تعاني حكومة الاحتلال الإسرائيلي من حالة تخبط مستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي،
ما يدفعها لاتخاذ قرارات سياسية وعسكرية قد تدفع نحو حرب إقليمية شاملة
تؤدي لحرق الأخضر واليابس في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب تدخل المجتمع الدولي
التصعيد الخطير الذي تقوم به إسرائيل
وتحمل مسؤولياته تجاه التصعيد الخطير الذي تقوم به إسرائيل.
أصيب إسرائيل بحالة من عدم الاتزان عقب سقوط جيش الاحتلال أمام الفصائل الفلسطينية
في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وهو ما اعتبرته تل أبيب إهانة
لن تمحى من التاريخ الحديث، ما دفعها لارتكاب جرائم إبادة جماعية
ومجازر ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك أملا في القضاء
على الفصائل الفلسطينية في غزة وتحجيم دورها خلال السنوات الماضية.
انخرط حزب الله اللبناني في المعارك مع جيش الاحتلال وتحرك لفتح جبهة عسكرية جديدة شمال فلسطين المحتلة،
ويهدف حزب الله من الدخول في هذه المعركة لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية واستراتيجية،
فالتدخل الذي يقوم به حزب الله يسعى من خلال لتسوية ملف ترسيم الحدود البحرية
بين لبنان وإسرائيل، معالجة ملف الشغور الرئاسي في البلاد، دعم الدول الغربية للبنان
في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها لبنان، وأخيرا هو تحرك
يرسل رسائل وإشارات بـ”وحدة الساحات” التي أعلنت عنها الفصائل الفلسطينية في غزة.
كما تحاول تل أبيب فتح جبهة عسكرية موسعة مع لبنان إلا أن الولايات المتحدة
بينما حذرت إسرائيل من الإقدام على هذه الخطوة التي ستؤدي لإشعال الإقليم
وإرساء حالة من عدم الاستقرار والعنف في منطقة الشرق الأوسط،
ورغم ذلك يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله اللبناني في الفترة المقبلة.
وحذر حزب الله اللبناني في عدة مناسبات من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على أي ضربة استباقية
تستهدف الدولة اللبنانية خلال الفترة المقبلة، مهددا برد قاس ومزلزل
على السلوك العسكري الإسرائيلي المنفلت خلال الأسابيع الماضية.
تطور لافت وخطير أقدم عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال رضى الموسوي،
أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني خلال تواجده في سوريا، وهو التحرك الأخطر
الذي يرجح أن يؤدي لفتح جبهة جديدة من سوريا للانخراط في المواجهات
مع الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما ينذر بحرب إقليمية شعواء.
حالة التهور وعدم الاتزان
حالة التهور وعدم الاتزان التي يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي تدفع لارتكاب أخطاء جسيمة
وتصعيد غير محسوب العواقب، وهي التحركات التي يمكن أن تؤدي لحرب هي الأشرس
بين أطراف إقليمية وقودها فصائل مسلحة في عدد من الدول العربية مع الجانب الإسرائيلي،
وتستعد إسرائيل لرد إيراني على جريمة اغتيال رضى الموسوى أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني الذي استهدفت طائرات حربية إسرائيلية.
تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية تداعيات التصعيد العسكري الإسرائيلي في الإقليمي،
وذلك في ظل الدعم السياسي والمالي واللوجيستي الذي تقدمه واشنطن لحكومة الاحتلال الإسرائيلية
التي أظهرت الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال النازية التي لا تسعى إلى السلام أبدا، ولكنها
كما تسعى لتصعيد يخدم أفكارها المتمثلة في إرسال رسالة لكافة الأطراف بأنها ستعزز سياسة الردع.
بينما تتغافل الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك إسرائيل عن الأسباب الحقيقية للتصعيد الأخير
من جانب الفصائل في غزة والتي تعاني من حالة احباط مستمرة نتيجة السلوكيات
التي يقوم بها الاحتلال من اقتحام المسجد الأقصى المبارك، رفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للفلسطينيين، توسيع رقعة الاستيطان،
بالإضافة لرفض أي دعوات للجلوس على طاولة المفاوضات لمعالجة الصراع المستمر
منذ عقود من خلال حل سياسي مستدام يضمن عيش الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي جنبا إلى جنب.
كما أكد مراقبون أن ما تقوم به إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط هو تصعيد عسكري
غير محسوب تتحمل تداعياته الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الداعمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة،
وهو ما يهدد أمن واستقرار هذه الدول التي تدعم تل أبيب وسيكون لذلك ارتدادات عكسية سواء من خلال تدفق عشرات آلاف المهاجرين إلى أوروبا هربا من التصعيد العسكري الإسرائيلي،
فضلا عن وضع بعض الأطراف الإقليمية كافة الدول الداعمة لإسرائيل في دائرة الاستهداف المباشر داخليا وخارجيا.