رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

الشحن الجوي العالمي يحقق ارتفاعًا 5٪ في نوفمبر ويواصل مسار النمو

سجّل قطاع الشحن الجوي العالمي في نوفمبر ارتفاعًا لافتًا بلغت نسبته 5٪ على أساس سنوي، ليواصل مسار النمو المتسارع الذي اتسمت به الأشهر الماضية، ويؤكد من جديد تعافي القطاع واستعادة نشاطه بعد فترة من التقلبات.

ويأتي هذا الأداء القوي ليضع السوق على مسار نمو متوقع يصل إلى 4٪ خلال عام 2025، وفق تقديرات أولية صادرة عن مؤسسات تحليل دولية متخصصة، حيث أن  هذا الزخم يعكس مزيجًا من عوامل الطلب المتزايد، وتحسن سلاسل الإمداد، وتراجع محدود في تكاليف التشغيل مقارنة بالعامين الماضيين.

كما وتشير بيانات السوق إلى أن الطلب على الشحن الجوي دخل الربع الأخير من العام بقوة فاقت التوقعات، حيث ارتفع بنسبة 3٪ في سبتمبر، ثم 4٪ في أكتوبر، ليصل إلى ذروة أعلى من المتوقع في نوفمبر.

وهذا التسارع المتتالي يعكس زيادة الاعتماد على الشحن الجوي في قطاعات اقتصادية متعددة، من بينها الصناعات التقنية والدوائية والاستهلاكية عالية القيمة، بالإضافة إلى توسع عمليات التوزيع السريع العابرة للقارات.

ورغم هذا الأداء الإيجابي، فإن الصورة الكاملة ليست خالية من التحديات.

فمحللو شركة Xeneta، إحدى أبرز منصات تحليل بيانات السوق والخدمات اللوجستية عالميًا، يحذرون من إمكانية تراجع الزخم خلال الأشهر المقبلة، خصوصًا في ظل مؤشرات أولية على تباطؤ نمو التجارة الإلكترونية دوليًا.

وتُعد التجارة الإلكترونية المحرك الأكبر للطفرة التي شهدها الشحن الجوي خلال العامين الماضيين، إذ ساهمت في رفع معدلات الطلب إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، لكن هذا النمو بدأ يتعرض لضغوط مرتبطة بارتفاع تكاليف النقل، وتغير سلوك المستهلك، وعودة جزء من الطلب إلى الشحن البحري بعد انحسار أزمات الموانئ العالمية.

ويرى محللو Xeneta أن استمرار النمو في قطاع الشحن الجوي خلال 2025 مرهون بعدة عوامل؛ أبرزها الحفاظ على استقرار أسعار الوقود، ومرونة شركات الطيران في إدارة السعة التشغيلية، واستمرار ديناميكية التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى قدرة الأسواق العالمية على تجنب موجات تضخم جديدة قد تؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين.

وعلى الرغم من التفاؤل الذي يحيط بأداء 2025، فإن التوقعات تشير إلى أن عام 2026 قد يكون أكثر صعوبة للسوق. التحديات المتوقعة تشمل احتمال ارتفاع تكاليف التشغيل، وتزايد المنافسة من النقل البحري الذي يستعيد زخمه تدريجيًا، إضافة إلى تأثيرات محتملة لسياسات تجارية وجمارك جديدة قد تعرقل التدفقات العالمية للبضائع.

كما قد يواجه القطاع ضغوطًا إضافية نتيجة التوسع الكبير في طائرات الشحن الجديدة، والذي قد يؤدي إلى فائض في السعة التشغيلية إذا تباطأ الطلب.

وفي المقابل، يرى محللون آخرون أن الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا قد تشكل مخرجًا مهمًا لدعم النمو في المديين المتوسط والبعيد، بفضل توسع الطبقة المتوسطة وارتفاع الطلب على الخدمات اللوجستية السريعة.

وبينما يواصل السوق حصد مكاسب 2024 وبداية 2025، يبقى الطريق نحو 2026 محفوفًا بتقلبات تتطلب من الشركات العالمية تعزيز استراتيجيات المرونة، وتنويع مصادر الطلب، والاستثمار في الحلول التقنية التي تقلص التكاليف وتزيد كفاءة العمليات.