بعناية وذكاء يستند إلى فهم الرسول ﷺ للمرحلة التي تسبق شهر رمضان، يظهر وضوحًا أن تفكيره كان فريدًا ومتقدمًا على الناس.
فقد كان يتميز بتخطيطه الرائع والتدبير الدائم،
مما أضاف إلى شخصيته العظيمة طابعًا خاصًا، وكان يحقق توازنًا فائقًا بين احتياجات الروح والجسد، دون أي إفراط أو تفريط.
وفي مفاهيم عظيمة أظهرتها عائشة رضي الله عنها بقولها: “كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم”،
كما تبرز حكمة صيام النبي ﷺ في شعبان.
لم يكتفِ بالصيام الثابت في شعبان، بل كان يتجهز للشهر الفضيل بأكمله، مما يظهر استراتيجيته الفذة في تخطيط الأعمال وتوجيه الجهود.
من طرائقه العقلانية في الاستعداد لرمضان، كان التركيز على الفترة التي يغفل عنها الكثيرون، بين رجب ورمضان.
كان يستغل هذا الوقت لأداء الأعمال الصالحة ورفع درجاتها إلى الله.
وعبر قوله “شهر يغفل الناس فيه عنه”، يظهر دقة رؤيته للفرص الدعوية والعبادية في اللحظات التي يتغيب فيها الكثيرون.
فهم النبي ﷺ لأهمية العمل في الأوقات التي يغفل فيها الآخرون، يبرز استراتيجيته الحكيمة في إعداد النفس للشهور الكريمة،
كان يصوم شعبان بكثافة كتمرين لشهر رمضان، مما يظهر التكامل بين صيامه وقراءته القرآنية وإعمال الخير.
باختصار، فإن حكمة صيام النبي ﷺ في شهبان تكمن في رؤيته الثاقبة والاستعداد الجيد للشهور الفضيلة،
حيث يجسد توازنًا فريدًا ويشير إلى الأهمية العظيمة للتخطيط والتحضير في سبيل تحقيق الأهداف الروحية.