طلقةٌ من مدفعيةٍ فَلسطينيةٍ أعادت الحكاية إلى المربع الأول من جديد؛ ووضعت الزمن في مساره الطبيعي بعد أن أثارت أعمال العنف
التي يقوم بها الكيان الصهيوني ردود فعل دولية واسعة، تراوحت بين الإدانة والاستنكار الشديدين، فماذا كانت ردة الفعل العربية من هدنة السلام..!؟
أن تجوع أسهل بكثير من أن تضع يدك في يد من يرى أنك مجرد عربي، دورك في الحياة يقتصر علي القبول والتسليم”‘ردود فلسطينية ‘
لقد صار ضرورة ملحة وفرضًا وواجبًا أن تشهد المنطقة العربية وحدة حقيقية، تتمثل كــ حائط صد لأي تدبير لنزع الشعب الفلسطيني
من ارضه التي يجمعنا به رباط العروبة والهوية الثقافية والاجتماعية، ولعلها فرصة عظيمة في هذا التوقيت الصعب
الذي يمر به اخواننا الفلسطينيين، حيث لا وقت لخطاب انهزامي يصور أن فكرة الوحدة والتضامن العربي قريبة
محتل بالصواريخ والدبابات
وذلك لان أمريكا الان باتت على غرار فرعون وردة فعلها من إسرائيل وكأنها تقول انا ربكم الاعلى.. فمنذ إلغاء الانتداب البريطانى،
وشبه عزل بريطانيا امسكت امريكا بالعصا، والعصا لمن عصى، فعملت على توطين اسرائيل فى فلسطين وتفكيك الاتحاد السوفيتي وغيره من الدول.
ولو نظرنا بروية سنجد أن القضية أكبر من “كونها أرض محتلة”، القضية قضية اختراق عقدي “للمجتمع الفلسطيني” العربي،
أي أن القضية ليست فلسطينية في حد ذاتها وإنما قضية العروبة بأكملها،
قضية فلسطين قضيّة هويّة، وتميّز إسلامي ولانه إذا ذهب الدين وحلّت العقائد الغربية وبناتها والعبرية وأخواتها ..
فلن يبقى دين، ولن تبقى دنيا لما أن الشعب الفلسطيني شعب كباقي شعوب الأرض، يتفاوت أهله علمًا ووعيًا وتديّنًا،
كما يتعرّض إلى مؤامرات تدنيث الهوية كغيره، بل أشدّ.. ومحنته أعظم من كونه مُحتل بالصواريخ والدبابات؛ ولكنه مُحتل بالقرارات الدولية
والتي ساعدت على أن الوضع العربي ازداد انشقاقًا فوق انشقاقه، ولجأت بعض الدول العربية إلى الاعتراف بإسرائيل في محاولات لنيل
بعض المكاسب وسط حالة من التخبط العربي، فهل ستفي إسرائيل بوعودها وأمريكا بضماناتها لهذه الدول
بإيجاد حل دائم وشامل للصراع العربي – الإسرائيلي؟ أشك في ذلك، ما لم يتمسك العرب بفرصة التوحد
والتكاتف خصوصًا بعد المصالحة الخليجية، وبدء عودة العلاقات إلى سابق عهدها، أو على الأقل هدوء حالة التوتر،
وبداية لملمة الجراح العربية وإعادة هيكلة العلاقات مع الدول الإقليمية في المنطقة،
التضامن العربي
كل ذلك يجعلنا نؤمن يقينا بأن التضامن العربي ووحدة الصف هما المناص الوحيد إذا ما أرادت المنطقة النجاة،
وبأن الخطوات الفردية لن تؤثر، فالتحدي في غاية الخطورة، ويجب أن نكون قد تعلمنا من تجاربنا السابقة بأن أمان المنطقة يتمثل في وحدتها
وذلك بعد أن عشنا سنوات طوال من الحروب العقدية، والصراع المذهبي الذي أصبح يهدد الانسان الاجتماعى العربي،
مما عمل على اتساع دائرة الاتجاهات وخلو المنطقة العربية من لاعبين كبار كالعراق وسوريا،
كما أفساح المجال لعدد من القوى الأجنبية للتدخل في العمق العربي، والسيطرة بصورة غير مباشرة على عدد من العواصم العربية.
وختاماً لوجهة نظري لن يلتئم جرح أمتنا دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وانه لابد من إعادة التفكير في مواجهة المخاطر
بواقعية تتلاءم مع معطيات2024 وما سيليها خاصة بعد أن بدأت مصر تحركها بقوة كقائدة للأمة العربية،
كما أسهمت بنجاح كبير فيما فشل فيه مجلس الأمن والدول الكبرى المساندة للكيان الإسرائيلي،
من وقف لإطلاق النار بين الإسرائيليين والمقاومة الفلسطينية، ومساهماتها لوقف التصعيد في غزة،
كما أنها في هذا التوقيت تعمل على ضمان السلام في المنطقة، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني،
وإتمام المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، ولكن تحتاج لوقفه اخرى من قبل الدول العربيه لربط زمام الأمور للم شمل العرب،
مع التحرك الدولي لضمان حقوق الفلسطينين بعد سنوات من الحروب والاستيطان الذي صار صخرةً ثقيلة في نعل السلام.