المشاط تلتقي التنفيذي لمكتب جي بي مورجان تشيس ومجموعة من المستثمرين الدوليين
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، اجتماعًا ثنائيًا مع محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي
للتنمية ورئيس اللجنة التنفيذية لمكتب أبوظبي للصادرات، وذلك لبحث تعزيز جهود التعاون المستقبلي في ضوء العلاقات
المصرية الإماراتية ودعم جهود التعاون الإنمائي.
في مستهل اللقاء رحبت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، بالسيد محمد السويدي مدير عام صندوق أبوظبي
للتنمية، كما عبرت عن تقديرها للجهود المبذولة من قبل الصندوق لدعم جهود التنمية في مصر والعلاقات الوثيقة على مدار
عقود، كما وجهت وزيرة التعاون الدولي، الشكر لصندوق أبوظبي للتنمية ومكتب أبوظبي للصادرات على التعاون المثمر
والتواصل المستمر على مدار الفترة الماضية حتى إتمام اتفاقية التمويل الدوار لتمويل واردات القمح بقيمة 100 مليون دولار
لمدة 5 سنوات.
وبحثت وزيرة التعاون الدولي، مع المسئول الإماراتي مجالات التعاون المستقبلية في ضوء أولويات الدولة وسعيها لتحفيز جهود التنمية المستدامة من خلال الشراكات الدولية، والبناء على التعاون القائم والراسخ مع دولة الإمارات العربية المتحدة، على نحو يعظم الاستفادة المشتركة ويعزز جهود التنمية.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى الدور الفعال للتعاون الإنمائي بين مصر والإمارات من خلال التعاون المشترك وذلك عبر محفظة تعاون مشترك تخطت قيمتها ملياري دولار تم من خلالها تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الأمن الغذائي والبنية التحتية والطاقة وغيرها من القطاعات.
واستعرضت وزيرة التعاون الدولي، الجهود المشتركة مع شركاء التنمية لتحفيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية من خلال
التمويلات التنموية الميسرة عبر مؤسسات التمويل الدولية، كما تطرق اللقاء إلى مناقشة المنصة الوطنية للمشروعات
الخضراء برنامج “نُوَفِّي”، الذي تم إطلاقه خلال مؤتمر المناخ COP27 بهدف تحفيز الاستثمارات المناخية والتمويلات المختلطة
للقطاع الخاص في ضوء الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، والمساهمات المحددة وطنيًا NDC.
وذكرت “المشاط”، أنه في ضوء استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر المناخ COP28 يمثل استمرارًا للجهود الدولية
لدفع العمل المناخي في المنطقة والعالم أيضًا، منوهة بأن المؤتمر سيشهد الإعلان عن نتائج الشراكات الدولية والجهود
المبذولة على مدار عام طوال رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27 لحشد الاستثمارات المناخية لبرنامج “نُوَفِّي”.
أقيمت فعاليات التوقيع بمقر وزارة التعاون الدولي بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث وقعت الدكتورة رانيا المشاط، وزارة التعاون
الدولي، الاتفاق الإطاري، بينما وقع الدكتور محمد معيط، وزير المالية، اتفاق ضمان التمويل، ووقع السيد/ أحمد يوسف منصور،
نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية، اتفاق التمويل، ومن الجانب الإماراتي قام بالتوقيع السيد/ محمد سيف السويدي،
مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية ورئيس اللجنة التنفيذية لمكتب أبوظبي للصادرات، كما حضر فعاليات التوقيع كبار المسئولين
من الجانبين المصري والإماراتي.
بينما في تعليقها أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، أن الاتفاقية الجديدة تعكس عُمق العلاقات
الاستراتيجية بين مصر والإمارات، والحرص على تعزيز التكامل الاقتصادي ودفع جهود التنمية المشتركة، موضحة أنه من خلال
التمويل الدوار سيتم تلبية احتياجات السوق المحلية من القمح في ضوء الإجراءات التي تقوم بها الدولة المصرية لتعزيز الأمن
الغذائي من خلال التمويلات التنموية الميسرة، لافتة إلى التعاون والتنسيق المستمر والتعاون الفني بين وزارات التعاون
الدولي والمالية والتموين لإتمام الاتفاق.
بينما ثمنت وزيرة التعاون الدولي، علاقات التعاون الإنمائي مع صندوق أبوظبي للتنمية التي بدأت من عام 1971 ونتج عنها
تمويل أكثر من 20 مشروعًا بقيمة 4 مليارات درهم إماراتي في مختلف القطاعات ذات الأولوية التي تعود بالنفع على المواطن
لاسيما في قطاعات المياه والصحة والإسكان والنقل والتنمية الزراعية، وقد مولت دولة الإمارات مشروع تدشين 25 صومعة في
17 محافظة لزيادة السعات التخزينية للقمح بواقع 1.5 مليون طن، مضيفة أن الفترة المقبلة ستشهد التباحث حول المزيد من
مجالات التعاون المستقبلية في ضوء الأولويات التنموية لمصر وتنفيذ رؤية مصر 2030.
بينما تابعت وزيرة التعاون الدولي: “يُعد الأمن الغذائي أحد القضايا الحيوية التي تُمثل أمن قومي لجمهورية مصر العربية وفي
هذا الصدد فقد عملت وزارة التعاون الدولي من خلال العلاقات الاستراتيجية مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين على
تعزيز هذه الجهود ودفعها من خلال عدد من البرامج والاتفاقيات التمويلية من بينها الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرًا مع مجموعة
البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، فضلا عن ذلك يجري تنفيذ العديد من
البرامج لدعم التنمية الزراعية والريفية ودعم صغار المزارعين بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة”.
من جانبه أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، حرص الحكومة المصرية على تعزيز التعاون مع شركاء التنمية الإقليميين
والدوليين؛ بما يُحقق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة مع التركيز على البعد الاجتماعي، على نحو يُسهم فى تعزيز جهود
التعامل المرن مع التداعيات والآثار السلبية للحرب بأوروبا، ويُساعد فى إرساء دعائم الأمن الغذائي؛ مع الأخذ فى الاعتبار
الزيادة غير المسبوقة فى الأسعار العالمية للغذاء والوقود؛ نتيجة الاضطراب الحاد فى سلاسل الإمداد والتوريد، لافتًا إلى أن
الظروف الاستثنائية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وتُلقي بظلالها على الاقتصادات الناشئة، تتطلب المزيد من التعاون من
المؤسسات التنموية فى توفير التمويلات الميسرة للبلدان النامية؛ إدراكًا لحجم التحديات الخارجية، وما تفرضه من أعباء
تمويلية ضخمة لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، خاصة فى ظل ارتفاع تكلفة التمويل من الأسواق الدولية.
بينما أشار الوزير، إلى ما تشهده العلاقات التاريخية بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، من زخم يُثرى مجالات
التعاون ويرتقي بها إلى آفاق أرحب فى مواجهة التحديات العالمية، ويُسهم فى تعميق الشراكات التنموية، ويدفع بجهود تحفيز
الاستثمارات بالبلدين الشقيقين، موضحًا حرص الجانب المصري على تعزيز التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتبادل
الخبرات على المستوى الاقتصادي، وفى مجال تطوير السياسات المالية، والتوظيف الأمثل للذكاء الاصطناعي فى الإدارة
الاحترافية للمالية العامة للدولة، ورفع كفاءة الإنفاق العام، وتحقيق المستهدفات المالية والاقتصادية والتنموية؛ على نحو يعزز
مسار التعافي الاقتصادي من التحديات الراهنة.
بينما أضاف الوزير، أننا نتطلع إلى ترسيخ التعاون التنموي مع صندوق أبو ظبي للتنمية؛ لدعم المسيرة المصرية غير المسبوقة؛
استهدافًا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير حياة كريمة للمواطنين، والإسهام الفعَّال فى تحسين مستوى
معيشتهم، والارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم، جنبًا إلى جنب مع جهود تخفيف الآثار التضخمية عنهم بقدر الإمكان.
وقال الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، إن اتفاقية اليوم تبني على العلاقات القائمة والشراكة بين
الجانب الإماراتي ووزارة التموين لتنفيذ مشروع زيادة السعات التخزينية للقمح بنحو 1.5 مليون طن من خلال تنفيذ 25 صومعة،
واليوم نشهد تعاونًا جديدًا في مجال تمويل واردات القمح من أجل تحفيز جهود الأمن الغذائي التي تقوم بها الدولة، وهو ما
يعكس عمق وقوة العلاقات المشتركة بين البلدين، موجهًا الشكر للجانب الإماراتي على استمرار التعاون المثمر.
وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: “تُمثل هذه الاتفاقية نموذجاً رائداً
للعلاقات المتميزة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة مع جمهورية مصر العربية، والتي تعكس حرص قيادة البلدين
الشقيقين على تنميتها وتطويرها في شتى المجالات، كما تأتي هذه الاتفاقية في ظل الجهود التي يبذلها صندوق أبوظبي
للتنمية لاستدامة التعاون الاستراتيجي مع الحكومة المصرية، مشيراً إلى أن الاتفاقية تساهم في توسيع حجم التبادل
التجاري بما يحقق المنفعة الاقتصادية لكلا البلدين”.
بينما أفاد سعادته، “أن الشراكة بين مكتب أبوظبي للصادرات والهيئة العامة للسلع التموينية وشركة الظاهرة الزراعية
ستسهم في تعزيز المخزون الاستراتيجي من الحبوب وتوفير كميات كافية من المحاصيل الزراعية لسد حاجة السوق المصري
من هذه السلع الأساسية، وسيعمل مكتب أبوظبي للصادرات من خلال هذه الاتفاقية على توفير التسهيلات الائتمانية التي
تعزز تواجد صادرات الشركات الإماراتية في الأسواق الإقليمية والعالمية، مما يسهم في تنويع اقتصاد دولة الإمارات وزيادة فرص
نموه”.
بينما جدير بالذكر أن وزارة التعاون الدولي، عملت في ضوء رؤية مصر التنموية على تحفيز الأمن الغذائي وتحقيق أهداف
التنمية المستدامة من خلال عدد من اتفاقيات التمويل التنموي على مدار الفترة الماضية، من بينها توقيع اتفاق التمويل
الإنمائي الميسر بقيمة 500 مليون دولار، من مجموعة البنك الدولي، لتعزيز مرونة قطاع الزراعة في مصر ودعم جهود الأمن
الغذائي، إلى جانب اتفاقية بقيمة 271 مليون دولار مع مجموعة البنك الأفريقي للتنمية لدعم “برنامج دعم الأمن الغذائي
والمرونة الاقتصادية في مصر”، فضلًا عن ذلك تم إطلاق برنامج دعم الاتحاد الأوروبي للأمن الغذائي في مصر من خلال منحة
بقيمة 100 مليون يورو لتعزيز جهود الأمن الغذائي والحد من الآثار السلبية للتحديات العالمية.
ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، الكلمة الختامية لنسخة عام 2023 من مؤتمر بنك الاستثمار .
. الأوروبي EIB MED، الذي ينظمه بالاشتراك مع الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط ،.
الذي عُقد تحت شعار “الترابط في منطقة المتوسط: معًا من أجل مستقبل أفضل”، بمشاركة السيدة .
جيلسومينا فيجليوتي ، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، والسيد حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي، .
والسفير ناصر كامل، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وغيرهم من ممثلي الحكومات وقيادات بنك .
الاستثمار الأوروبي والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية، والأطراف ذات الصلة.
وفي كلمتها- عبر الفيديو- قالت وزيرة التعاون الدولي، إن قطاع البنية التحتية في مصر شهد نموًا كبيرًا خلال السنوات
الماضية، مدفوعًا بشكل أساسي بالإرادة السياسية القوية، وجهود الدولة لتعزيز الشراكات الفعالة بين القطاعين الحكومي والخاص، والتوسع في مدن الجيل الرابع والمباني الخضراء لزيادة كفاءة الطاقة والبنية التحتية المتطورة، حيث تم تدشين العاصمة الإدارية الجديدة وتطوير المطارات والموانئ وشبكات النقل.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى الجهود التي تقوم بها الدولة لتطوير 14 مدينة ذكية، وتطوير المجتمعات العمرانية بما يعزز فرص الاستثمار للقطاع الخاص للمشاركة في تطوير البنية التحتية، مشيرة إلى إطلاق السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة التحول الرقمي في الحكومة بهدف تعزيز كفاءة القطاع الحكومي وتعزيز الخدمات الإلكترونية المقدمة للمواطنين.
وأوضحت “المشاط”، أن وزارة التعاون الدولي تعمل على تعزيز أولويات التنمية في الدولة وفقًا للخطط الجارية، وفي هذا الصدد فإن محفظة التعاون الإنمائي تضم أكثر من 36 مشروعًا لتحقيق الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة: الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية، بقيمة 5.7 مليار دولار تمثل 22% تقريبًا من إجمالي المحفظة، إلى جانب 30 مشروعًا ضمن الهدف الحادي عشر: المدن والمجتمعات المحلية المستدامة بقيمة 1.5 مليار دولار، وكذلك 34 مشروعًا لتنفيذ الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة: الطاقة النظيفة بقيمة 5.9 مليار دولار.
واستكملت قائلة “في ضوء الجهود المستمرة لجذب مزيد من الاستثمارات للبنية التحتية المستدامة في الدولة والانتقال من التعهدات المناخية إلى التنفيذ تم إطلاق المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج «نُوَفِّي»، محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، لتسريع وتيرة التحول الأخضر وتنفيذ أجندة العمل المناخي، في ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، لافتة إلى أنه خلال انعقاد مؤتمر المناخ COP27 تم توقيع نحو 30 وثيقة تعاون وخطاب نوايا واتفاقية شراكة لتنفيذ مشروعات البرنامج إلى جانب قائمة المشروعات الخضراء
(E-PACT).
ونوهت بأن مصر تعد أكبر دولة عمليات لبنك الاستثمار الأوروبي في المنطقة ، ويمتلك بنك الاستثمار الأوروبي ثاني أكبر محفظة تعاون إنمائي جارية مع مصر ، بإجمالي 3.5 مليار يورو، وخلال مؤتمر المناخ اتخذت مصر وبنك الاستثمار الأوروبي خطوة أخرى لتعزيز تعاونهما طويل الأجل بشأن البنية التحتية المستدامة وانتقال الطاقة النظيفة من خلال توقيع اتفاقية شراكة ضمن محور الطاقة ببرنامج «نُوَفِّي»، إلى جانب اتفاقيات أخرى في مجالات النقل والمياه وكذلك تعزيز الأمن الغذائي، موضحة أنه في ضوء استراتيجية التعاون المستقبلية مع بنك الاستثمار الأوروبي من المقرر أن يتيح نحو 4 مليارات يورو لمشروعات برنامج «نُوَفِّي» والمشروعات الأخرى في مصر.
وتطرقت إلى الجهود المشتركة مع البنك لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية، تم تخصيص نصف محفظة بنك الاستثمار
الأوروبي في مصر منذ عام 1979 للقطاع الخاص، وفي عام 2022 ، قدم بنك الاستثمار الأوروبي مبلغًا إجماليًا يقارب 662
مليون يورو للبنوك وصناديق الأسهم. بالإضافة إلى ذلك ، وخلال زيارة السيدة جيلسومينا فيجليوتي ، نائب رئيس بنك
الاستثمار الأوروبي لمنطقة المشرق إلى مصر ، تم مؤخرًا توقيع 15 مليون دولار من بنك الاستثمار الأوروبي إلى بنك
الإسكندرية ، لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم ، مع بهدف دعم كفاءة الطاقة واستثمارات الطاقة المتجددة .
في قطاعات الخدمات الصناعية والتجارية والزراعية التي تقوم بها الشركات الخاصة.
وفي كلمته أشاد نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي بالتعاون المثمر مع الحكومة ووزارة التعاون الدولي لتعزيز جهود التنمية،
كما تم الإشارة لبرنامج «نُوَفِّي» باعتباره مثالًا عمليًا للترابط بين مشروعات التخفيف والتكيف في منطقة المتوسط
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، جلسة مباحثات ثنائية مع الدكتور عبد الحميد الخليفة، المدير العام لصندوق
الأوبك للتنمية الدولية OPEC، وذلك ضمن فعاليات منتدى صندوق الأوبك الذي انعقد بالعاصمة النمساوية فيينا، حيث شهد اللقاء
بحث تعزيز جهود التعاون المشترك في مختلف مجالات التنمية انطلاقًا من الشراكات الوثيقة والممتدة بين الجانبين.
بينما عبرت وزيرة التعاون الدولي، عن تقديرها للشراكة طويلة الأمد مع الصندوق والالتزام المتبادل بالمضي قدمًا في دعم جهود
التنمية المستدامة في مصر، والتي تم خلالها إتاحة تمويلات تنموية وميسرة ومنح تنموية بقيمة تسجل نحو 1.5 مليار دولار،
عززت التنمية في مجالات الطاقة والخدمات المالية والزراعة والتعليم والصناعة والصحة وغيرها من القطاعات ذات الأولوية.
بينما ناقشت وزيرة التعاون الدولي، مع المدير العام لصندوق “الأوبك”، سبل تعزيز التعاون في دعم المنصة الوطنية للمشروعات
الخضراء برنامج «نُوَفِّي» محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، لافتة إلى أهمية البرنامج في تحفيز جهود التحول
إلى الاقتصاد الأخضر في مصر، والجهود الجارية لتنسيق العمل المشترك مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين لحشد
آليات التمويل التنموي الميسر والدعم الفني واستثمارات القطاع الخاص لتنفيذ المشروعات المدرجة ضمن البرنامج.
بينما استعرضت «المشاط»، الإجراءات التي تتخذها الحكومة لتحقيق التعافي الشامل والمستدام والنمو الذي يقوده القطاع الخاص،
باعتباره محركًا رئيسيًا للنمو وخلق الوظائف وتعزيز جهود التحول الرقمي، وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد، موضحة أن وزارة
التعاون الدولي تعمل من خلال العلاقات مع شركاء التنمية في ضوء رؤية الدولة لتوفير الدعم الكامل للقطاع الخاص سواء من
خلال التمويلات التنموية والدعم الفني والاستثمارات.
بينما ناقش الجانبان مستقبل اطار التعاون الإنمائي بين الحكومة وصندوق الأوبك للتنمية الدولية لتعظيم العائد من الجهود المشتركة
لخدمة الأولويات الوطنية وتعزيز جهود الصندوق في دعم جهود التنمية العالمية، بما يضمن استدامة الجهود المشتركة لدعم
تحقيق التنمية المستدامة.
جدير بالذكر أن صندوق الأوبك للتنمية الدولية، يعمل بالتعاون مع البلدان النامية الشريكة ومع الأوساط الإنمائية الدولية على تحفيز
النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل في جميع أنحاء العالم؛ وتم تأسيسه عام
1976 بهدف محدد هو: دفع عجلة التنمية ودعم الفئات السكانية وتمكين الأفراد، مع التركيز على تمويل المشروعات التي تُلبي
الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والطاقة والبنية التحتية والعمالة، لاسيما فيما يتعلق بالمشروعات المتوسطة والصغيرة
ومتناهية الصغر، وإمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم.
ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، خطابًا أمام أعضاء المجلس التنفيذي والإدارة العليا للصندوق الدولي للتنمية
الزراعية، ضمن فعاليات الدورة الثانية من مشاورات التجديد الثالث عشر لموارد الصندوق التي عقدت بمقر الصندوق بإيطاليا،
لزيادة رأس المال وحشد الموارد اللازمة لدعم جهود الصندوق في تعزيز التنمية الزراعية والريفية ومواجهة الفقر ودعم العمل
المناخي، وذلك تلبية للدعوة التي وجهها السيد ألفارو رايو، رئيس «إيفاد»، لوزيرة التعاون الدولي لاستعراض أوجه الشراكة
الفعالة بين مصر والصندوق ودورها في تعزيز التنمية الريفية الشاملة والمستدامة ودعم صغار المزارعين ولتحفيز الدول الأعضاء
على ضخ المزيد من الموارد .
بينما شارك في الاجتماعات ألفارو رايو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والدكتور إبراهيم ماياكي، مبعوث الاتحاد
الأفريقي للأنظمة الغذائية، و أعضاء المجلس التنفيذي والإدارة العليا وممثلي الدول الأعضاء.
وفي كلمتها أوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن تجمع مُمثلي الدول الأعضاء في مشاورات التجديد الـ13 لموارد الصندوق الدولي
للتنمية الزراعية بإيطاليا، يؤكد الالتزام الجماعي بتعزيز جهود القضاء على الفقر وتعزيز التنمية المستدامة، مؤكدة حرص مصر
على المشاركة في هذه المشاورات في ظل الدور الحيوي الذي يقوم به صندوق «إيفاد» لتعزيز الأمن الغذائي وتحفيز جهود
التنمية الزراعية والريفية.
بينما أكدت وزيرة التعاون الدولي، على الدور الحيوي الذي يقوم به قطاع الزراعة في الاقتصاد ورفاهية المجتمع في ظل استحواذه
على نسبة ضخمة من القوى العاملة وأهميته لتحقيق الأمن الغذائي، في ظل التحديات الراهنة التي تحول دون تعزيز هذه
الجهود من أهمها تغير المناخ، وتسارع النمو السكاني، مشيرة إلى العلاقة الوثيقة بين مصر والصندوق الدولي للتنمية الزراعية
والتزام الصندوق بالعمل المشترك مع الجهات الوطنية لتحقيق التنمية الريفية الشاملة والمستدامة.
بينما تابعت وزيرة التعاون الدولي “لقد عززت الشراكة مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، من خلال التمويلات والحلول المبتكرة،
من خلال تنفيذ مشروعات ساهمت في النهوض بالمجتمعات الريفية وتمكين صغار المزارعين، ونحن نقدر هذا التعاون الذي
ينعكس بشكل إيجابي على تعزيز الإنتاجية الزراعية وريادة الأعمال الريفية ودعم قدرة المزارعين على الصمود أمام التغيرات
المناخية”.
بينما نوهت “المشاط”، بأن نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي ارتفعت بنسبة 25% خلال العام الماضي، لتسجل 258
مليون شخص، وفي هذا الصدد فقد ساهم الصندوق الدولي للتنمية الزراعية بجهوده في دعم أكثر من 6 ملايين شخص في
41 دولة، عبر تخصيص تمويلات وصلت إلى 990 مليون دولار في 70 مشروعا تنمويًا، وهو ما يعكس الأثر التنموي الكبير الذي
يحققه الصندوق عبر مشروعاته في الدول المختلفة.
الشراكة التاريخية بين مصر و «إيفاد»
بينما استعرضت وزيرة التعاون الدولي، شراكة جمهورية مصر العربية مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية على مدى أربعة عقود،
بناءً على التزام مشترك بالتنمية الريفية المستدامة ورفع مستويات المعيشة لمجتمعاتنا الريفية، حيث يعمل الصندوق بالتعاون
مع الجهات الوطنية بشكل مباشر مع المزارعين الصغار والأقل دخلًا في مصر ، والمناطق الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، كما
أن الصندوق في صدارة المؤسسات التي عززت جهود تمكين المرأة والشباب لتمكينهم من المساهمة بفاعلية في تعزيز
جهود التنمية.
بينما ذكرت أنه من خلال التعاون الإنمائي على مدار العقود الماضية، فقد ارتفعت المحفظة مع الصندوق لتسجل نحو 1.1 مليار
دولار، تم من خلالها تمويل 14 مشروعًا ساهمت بشكل كبير في إحداث تغيير كبير في حياة المزارعين والمواطنين ليستفيد
منها نحو 1.3 مليون مزارع إلى جانب ملايين المستفيدين بشكل غير مباشر، موضحة أنه خلال مؤتمر المناخ COP27، فقد تم
اختيار الصندوق الدولي للتنمية الزراعية رسميًا كشريك إنمائي رئيسي لمحور الغذاء ضمن المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»
محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، إلى جانب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية شريك التنمية الرئيسي
لمحور الطاقة، وبنك التنمية الأفريقي الشريك الرئيسي في محور المياه.
بينما شددت أن برنامج «نُوَفِّي» يعكس التزام مصر بحشد تمويل المناخ والاستثمارات الخاصة من أجل التحول الأخضر، وترجمة
التعهدات المناخية إلى التنفيذ عبر مشروعات قابلة للتنفيذ وواقعية وجاذبة للاستثمارات.
محور الغذاء ضمن برنامج «نوَفِّي»
بينما أضافت وزيرة التعاون الدولي، أن اختيار الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ليصبح الشريك الرئيسي في محور الغذاء ضمن
برنامج «نوَفِّي» لم يكن من قبيل الصدفة، لكن استنادًا إلى خبرته المتراكمة في توفير الحلول المتكاملة والمبتكرة لتعزيز
التنمية الريفية المستدامة، والخبرة العالمية الواسعة للصندوق في تمويل البرامج الفعالة من حيث التكلفة والتي تنعكس
على المواطنين بالنفع، وسجله الحافل كونه أحد أبرز المؤسسات الدولية العاملة في مجال تمويل التنمية الزراعية والريفية
وحشد الموارد لمواجهة التغيرات المناخية ودعم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.
بينما أوضحت أنه في إطار التعاون المشترك ضمن برنامج «نوَفِّي» يعمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد» والحكومة، مع
مجموعة من شركاء التنمية سواء بنوك التنمية متعددي الأطراف أو الأمم المتحدة والقطاعين الحكومي والخاص، لتصميم ووضع
برامج التكيف مع التغيرات المناخية، والعمل على تنفيذ مجموعة مختارة من المشروعات ذات الأولوية في مجال تحقيق الأمن
الغذائي وتعزيز التنمية الزراعية والريفية وإدخال سبل الري الحديث وتعزيز نظم الإنذار المبكر ضد التغيرات المناخية، وتصل
إجمالي الاستثمارات لهذه المشروعات نحو 3.3 مليار دولار، منوهة المشاط بأن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يعمل بشكل حثيث
مع شركاء التنمية لحشد الاستثمارات والتمويلات التنموية الميسرة والدعم الفني لتنفيذ هذه الاستثمارات والمشروعات التي
تنعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين.
بينما في ختام كلمتها وجهت المشاط، رسالة للدول الأعضاء بأهمية دور الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»،
وضرورة دعم الدول الأعضاء لمشاورات التجديد الـ13 لموارد الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، بما يمكنه من زيادة رأسماله
وحشد الاستثمارات، في ضوء الأولويات الثلاثة المقترحة للفترة المقبلة وهي (المناخ والتنوع البيولوجي ، وإشراك القطاع
الخاص ، ومعالجة أسباب الفقر وآثاره)، مؤكدة التزام مصر بتعهدها لدعم التجديد الثالث عشر لموارد الصندوق الدولي للتنمية
الزراعية، استنادًا إلى كونها إحدى الدول الأعضاء ولتعزيز جهوده في تحقيق التنمية الزراعية والريفية.
بينما اختتمت حديثها قائلة “فلنقدم معًا دعمنا للتجديد الثالث عشر لموارد الصندوق ، لنعزز مستقبلًا يقودنا فيه جهد عالمي غير عادي نحو عالم أكثر أمنًا واستدامة”.
بينما جدير بالذكر أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»، يستمد تمويله الأساسي من عدة مصادر، وتشمل هذه المصادر
مساهمات الدول الأعضاء والمانحين الآخرين، وإيرادات الاستثمار، ومدفوعات سداد القروض، وضماناً لاستمرارية عمليات
الصندوق تنص اتفاقية إنشاء الصندوق على أن يستعرض مجلس المحافظين دورياً مدى توافر الموارد للصندوق، ومن خلال
عملية مشاورات تستغرق عامًا، وتختتم العملية بتقرير يحدِّد الالتزامات التي يكون الصندوق قد وافق على الاضطلاع بها،
والمساهمات التي تتعهد الدول الأعضاء بتقديمها.
أكدت د. رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، أن المشروع الجديد يأتي في ضوء جهود الدولة لتوطين صناعة السكك الحديدية في مصر، لتلبية
متطلبات التنمية وتعزيز القدرة على التصدير إلى أفريقيا من خلال إنشاء مركز تصنيع عالمي للصناعات الثقيلة والاستراتيجية،
وذلك من خلال المشاركة الفعالة للقطاع الخاص والاستفادة من الخبرات الكورية في توطين التكنولوجيا وجذب الاستثمارات
الأجنبية والذي يساهم في خلق ما يقرب من 5000 فرصة عمل في منطقة الاقتصادية لقناة السويس، وذلك لتحقيق التقدم
الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
بينما أشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى تقدير الحكومة للتعاون الجاري مع كوريا الجنوبية وتطلعها لمزيد من العمل المشترك في ضوء
توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والانتقال بالعلاقات المشتركة إلى آفاق أرحب في ضوء الشراكة الاستراتيجية بين
البلدين في مجال التعاون الإنمائي للخمس سنوات المقبلة لتلبية متطلبات التنمية وتعزيز التحول إلى الاقتصاد الأخضر والتوسع
في مشروعات البنية التحتية المستدامة.
بينما لفتت إلى أهمية صياغة إطار للتعاون واستراتيجية مشتركة للخمس سنوات المقبلة، تعكس الأولويات التنموية وقوة العلاقات
المصرية الكورية، وتستفيد من الخبرات المتراكمة والشراكات الناجحة لمصر مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، بما
يحقق التكامل في جهود التعاون الإنمائي، وتعظيم العائد منها.
بينما من جانبه وجه السفير الكوري بالقاهرة، الشكر للدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي على جهود دعم العلاقات
المشتركة، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التعاون في ضوء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأن الحكومة
الكورية حريصة على بذل الجهود لتعزيز التنمية التي تعود بالنفع على المواطنين في مصر.
وفيما يتعلق بالمشروع أوضح السفير الكوري، أن المشروع يسهم في تعزيز جهود مصر لتطوير وسائل النقل وتوفير وسائل نقل
متطورة للمواطنين، مؤكدًا الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها الدولة المصرية وعدد الشباب الكبير ما يمكنها من تحقيق نمو كبير من
خلال الشراكات الشاملة.
بينما قال المهندس أحمد فكري، العضو المنتدب للشركة الوطنية المصرية لصناعة السكك الحديدية، إن المشروع لا يمثل فقط مجرد
توريد لمعدات ولكن أيضًا يهدف إلى توطين صناعة عربات السكك الحديدية في مصر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وتعزيز
المكون المحلي بشكل متدرج، وتعزيز جهود التوريد للأسواق في المنطقة العربية وأفريقيا، من خلال الشراكة بين القطاعين
الحكومي والخاص.
بينما جانب التوقيع حرصت وزيرة التعاون الدولي، على عقد جلسة مباحثات مع سفير كوريا الجنوبية الجديد لدى القاهرة، ووفد
وزارة الاقتصاد والمالية بكوريا الجنوبية والذي ضم السيد يونج هيون كيم، مدير قسم تنمية المشروعات بالوزارة، والسيد چونج
هيون، نائب مدير قسم تنمية المشروعات بالوزارة، إلى جانب مسئولي بنك التصدير والاستيراد الكوري الجنوبي ومسئولي
صندوق التعاون الكوري للتنمية الاقتصادية، حيث تم التطرق إلى محفظة التعاون الإنمائي الجارية والمشروعات المستقبلية.
ومن الجدير بالذكر انه تم عقد جلسة المشاورات السنوية رفيعة المستوى مع وزارة المالية والاقتصاد الكورية وصندوق التعاون
الكوري للتنمية الاقتصادية التابع لبنك التصدير والاستيراد الكوري والسفارة الكورية لاستعراض تطورات محفظة التعاون الحالية
والبالغ قيمتها حوالي 1.2 مليار دولار في عدة مجالات، وبحث سبل توفير تمويل ميسر للمشروعات التنموية المستقبلية التي
تخدم خطة مصر 2030 ، وذلك بمشاركة العديد من الجهات الحكومية (وزارة النقل، الاسكان، التنمية المحلية، البترول، المالية،
الري، الكهرباء، هيئة قناة السويس، بنك التنمية الزراعية).
وكانت “المشاط” قد عقدت اجتماعًا ثنائيًا مع نائب رئيس بنك التصدير والاستيراد الكوري، السيد سو يونج هونج، وذلك خلال
الاجتماعات السنوية للبنك الأفريقي للتنمية بشرم الشيخ الشهر الماضي، حيث رحب مسئولو البنك بتدشين مكتب إقليمي
للبنك في القاهرة تأكيدًا على العلاقات الثنائية القوية بين الجانبين وليكون قاعدة لتوسيع نطاق عمليات البنك في قارة أفريقيا.
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن جمهورية مصر العربية والصين الشعبية تجمعهما علاقات وطيدة وشراكات
استثمارية واقتصادية محورية، وأن “مبادرة الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين عام 2013، تتسق مع أولويات التنمية الوطنية
وأهداف رؤية مصر 2030، في ظل ما تتمتع به مصر من موقع جغرافي متميز يربط بين قارات العالم، وتواجد المنطقة الاقتصادية
لقناة السويس ودورها المحوري في شبكة الطرق البحرية ضمن مبادرة الحزام والطريق، وكون قناة السويس أحد أهم الممرات
البحرية للتجارة العالمية التي تربط بين القارات وتستحوذ على نسبة غير قليلة من التجارة العالمية.
بينما جاء ذلك خلال مشاركتها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين في دورته العاشرة بالمملكة العربية
السعودية، حول “الاستثمار والتمويل في دول مبادرة الحزام والطريق”، بمشاركة السيد خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي،
والسيد عبدالسلام المرشجي، رئيس جهاز الاستثمار العماني، والسيد محمد أبونيان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة اكوا
باور، والسيد رين هونجبين، رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، والسيد روني تشان، رئيس شركة Hang Lung الصينية.
بينما أشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أن التمويل المبتكر أحد العوامل الأساسية التي تعزز التنمية في الدول المستفيدة من مبادرة
الحزام والطريق وأنه مع إطلاق المبادرة عام 2013 كان هناك توجه من جانب الصين لإتاحة التمويلات التنموية للدول على طول
خط مبادرة الحزام والطريق لتنفيذ مشروعات البنية التحتية، وبرز البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كأحد المؤسسات
الداعمة لهذا التوجه، لافتة إلى أن مصر عضو مؤسس في هذا البنك الذي يعد أحد شركاء التنمية لمصر لتمويل تنفيذ العديد من
المشروعات التنموية، إلى جانب الانضمام مؤخرًا لبنك التنمية الجديد التابع لتجمع دول “البريكس”، والذي يعزز فلسفة التعاون
جنوب جنوب ويشجع التكامل بين الدول الناشئة لتعزيز التنمية المشتركة، إلى جانب ذلك فإنه منذ إطلاق المبادرة تواجدت العديد
من الشركات الصينية العاملة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من بينها شركة تيدا التي تتواجد بالمنطقة الصناعية
بالسخنة، لتنمية وتطوير منطقة مخصصة لجذب الاستثمارات الصينية والأجنبية وإقامة مشروعات في العديد من القطاعات
المنافسة من بينها الأجهزة الكهربائية والمنسوجات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها.
بينما لفتت إلى أنه مع انطلاق “مبادرة الحزام والطريق” الصينية بالتزامن مع التقدم المستمر في خطة تنمية محور المنطقة الاقتصادية
بقناة السويس، تطور التعاون بين الصين ومصر في مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية بشكل مُطرد وحقق نتائج مثمرة،
وخلال العشر سنوات الماضية أصبحت شركة تيدا مصر إحدى المنصات المهمة للتعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل الثقافي بين
الصين ومصر، ومن أهم الإنجازات التي تمكنت شركة تيدا تحقيقها هو استقرار عدة شركات مشتركة في المنطقة ومن أهم هذه
الشركات، شركة جوشي مصر للألياف الزجاجية، شركة هونغهوا مصر الصين لمعدات البترول، ومن المقرر أن تشهد الفترة المقبلة
المزيد من الاستثمارات الصينية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تزامنًا مع الجهود التي تقوم بها الدولة لتحفيز الاستثمار
الأجنبي المباشر في مصر، وتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والشركات الكبرى الصينية في منطقة قناة السويس لما
لها من امتيازات محفزة للاستثمار.
بينما ذكرت وزيرة التعاون الدولي، أن مبادرة الحزام والطريق تعمل على تعزيز التنمية في العديد من القطاعات الحيوية، والتي تعد ذات
أولوية لمصر في إطار رؤيتها التنموية لعام 2030 لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مثل الارتقاء بالبنية التحتية في مجالات النقل
والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق، كما تتفق مع أولوياتنا التنموية، من حيث تحفيز النمو الاقتصادي والتصنيع،
وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، وزيادة حركة التجارة البينية والتكامل المالي.
بينما أوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن أهداف المبادرة تتسق مع جهود الحكومة المصرية لإطلاق عدد من المشروعات العملاقة ذات
العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفى مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس، القائم على إنشاء مركز صناعي
وتجاري ولوجستي، والذي يعد بمثابة فرصة واعدة للشركات الصينية، وللدول الأعضاء في المبادرة، وغيرها من مختلف دول العالم
الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، وخاصة لتلك
الدول التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، لاسيما في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا.
بينما أكدت “المشاط”، على أهمية مفاهيم التحول إلى الاقتصاد الأخضر لتعزيز التنمية ضمن مبادرة الحزام والطريق، باعتبارها مجالات
رئيسية للشراكة بين القطاع الخاص من الصين والدول العربية وكذلك الحكومات، لاسيما في ظل التوجه الكبير على مستوى
العالم لزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتوليد الهيدروجين الأخضر، موضحة أنه في هذا الصدد فإن الدولة المصرية
بينما تعقد شراكات مع مختلف دول العالم والقطاع الخاص المحلي والأجنبي لتعزيز رؤيتها لمواجهة التغيرات المناخية وتحفيز التحول
إلى الاقتصاد الأخضر.
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن المرأة تضطلع بدور فاعل ورئيسي في مختلف قطاعات التنمية.
في مصر، وأنه من الأهمية بمكان تعزيز هذا الدور لاسيما في مجال التحول إلى الاقتصاد الأخضر وبناء القدرة على.
الصمود أمام التغيرات المناخية وتحفيز المرونة، وتعزيز الحلول المبتكرة التي تدفع جهود التنمية.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها عبر الفيديو في ختام ورشة العمل التي نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع
وزارة التعاون الدولي، على مدار يومين، تحت عنوان “تعزيز دور المرأة المصرية في القطاعات الخضراء”، بمشاركة السيد
أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأكثر من 60 ممثلًا من الجهات الحكومية وشركاء
التنمية ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، وممثلي وزارات التعاون الدولي والزراعة والسياحة والبيئة والتعليم،
والمجلس القومي للمرأة، والعديد من الجهات الأخرى.
واستهدفت ورشة العمل على مدار يومين مناقشة أهم الاتجاهات فيما يخص مستقبل المرأة في القطاعات الخضراء ومن
ضمنها استخدام البيانات الضخمة بفعالية لتعزيز دور المرأة، ودور التعليم لتمهيد مشاركة المرأة بشكل أكبر في هذه المجالات،
وإبراز أهمية الحلول المالية المبتكرة والتحول إلى الزراعة الذكية مناخيًا لتمكين المرأة من المشاركة بفعالية في هذه
القطاعات.
ووجهت وزيرة التعاون الدولي، الشكر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الجهود المبذولة، لافتة إلى أنه من بين أبرز نتائج العمل المشترك هو “مختبر تسريع الأثر الإنمائي”، الذي يهدف إلى تمهيد الطريق نحو مستقبل أفضل من خلال تعزيز المرونة والابتكار ومواكبة التغيرات التكنولوجية المُتسارعة، وتهيئة مهارات الأفراد والشركات لتكون قادرة على التأقلم مع هذه المتغيرات على المستوى الاقتصادي وأيضًا المستوى التكنولوجي، بما يعزز الوصول لمستقبل مستدام، واستكشاف مجالات جديدة لدعم التنمية وتعزيز الابتكار.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن الحكومة المصرية تولي أهمية كبيرة لجهود التحول إلى الاقتصاد الأخضر ومراعاة المعايير البيئية وتكافؤ الفرص بين الجنسين، تعزيزًا لجهود مواجهة التغيرات المناخية من خلال مشروعات التخفيف والتكيف، مشيرة إلى جهود الحثيثة والبرامج التي يتم تنفيذها مع كافة شركاء التنمية ومن بينهم الأمم المتحدة لتعزيز العمل المناخي ودفع الابتكار وريادة الأعمال وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعم رائدات الأعمال تحت مظلة الإطار الاستراتيجي مع الامم المتحدة 2023-2027، لتحقيق رؤية مصر التنموية 2030.
وأشارت “المشاط”، إلى أن هذه الجهود والبرامج المنفذة تعزز تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، كما أنها تتسق مع المبادرة الرئاسية لتنمية الريف المصري “حياة كريمة”، لافتة إلى أهمية المناقشات التي تجري في هذا الإطار من أجل دفع المشروعات التحويلية التي تعزز دور المرأة في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والأمن الغذائي والبيانات الضخمة وغيرها من القطاعات التي تعزز جهود التنمية.
وأشادت وزيرة التعاون الدولي، بنتائج ومخرجات ورشة العمل التي تم التوصل إليها بشأن تعزيز تمكين المرأة، حيث أكدت أهمية التعاون عبر سلاسل القيمة الخضراء عن طريق خلق الشراكات بين الأطراف ذات الصلة، وتبادل المعرفة والممارسات للتصدي للتحديات التي تواجه السيدات، إلى جانب تحفيز جهود توفير التمويل للمرأة وتصميم المنتجات المالية المبتكرة المناسبة لاحتياجات رائدات الأعمال، والتركيز على المحاصيل الذكية مناخيًا وتوافر حلول بناء القدرات في هذا المجال.
هذا بالإضافة إلى دعم المرأة في الأعمال الزراعية من خلال تصميم أنظمة معلومات السوق وتعزيز التواصل من خلال التكنولوجيا لتيسير الأعمال التجارية الزراعية التي تقودها السيدات وتسهيل نفاذها للأسواق، وأخيرًا توفير الدعم الفني لتحسين المهارات وإكساب السيدات قدرات التسويق والإنتاج واستخدام الحلول المبتكرة في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني لتمكينهن من المشاركة بفاعلية في تنمية هذه القطاعات.
جدير بالذكر أن وزارة التعاون الدولي ومكتب الأمم المتحدة في مصر، أطلقا الشهر الماضي، الإطار الاستراتيجي للتعاون بين
مصر والأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة والذي يستهدف تحقيق 5 محاور هي تعزيز الاستثمار في رأس المال
البشري والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة والصمود في مواجهة التغيرات المناخية والإدارة المستدامة للموارد
الطبيعية، وتعزيز الحوكمة والشفافية، ودفع التمكين الشامل للمرأة اقتصاديًا واجتماعيًا.
التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، وفد دولة الأرجنتين الذي ضم السيدة كارلا فيزوتي، وزيرة الصحة، والسفيرة
سيسيليا توديسكا، سكرتيرة العلاقات الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية الأرجنتينية، والسيد جونزالو أوريولابيتا، السفير
الأرجنتيني بالقاهرة، وعدد من المسئولين بمشاركة السيدة شيريهان بخيت، معاون وزيرة التعاون الدولي للإشراف على ملف
الأمريكتين وأوروبا، حيث شهد اللقاء استكشاف سبل تعزيز التعاون بين البلدين، ومناقشة التعاون جنوب جنوب، والتعرف على
الدور الذي تقوم به وزارة التعاون الدولي في دعم جهود التنمبة.
من جانبها رحبت وزيرة التعاون الدولي، بالوفد الأرجنتيني، لافتة إلى أن مصر حريصة على توطيد سبل التعاون مع كافة شركاء
التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، وأن وزارة التعاون الدولي في ضوء رؤية الدولة التنموية تعمل على تعزيز العلاقات مع
المؤسسات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وبنوك التنمية متعددة الأطراف والشركاء الثنائيين باستثناء صندوق النقد الدولي، من
خلال مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية بهدف تعظيم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية من التمويل الإنمائي، وضمان اتساق
المشروعات التنموية مع الأولويات الوطنية وأهداف التنمية المستدامة، و تحسين إدارة التعاون التنموي لتنفيذ المشروعات بشكل
فعال؛ وتقوم الدبلوماسية الاقتصادية لمصر على ثلاثة مبادئ هي منصة التعاون التنسيقي المشترك ومطابقة التمويلات الإنمائية
مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وسرد الشراكات الدولية.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أنه من خلال مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية يتم وضع الاستراتيجيات المشتركة مع شركاء
التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، كما أن الوزارة تُشرف على نحو 68 لجنة المشتركة على المستوى الوزراء ورؤساء الحكومة
مع الدول الشقيقة والصديقة بهدف تحفيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات والتجارب التنموية، موضحة أن محفظة التعاون الإنمائي
الجارية تسجل نحو 24 مليار دولار ويتم في إطار تنفيذ عدد كبير من المشروعات في كافة المجالات.
كما تطرقت “المشاط”، إلى رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27، والذي كان فرصة لعرض العلاقات المتميزة لمصر مع المجتمع
الدولي وتنفيذ العديد من المبادرات والشراكات من بينها إطلاق المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي”، إلى جانب
“دليل شرم الشيخ للتمويل العادل”، حيث استعرضت وزيرة التعاون الدولي الهدف من هذه المبادرات ودور الشراكات الدولية في
تحفيز دور القطاع الخاص في التنمية.
وأكدت انفتاح مصر على تعزيز التعاون جنوب جنوب لدعم التنمية في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، والخطوات التي تتخذها
الوزارة بالتعاون مع شركاء التنمية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الاغذية العالمي وغيرهم لتحفيز التعاون جنوب
جنوب، استغلالًا للخبرات المتراكمة المتاحة لدى مصر على مستوى جهود التعاون الإنمائي، مشيرة إلى أن مصر انضمت مؤخرًا
لبنك التنمية الجديد، التابع لتجمع دول البريكس، والذي يتيح فرصًا كبيرة للتعاون بين الاقتصاديات الناشئة وتعزيز جهود تمويل
التنمية والبنية التحتية.
من جانبها أكدت السفيرة سيسيليا توديسكا، حرص دولة الأرجنتين على استكشاف فرص التعاون المشترك مع مصر لاسيما
توطيد العلاقات بين القطاع الخاص من الجانبين والبحث عن فرص التعاون التي تلبي متطلبات التنمية المشتركة، موضحة أن
الأرجنتين تحرص على زيادة مشاركة القطاع الخاص في التنمية وتحفيز الاستثمار والتجارة وسيتم العمل على ذلك من خلال
البعثات التالية التي ستزور مصر بمشاركة وفود رجال الأعمال والبعثات التجارية. وأشارت إلى النمو الكبير في قطاعي البترول
والغاز والطاقة المتجددة بالأرجنتين وأن هذه القطاعات تمثل مجالات هامة للتعاون خلال الفترة المقبلة.
وخلال اللقاء وجه السفير الأرجنتيني الشكر لوزيرة التعاون الدولي والجانب المصري على حسن استضافة وفد دولة الأرجنتين،
لافتًا إلى أن الوفد يضم مسئولين من مختلف الوزارات برئاسة وزيرة الصحة ومسئولة لتجارة الدولية بوزارة الخارجية، انطلاقًا من
حرص قيادة دولة الأرجنتين بتعزيز العلاقات مع الدولة المصرية، حيث يستهدف الوفد استكشاف فرص التعاون المشترك مع
الجهات المصرية في مختلف المجالات.
وأوضح السفير الأرجنتيني، أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من البعثات التي ستزور مصر لتوسيع نطاق المباحثات على مختلف
الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية، إلى جانب بعثات تجارية وبعثات رجال وسيدات الأعمال والمستثمرين لمناقشة التعاون
المشترك مع القطاع الخاص من الجانبين.
استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، جهود تحديث استراتيجيات التعاون مع شركاء التنمية.
متعددي الأطراف والثنائيين والتطور الذي حدث على مدار العام الماضي فيما يتعلق بهذا المحور، ضمن دور.
الوزارة لتنسيق وتطوير علاقات التعاون الاقتصادي مع شركاء التنمية.
جاء ذلك خلال لقاءها في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، برئاسة النائب كريم درويش، لمناقشة الميزانية والخطة
الاستثمارية للوزارة للعام المالي 2023-2024، بحضور أعضاء اللجنة وقيادات وزارة التعاون الدولي.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع كافة الجهات الوطنية والمؤسسات المعنية بإعداد وتحديث
استراتيجيات الشراكة مع شركاء التنمية، من أجل ترجمة أولويات الدولة ورؤيتها التنموية وأيضًا استراتيجيات المؤسسات
الدولية، إلى برامج قطرية واستراتيجيات تعكس أولويات الجانبين بهدف تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى
مساهمتها في دفع جهود تحفيز القطاع الخاص لتوسيع نطاق مشاركته في مختلف قطاعات التنمية.
وأكدت وزيرة التعاون الدولي، أن الوزارة تحرص على صياغة الاستراتيجيات مع شركاء التنمية وفقًا لمنهج تشاركي وشفاف يعكس قيم التكامل والعمل الجاد للمساهمة في إثراء وتعزيز جهود التنمية المستدامة، وأن هذه الاستراتيجيات ليست بمعزل عن بعضها البعض لكنها تتسم بالتكامل والتناغم، بما يدفع جهود التنمية ويحفز رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة “مصر تنطلق”، والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة 2035، والاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، إلى جانب استراتيجيات تمكين المرأة والشباب والفتيات، وكذلك المبادرات الرئاسية وعلى رأسها مبادرة “حياة كريمة”.
ونوهت “المشاط”، بأن العام الماضي شهد إطلاق الإطار الاستراتيجي للشراكة بين مصر و الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة 2023-2027، بحضور دولة رئيس الوزراء، حيث تُعد الأمم المتحدة من أكبر المؤسسات الدولية مُتعددة الأطراف التي تعزز جهود تنفيذ التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن إطلاق الإطار سبقه تنظيم أسبوع الشراكة مع الأمم المتحدة بحضور ممثلي مجلس النواب لتسليط الضوء على المشروعات التي تم تنفيذها على أرض الواقع في قطاعات التنمية الزراعية والريفية والتعليم والصحة في محافظات المنيا ودمياط وأسوان وغيرها.
وذكرت وزيرة التعاون الدولي، أن الإطار الاستراتيجي للتعاون مع الأمم المتحدة يعكس التعاون متعدد الأطراف من خلال العمل المشترك مع 26 وكالة أممية، لتعزيز أهداف التنمية المستدامة، منوهة بأنه على مدار عامين تقريبًا تم إعداد الإطار من خلال نهج تشاركي بمشاركة 40 شريك وطني و26 وكالة أممية عبر تنظيم 20 مرحلة تدقيق وورش عمل، والاستعانة بـ 100 وثيقة وخطة عمل واستراتيجية وطنية وإقليمية ودولية.
كما تطرقت “المشاط”، إلى إطلاق الإطار الاستراتيجي الجديد مع مجموعة البنك الدولي للفترة من 2023-2027، والتي تزامنت مع انتخاب رئيس جديد لمجموعة البنك الدولي، وأيضًا خطة تطوير دور البنك الدولي لتعزيز الرخاء المشترك ودعم التنمية على مستوى العالم، لافتة إلى أن العلاقة مع مجموعة البنك الدولي تنعكس على تحفيز القطاع الخاص من خلال العلاقة مع المؤسسات التابعة وهي الوكالة الدولية لضمان الاستثمار “ميجا”، ومؤسسة التمويل الدولية.
في سياق متصل تحدثت وزيرة التعاون الدولي، عن إطلاق إطار الشراكة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية للفترة من 2022-2027، بهدف دعم جهود الدولة لتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام، وتسريع التحول الأخضر، وتعزيز التنافسية وزيادة معدلات النمو وتحفيز دور القطاع الخاص، حيث يوجه البنك أكثر من 70% من تمويلاته للقطاع الخاص.
كما استعرضت “المشاط”، تفاصيل إطلاق الشراكة الاستراتيجية مع بنك التنمية الأفريقي للفترة من 2022-2026، والإطار الاستراتيجي للشراكة بين جمهورية مصر العربية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والإطار الاستراتيجي للشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وإطار الشراكة مع بنك الاستثمار الأوروبي .
وتناوت وزيرة التعاون الدولي، العلاقات المشتركة مع شركاء التنمية الثنائيين وما تحقق فيها على مدار العام الماضي، ومن بينها العلاقات المشتركة بين مصر وألمانيا، حيث تم توقيع وثائق تعاون بقيمة 634 مليون دولار في صورة تمويلات تنموية ميسرة ومبادلة ديون في مختلف قطاعات التنمية، إلى جانب صدور الإعلان السياسي المشترك بين مصر وألمانيا والولايات المتحدة لدعم محور الطاقة ضمن المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نوفي”، إلى جانب الشراكة مع ألمانيا لتعزيز استراتيجية الهيدروجين الأخضر وتحقيق أهداف العمل المناخي.
كما أشارت وزيرة التعاون الدولي إلى إطلاق الشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية في ضوء العلاقات الوطيدة بين جمهورية
مصر العربية والجمهورية الفرنسية، وتعزيز التعاون المصري الياباني على المستوى الاقتصادي في ضوء العلاقات المتميزة على
مستوى القادة، وكذلك تعزيز التعاون مع كوريا الجنوبية في ضوء العلاقات الاستراتيجية واختيار مصر كشريك إنمائي استراتيجي
لكوريا الجنوبية للسنوات المقبلة حتى عام 2026.
إلى جانب ذلك ذكرت وزيرة التعاون الدولي، أن العلاقات المصرية الصينية تشهد تطورًا على مستوى جهود التعاون الإنمائي
حيث تم في نوفمبر 2021 توقيع اتفاق التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين، تعزيزًا للتعاون القائم بالفعل على مستوى جهود
تطوير البنية التحتية وقطاع البحث العلمي وبرنامج الفضاء المصري، وتنمية الموارد البشرية وبرنامج بناء القدرات، وتطبيقات
الاستشعار عن بعد.
التقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، السيد أنطون سيلوانوف، وزير المالية الروسي ومحافظ روسيا.
لدى بنك التنمية الجديد، والسيدة تاتيانا روسيتو، مسئولة الشئون الدولية في وزارة المالية البرازيلية، .
والدكتور ديفيد ماسوندو، وزير المالية ومحافظ جنوب أفريقيا لدى بنك التنمية الجديد، حيث شهدت اللقاءات.
مناقشة جهود تعزيز تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، وبحث الأهداف الاستراتيجية لبنك التنمية الجديد.
ودوره في دعم الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.
وعبرت وزيرة التعاون الدولي، عن تقديرها لانضمام مصر لعضوية بنك التنمية الجديد ، وتطلعها أن يثمر العمل المشترك مع البنك
والدول الأعضاء عن مزيد من برامج التعاون الإنمائي والشراكات التي تحفز جهود التنمية وتعزز قدرة الدول الناشئة على مواجهة
التحديات التي يمر بها العالم في الفترة الحالية، وتدعم الشراكات بين دول الجنوب .
وناقشت وزيرة التعاون الدولي، مع ممثلي روسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، الأهداف الاستراتيجية لبنك التنمية الجديد في ضوء استراتيجيته للخمس سنوات المقبل، باعتبارهم من الأعضاء المؤسسين، حيث أكدت أهمية تعزيز جهود التمويل المختلط وتحفيز الآليات المتاحة لدعم القطاع الخاص في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة، وتعزيز دوره في تحقيق التعاون والتكامل الإقليميين عبر الاستثمار في البنية التحتية والقطاعات المختلفة بما يدعم قدرة تلك الدول على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أهمية تعزيز التعاون على المستوى الثنائين بين الدول الأعضاء لدفع جهود تبادل المعرفة
والخبرات والاستفادة من التجارب التنموية، بما يسرع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، لافتة إلى التجربة المصرية في مجال
التعاون الدولي والتمويل الإنمائي والعلاقات الوطيدة مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين والتي تستند إلى أولويات
الدولة ومن خلالها يتم تنفيذ مشروعات في مختلف قطاعات التنمية بما يدعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 في مصر.
في سياق متصل التقت وزيرة التعاون الدولي السيدة شريفة خان، المحافظ المناوب لبنجلاديش ببنك التنمية الجديد، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون المشترك تحت مظلة التعاون جنوب جنوب لدعم جهود التنمية والعمل المناخي.
وشاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، في الاجتماعات السنوية في دورتها الثامنة لبنك التنمية الجديد التي
عُقدت بمقره الرئيسي بمدينة شنغاهاي بالصين خلال يومي 30 و31 مايو الجاري، ويأتي ذلك في ضوء الدور الذي تقوم به الوزارة
لتعزيز علاقات التعاون الإنمائي مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، وتعزيز رؤية التنمية الوطنية التي تتسق مع الأهداف
الأممية للتنمية المستدامة 2030.