في تحوّل دراماتيكي أثار ضجة واسعة في الأوساط الرياضية، خرج الحكم الإنجليزي الشهير
ديفيد كوت من دائرة التحكيم في الملاعب الكبرى، إلى وظيفة توصيل الطرود، بعد سلسلة من
الفضائح التي أطاحت بمسيرته التحكيمية.
كوت، البالغ من العمر 42 عامًا، أُوقف عن مزاولة التحكيم من قبل لجنة الحكام المحترفين في إنجلترا،
كما منعه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) من ممارسة أي نشاط تحكيمي في المسابقات الأوروبية
حتى 30 يونيو 2026، نتيجة تورطه في سلوكيات اعتُبرت “مسيئة لسمعة اللعبة” وفق بيان رسمي.
وجاء قرار الإيقاف بعد انتشار مقاطع فيديو صادمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر في أحدها كوت
وهو يسيء لفظيًا إلى مدرب ليفربول السابق يورجن كلوب، واصفًا إياه بـ”الألماني الحقير”،
بينما أظهره مقطع آخر وهو يتعاطى مادة يُعتقد أنها الكوكايين، خلال بطولة أمم أوروبا الأخيرة.
اليويفا وصف هذه السلوكيات بأنها “خرق صارخ لقواعد السلوك اللائق”، مؤكدًا أن العقوبة
جاءت نتيجة الإضرار المتعمد بسمعة كرة القدم الأوروبية.
وفي تصريحات لاحقة، عبّر كوت عن ندمه العميق، مؤكدًا أن ما حدث لم يكن جزءًا من نمط حياة دائم،
بل تصرف فردي متهور. وقال:
“أشعر بالخجل أن أعترف بأنني انزلقت في هذا الطريق، لكنني الآن أعمل على تصحيح المسار واستعادة
الإحساس بالكرامة والمسؤولية”.
بعد الإيقاف، قرر كوت الابتعاد عن الأضواء والعمل في وظيفة توصيل طرود مؤقتة لصالح شركة محلية،
في محاولة لإعالة نفسه وأسرته.
وقد التُقطت له صورة عبر كاميرا أحد المنازل في ليفربول وهو يسلم طردًا، مما أثار دهشة
السكان الذين تعرّفوا عليه على الفور.
وقالت صاحبة المنزل:
“زوجي مشجع ليفربول، وعندما رآه لم يصدق أن من كان يدير مباريات كبرى بات يعمل كموزع طرود!”
ردود فعل متباينة من الجمهور
تفاوتت ردود فعل الجمهور بين التعاطف والانتقاد، حيث اعتبر البعض أن ما حدث نتيجة طبيعية لاختياراته،
بينما رأى آخرون أن كل إنسان يستحق فرصة ثانية.
محاولة لبداية جديدة خارج الملاعب
ورغم الظروف الصعبة، يحاول كوت استعادة توازنه النفسي والمعنوي، حيث شارك مؤخرًا في ماراثون خيري
لجمع التبرعات لصالح عمه المصاب بمرض العصبون الحركي، كما يقضي وقتًا أطول مع عائلته وأصدقائه،
مبتعدًا عن عالم كرة القدم.
ما بين الشهرة والفضيحة، والانحدار ثم المحاولة للنهوض، تجسد قصة ديفيد كوت درسًا قاسيًا
عن سرعة التحولات في عالم الرياضة، وضرورة الحفاظ على المهنية داخل وخارج الملاعب.
ورغم السقوط، تظل الإرادة في التغيير نقطة ضوء قد تقوده يومًا ما إلى طريق العودة أو على الأقل
إلى حياة متزنة تستحق الاحترام.