رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

وزير الصناعة: مصر ترسم خريطة جديدة للصناعة والنقل لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للتجارة

مصر تدعو لنظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً وتوازناً

في كلمته الافتتاحية خلال فعاليات الدورة الثانية من منتدى القاهرة 2، أبرز كامل الوزير،

نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، أن مصر تدعو إلى

«نظام اقتصادي عالمي أكثر عدلاً وتوازناً، قائم على نقل التكنولوجيا لا احتكارها،

وتمويل التنمية لا تقييدها، وعلى الشراكة المتكافئة لا التبعية الاقتصادية».

وأضاف أن “العالم اليوم يحتاج إلى أن يتكامل لا أن يتنافس، وأن تتكامل قدرات

الدول بدلاً من أن تتقاطع مصالحها”.

رؤية شاملة للصناعة والنقل ليست معزولة عن الاضطرابات العالمية

أشار وزير الصناعة إلى أن الرؤية المصرية الشاملة — التي تجمع الصناعة والنقل

والطاقة والبنية التحتية والتحول الرقمي والتدريب — «لم تكن معزولة عن الاضطرابات

العالمية بل كانت ردًّا عمليًا عليها» وأشار إلى أن العالم يعيش اليوم «عصر الاضطراب»

ليس فقط من ناحية سياسية، بل واضطراب في منظومات التجارة والطاقة والتكنولوجيا

وسلاسل الإمداد. وفي هذا السياق، اختارت مصر «أن تواجه الاضطراب بالاستقرار،

وأن تجعل من التنمية وسيلة لتعزيز السلم والاستقلال».

وزير الصناعة

مصر كمركز صناعي ولوجستي وإفريقي

أكد وزير الصناعة أن مصر تعمل «في قلب إفريقيا» على دعم التكامل القاري من خلال

منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، مستفيدة من موقعها كــ “

بوابة عبور رئيسية إلى أسواق تضم أكثر من 1.3 مليار نسمة”.

كما أوضح أن الحكومة أطلقت خطة استراتيجية تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز صناعي

ولوجستي إقليمي ودولي، تشمل توسيع قاعدة الإنتاج، وتعميق التصنيع المحلي،

وإعادة تشغيل المصانع، وتحسين جودة المنتج، وتدريب وتأهيل العمالة لمتطلبات الثورة

الصناعية الرابعة وذكر أن أبرز الأرقام التي أعلنتها الوزارة: رفع مساهمة الصناعة في الناتج

المحلي من 14 ٪ إلى 20 ٪ بحلول عام 2030، وزيادة فرص العمل في القطاع الصناعي

إلى 7 ملايين، بالإضافة إلى توسيع الصناعات الخضراء لتشكل 5 ٪ من الناتج المحلي.

تطوير منظومة النقل والبنية التحتية كمفتاح للتنمية الصناعية

وقال وزير الصناعة إن منظومة النقل والبنية التحتية هي الشريان الرئيس للتنمية الصناعية

والاستثمارية، لافتًا إلى تنفيذ مشروعات بتكلفة تقدر بـ 2 تريليون جنيه خلال أقل

من 10 سنوات، حيث شملت تطوير أكثر من 17 000 كم من الطرق، وإنشاء 35 محورًا

جديدًا على النيل، وتحديث شبكة السكك الحديدية، وإطلاق ممرات لوجستية دولية

تربط مناطق الإنتاج بالموانئ والموانئ الجمركية وأضاف أن الوزارة نفذت 7 ممرات

لوجستية دولية تنموية متكاملة، قابلة للربط مع ممرات إقليمية ودولية كـ IMEC الممر

الاقتصادي الهند – الخليج – أوروبا، وأن مصر بذلك تصبح جزءًا محوريًا من شبكة التجارة

الدولية، وتعمل على ترسيخ موقع قناة السويس كأقصر وأكفأ طريق للتجارة العالمية.

تمويل التنمية وتشغيل المصانع وإنتاج الصادرات

أعلن وزير الصناعة عن إطلاق سلسلة من المبادرات التمويلية الداعمة للقطاع الإنتاجي

بقيمة تجاوزت 270 مليار جنيه خلال العامين الماضيين، ونجاح الدولة في إعادة تشغيل

أكثر من 1 000 مصنع متعثر، وزيادة الصادرات الصناعية نحو 10 ٪ في النصف الأول من

هذا العام رغم تباطؤ التجارة العالمية وأكد أن هذه الأرقام ليست مجرد بيانات، بل

«شواهد على أن الاستقرار القائم على العمل هو السلاح الحقيقي في مواجهة الاضطراب».

الإنسان والتنمية المستدامة في قلب المنظومة

واختتم وزير الصناعة بأن التنمية في فلسفة مصر ليست مجرد مشروعات، بل «بناء للإنسان،

وتمكين للمجتمعات، وتعزيز لكرامة العمل والإنتاج» وقال إن مصر، التي شَيّدت الأهرامات

والآن أقامت المتحف المصري الكبير، تؤمن بأن البناء هو أعظم ردّ على الاضطراب، وأن

التنمية هي لغة السلام في عالم يبحث عن اليقين.

مصر وزامبيا تتبنيان شراكة استراتيجية لتعزيز مستقبل إفريقيا

أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، كريم شريف، أن مصر وزامبيا تشتركان في رؤية موحدة لمستقبل القارة الإفريقية، قائمة على الشراكة والتضامن والتقدم المشترك، مشيرًا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وحرصهما على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال زامبيا

وأشار شريف إلى أن مصر كانت أول دولة عربية تعترف باستقلال زامبيا وتفتح بعثة دبلوماسية في لوساكا عام 1964، معربًا عن تقدير زامبيا للصداقة مع مصر من خلال تسمية ثلاثة شوارع رئيسية في لوساكا بأسماء مصرية، منها “شارع السويس”، و”شارع ناصر”، و”شارع القاهرة”.

جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفال بالذكرى الـ61 لاستقلال زامبيا الذي نظمته السفارة الزامبية بالقاهرة، مؤكدًا أن المناسبة تمثل فرصة لتجديد العلاقات الثنائية وتعزيز أواصر الصداقة بين القاهرة ولوساكا.

تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين

وأضاف شريف أن العلاقات الثنائية شهدت تجددًا مستمرًا، خاصة خلال السنوات الأخيرة، من خلال زيارات رفيعة المستوى مثل زيارة الرئيس السيسي إلى لوساكا لتسليم رئاسة السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (COMESA) للرئيس هيشيليما، وزيارة الرئيس الزامبي لمصر للمشاركة في مؤتمر COP 27 وزيارته الرسمية للقاهرة في فبراير 2025، وهو ما أسفر عن نتائج بنّاءة عززت التعاون المشترك.

وأكد شريف أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا بتعزيز التعاون الاقتصادي مع زامبيا، مشيرًا إلى إطلاق آليات جديدة لضمان الصادرات والاستثمارات في إفريقيا، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة المصرية على الاستثمار، بما في ذلك في زامبيا.

وأشار إلى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ 15.6 مليون دولار أمريكي خلال النصف الأول من 2024، بينما بلغت صادرات زامبيا من النحاس الخام إلى مصر حوالي 165 مليون دولار في 2023، معربًا عن تطلع مصر لمضاعفة هذه الأرقام.

التعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة

أوضح شريف أن منتدى الأعمال المصري-الزامبي يعكس التزام البلدين بتعميق التعاون التجاري والاستثماري في قطاعات البنية التحتية، والطاقة والطاقة المتجددة، والزراعة، والصحة.

وأشار إلى مشاريع مشتركة تشمل إعادة تأهيل الطرق والجسور الاستراتيجية مثل جسرَي واتابو وزامبيزي، وتطوير طريق لوبيتو الذي يربط زامبيا بالكونغو الديمقراطية وأنجولا، إضافة إلى استئناف الرحلات المباشرة بين القاهرة ولوساكا لتعزيز التبادل التجاري والسياحي.

الصحة والطاقة وتنمية الموارد البشرية

في قطاع الصحة، أشاد شريف بمساهمة الكوادر الطبية المصرية في زامبيا، وبرامج بناء القدرات المشتركة، خاصة بعد توقيع مذكرة تفاهم يونيو 2024 الخاصة بالأدوية والمستلزمات الطبية.

كما أكد استعداد مصر لتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الطاقة والطاقة المتجددة لدعم زامبيا في مواجهة تحديات الجفاف وانقطاع الكهرباء، إلى جانب برامج تدريبية لتنمية الموارد البشرية، حيث استفاد أكثر من 500 مشارك زامبي من برامج الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في مجالات متنوعة تشمل الشرطة ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني.

تعزيز التكامل الإفريقي

وأشار شريف إلى أن هذه التحركات تمثل جزءًا من رؤية مصر لتعزيز التكامل الإفريقي، وتحقيق التنمية المستدامة، وفتح المجال أمام الشركات المصرية للمشاركة في مشروعات التنمية والبنية التحتية داخل زامبيا، بما يسهم في تعزيز الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين.