التنمية المستدامة. الأسواق العالمية تتجه نحو تطوير منتجات تأمين هجينة

تجمع بين حماية المقتنيات المادية والرقمية معًا.

المتاحف المصرية وإحصائياتها

تضم مصر 83 متحفًا على مستوى الجمهورية، منها 73 متحفًا للفن والتاريخ و10 متاحف للعلوم،

مع تمركز أغلب المتاحف في القاهرة (22 متحفًا) والإسكندرية (17 متحفًا).

ويُعد المتحف المصري الكبير أحد أبرز المشاريع، حيث يضم 120 ألف قطعة أثرية ويعرض

كنوز الملك توت عنخ آمون لأول مرة.

التحديات التي تواجه تأمين المتاحف في مصر

نقص الوعي التأميني.

ارتفاع تكلفة التقييم والتغطية بسبب القيمة العالية للمقتنيات.

محدودية البيانات الفنية الدقيقة للمقتنيات.

وثيقة التأمين على المتاحف في مصر

تم إعدادها لتغطية الخسائر أو الأضرار التي قد تتعرض لها القطع الأثرية أثناء وجودها

في المتاحف أو نقلها للمعارض المحلية والدولية.

شروط الوثيقة:

الاحتفاظ بسجلات دقيقة لجميع القطع الفنية المؤمن عليها.

استخدام شركات تعبئة وشحن مختصة لنقل القطع.

صيانة أجهزة الإنذار وأنظمة الأمان.

تقييم مبالغ التأمين من لجان متخصصة لتحديد التعويض وفق القيمة المتفق عليها.

دور اتحاد شركات التأمين المصرية

تأمين المتاحف وضع آليات فنية موحدة لتقييم المخاطر.

إطلاق برامج تدريبية للعاملين في المتاحف وشركات التأمين.

ابتكار منتجات تأمينية تراعي الخصوصية الفنية والثقافية.

تعزيز دور إعادة التأمين الدولي لتغطية المخاطر الكبرى.

دعم التحول الرقمي وتأمين البيانات والمعلومات الأثرية وفق المعايير العالمية.

يؤكد الاتحاد أن تأمين المتاحف ليس مجرد التزام مالي، بل استثمار في حماية الهوية الثقافية

المصرية وضمان استدامة التراث الحضاري للأجيال القادمة.

تأمين المتاحف وحماية التراث الثقافي من الأخطار المحتملة

 أهمية حماية التراث الثقافي

تعتبر المتاحف حجر الزاوية في الحفاظ على التراث الثقافي وحفظ ذاكرة الشعوب،

إذ توثق مسيرة الحضارات الإنسانية عبر العصور فهي ليست مجرد مبانٍ تحتوي على

مقتنيات فنية وأثرية، بل تمثل رمزًا للهوية الوطنية واستمرارية التاريخ الإنساني لذلك،

أصبح تأمين المتاحف ضرورة ملحة لضمان حماية هذه الكنوز من أي أخطار محتملة قد

تهدد فقدها أو تلفها، سواء كانت طبيعية أو بشرية في هذا السياق، أصبح تأمين المقتنيات

الفنية والثقافية أداة رئيسية لضمان استدامة التراث وحمايته، خصوصًا مع تصاعد المخاطر

الحديثة التي تواجه المؤسسات الثقافية.

أولًا: مفهوم تأمين المتاحف وطبيعته الخاصة

يعرف تأمين المتاحف بأنه التغطية التأمينية المصممة خصيصًا لحماية المقتنيات الفنية

والأثرية والعلمية من أي خطر قد يؤدي إلى فقدها أو تلفها، سواء داخل المتحف أو أثناء

نقلها أو عرضها في أماكن أخرى يمثل هذا النوع من التأمين خصوصية عالية، إذ تتجاوز قيمة

المقتنيات مجرد البعد المالي لتشمل قيمتها التاريخية والثقافية التي قد لا يمكن تعويضها مالياً.

ويستهدف هذا التأمين عادة:

إدارات المتاحف والمراكز الثقافية.

الهيئات الحكومية المعنية بالتراث.

الجامعات والمؤسسات التي تحتفظ بمقتنيات فنية أو أثرية.

المعارض المؤقتة ودور العرض الفنية.

ثانيًا: الأخطار التي تهدد المتاحف والمقتنيات الفنية

تتعرض المتاحف لمجموعة واسعة من الأخطار المحتملة، والتي يمكن تصنيفها كالآتي:

1. الأخطار الطبيعية

تشمل الحرائق، الفيضانات، الزلازل، العواصف والانهيارات الأرضية. وتعد الحرائق

الأخطر والأكثر شيوعًا، خاصة في المتاحف القديمة ذات البنية الخشبية

أو التي تفتقر لأنظمة إطفاء حديثة.

2. الأخطار البشرية

تشمل السرقة، التخريب المتعمد، الإهمال الإداري، أو الأخطاء أثناء النقل أو الصيانة.

وتشير الإحصاءات الدولية إلى أن سرقات المتاحف تمثل نسبة كبيرة من الجرائم الثقافية.

3. الأخطار أثناء النقل والمعارض المؤقتة

تزداد المخاطر عند نقل القطع الفنية أو عرضها خارج المتحف، لذا تعتمد شركات

التأمين على وثائق خاصة لتغطية هذه الفترات القصيرة عالية المخاطر.

4. الأخطار الإلكترونية والتكنولوجية

مع التحول إلى المتاحف الرقمية، ظهرت مخاطر جديدة مثل الهجمات السيبرانية

أو فقدان البيانات الرقمية الخاصة بتوثيق المقتنيات.

ثالثًا: التغطيات التأمينية للمتاحف والمقتنيات الفنية

تقدم شركات التأمين مجموعة متنوعة من التغطيات لتلبية احتياجات المتاحف، أهمها:

تأمين الحريق والأخطار الإضافية: يغطي الحرائق، الانفجارات، العواصف، الصواعق وتسرب المياه.

تأمين السرقة والفقد: يحمي من السرقة بالإكراه أو نتيجة اقتحام أو الإهمال.

تأمين النقل والمعارض المؤقتة (Exhibition and Transit Insurance): وثيقة لفترة محددة

تغطي النقل والعرض خارج المتحف.

تأمين المقتنيات الفنية (Fine Art Insurance): يشمل القطع الفنية ذات القيمة العالية

ويستند إلى تقييم متخصص من خبراء الفن.

تأمين المخاطر الإلكترونية: يحمي البيانات والأنظمة الرقمية في المتاحف الذكية من الاختراق أو التلف.

رابعًا: تقييم القيمة التأمينية للمقتنيات

تقييم المقتنيات الفنية يمثل أحد أصعب جوانب تأمين المتاحف، إذ تتجاوز القيمة

الحقيقية للقطعة البعد المالي التقليدي. وتعتمد عملية التقييم على:

ندرة وأصالة وتاريخ المقتنى.

القيمة السوقية الحالية والتقديرات الدولية.

الحالة الفيزيائية للقطعة.

ويتم الاستعانة بخبراء تقييم معتمدين لتحديد القيمة التأمينية، كما تشارك شركات

إعادة التأمين لتخفيف العبء المالي على المؤسسات الثقافية.

 استدامة التراث الثقافي عبر التأمين

يعد تأمين المتاحف والمقتنيات الفنية عنصرًا أساسيًا في حماية التراث الثقافي

وضمان استمراريته للأجيال القادمة. ومع التطور المستمر للأخطار الطبيعية والبشرية

والتكنولوجية، يصبح هذا التأمين أكثر أهمية من أي وقت مضى.