كشف الخبير الأثري مجدي شاكر، عن كيفية تعامل الفراعنة كآبة فصل الشتاء، حيث أوضح أن فصل الشتاء يرتبط بقصر نهاره وطول ليله وقلة سطوع الشمس وتلبد السماء بالسحب والمطر مع البرد الشديد والملابس الثقيلة القاتمة مما يجعل الكثيرين يصابون بكآبة فى هذا الفصل من العام ولكن هل عرف القدماء المصريين هذا وكيف عالجوه؟.
وأوضح “شاكر” في تصريحات خاصة لـ”الإخبارية” أنه من المعروف عن قدماء المصريين، اهتمامهم بالضوء وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذي اعتبر الحرم المقدس للاله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللا حركة، ولذلك كان من الضرورى توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة خاصة في فصل الشتاء ، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.
وأضاف الخبير الأثري أن الطبيب المصرى القديم قد ربط بين الضوء والحالة النفسية والصحية للإنسان، فقد جاء في بردية ”ايبرس” الطبية وصف لحالات الانهيار العصبى ومرض الاكتئاب، وكان علاج تلك الحالات يتم عن طريق النوم في حجرات خاصة بالمعبد والتعرض لضوء واشعة الشمس الدافئة، ومن المثير للدهشة أن الأطباء اليوم يصفون نفس الحالات المرضية تحت اسم ” الاكتئاب الشتوى ” الذي يصيب من لا يتعرضون لقدر كاف من ضوء الشمس، خاصة في فصلى الخريف والشتاء، كما انهم يصفون نفس العلاج الذي وصفه الطبيب المصرى القديم للمرضى، وهو التعرض الكافى لأشعة شمس الشتاء الدافئة.