رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

وكيل الأزهر يفتتح احتفالية الأزهر ووزارة الدفاع بذكرى “الإسراء والمعراج”و”يوم الشهيد”

كتبت: شيماء عبدالفتاح

وكيل الأزهر: الإسراء والمعراج حدث ليس كأحداث الحياة يقبله العقل ويرده بل معجزة خارجة عما ألفه البشر واعتادوه

الإيمان بمعجزة الإسراء والمعراج كالإيمان بسائر معجزات النبي محمد وبمعجزات الأنبياء والمرسلين السابقين

معجزة الإسراء والمعراج جاءت تكريما للنبي محمد وأمته

قواتنا المسلحة الباسلة تدرك قيمة الوطن والحفاظ عليه

قال فضيلة محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن احتفال الأزهر الشريف ووزارة الدفاع بذكرى الإسراء والمعراج ، والذي يأتي تحت رعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر؛ هو استجابة لحاجة المسلمين إلى معرفة تفاصيل هذه المعجزة الربانية، وحاجة الأوطان إلى وعي أبنائها، الذين يصونون هويتها، ويحفظون شخصيتها، كما يؤكد الحفل على قدرة المصريين على التمسك بهويتهم، وحرصهم على الاحتكام إلى قيم دينهم، مضيفًا أن عنوان الحفل «الإسراء والمعراج .. الإيمان والأوطان»، يحمل الكثير من المعاني والمضامين التي تحتاج إلى تأمل وتدبر، وبخاصة في ظل ما يشهده المجتمع من حراك فكري نافع لوطننا.

ونبّه وكيل الأزهر خلال كلمته باحتفالية الأزهر الشريف ووزارة الدفاع بمناسبة ذكرى “الإسراء والمعراج” و”يوم الشهيد”،  على أن الإسراء والمعراج لا ينبغي أن يصور على أنه حدث ككل أحداث الحياة يقبله العقل ويرده، وإنما هو معجزة خارجة عما ألفه البشر واعتادوه، ومرد فهمها إلى قانون الإيمان الذي يوجب المحبة والتسليم، فمعجزة الإسراء والمعراج كمعجزة الطيور الأربعة التي أخذها سيدنا إبراهيم –عليه السلام- فذبحها وقطعها قطعا صغارا، وخلط لحوم بعضها بلحوم بعض، وجعل على كل جبل منهن جزءا ثم دعاهن بأمر الله فجاءته سعيا على أرجلها، كأنها لم تفرق أجزاؤها، ولم تمزق أشلاؤها.

وأضاف الضويني أن معجزة الإسراء والمعراج كمعجزة العصا التي ألقاها سيدنا موسى –عليه السلام- بين سحرة فرعون، وهم الخبراء بالسحر وفنونه، فتحولت ثعبانا يلقف ما يأفكون، فألقي السحرة حينئذ ساجدين، وهي مثلها أيضا كمعجزة المائدة التي طلبها بنو إسرائيل حين قالوا لسيدنا عيسى –عليه السلام-: «هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء؟»، فدعا فنزلت واستقرت بينهم دون أن تتأثر بريح عاصف أو بأرض صلبة.

وشدد وكيل الأزهر على أن الإيمان بمعجزة الإسراء والمعراج كالإيمان بسائر معجزات سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- وكالإيمان بسائر معجزات الأنبياء والمرسلين السابقين، ومعلوم أن المعجزة هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي يظهره الله على يد نبي تأييدا له في دعواه، مع عدم المعارضة، فأي غرابة فيها إذن؟!، كما أن ما يحمله الواقع من ممكنات تجعل العالم الكبير في كف طفل صغير يتنقل بين أرجائه كيف يشاء، وممكن اليوم كان بالأمس مستحيلا، وإن من سمات المجتمعات المتحضرة احترام التخصص، ولو أن غير المتخصصين أوكلوا الأمر إلى أهله لم تبق مشكلة، وبهذا أمرنا القرآن: قال الله عز وجل: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».

وبيّن وكيل الأزهر أن معجزة الإسراء والمعراج كانت تكريما لسيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وكانت تكريما لأمته بما فُرض فيها من شعائر، وما بيّن فيها من أحوال، وكانت تكريما لمصر، وهذه إحدى البشارات التي نستلهمها من معجزة الإسراء والمعراج، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «رفعت إلى السدرة، فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان، فأما الظاهران: النيل والفرات، وأما الباطنان: فنهران في الجنة»، وإن ذكر النيل في هذا الموطن الذي لم يصل إليه إلا من رفع الله قدره -صلى الله عليه وسلم- دليل على شرف مصر وقدرها ومكانتها، وكأني بهذه المعجزة تدعو أبناء مصر إلى أن يعملوا بكل ما أوتوا من قوة لتحيا مصرنا مصر العزة والكرامة ومصر السيادة والريادة.

وأوضح وكيل الأزهر أن من حسن الموافقة أن يكون الحفل احتفالا بالإسراء والمعراج، وبيوم الشهيد، وإن الكلام عن الشهداء مهما كان فصيحا بليغا فإنه لن يحيط وصفا بما أعد الله لهؤلاء الشهداء فهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر، مبينًا أن الشهداء الذين قدموا أنفسهم لم يموتوا، وإنما تسري أرواحهم في الأحياء من حولهم، فهم فيهم يتنفسون، ومعهم يعيشون، وإن قواتنا المسلحة الباسلة لتدرك قيمة الوطن، وتعمل على المحافظة عليه، وها هي تضرب أروع الأمثلة في كل ميدان من ميادين الشرف؛ فهم في ميدان القتال أبطال، وجنودها في ميدان الوعي خير رجال.

واختتم الضويني كلمته بأن الأزهر الشريف حريص على أداء الأمانة كما وصلته؛ ولذا فهو يعنى بالتعاون الثقافي والتواصل الحضاري مع المؤسسات الرسمية داخل مصر وخارجها؛ لتبادل الرؤى والأفكار حول ترسيخ قيم التعايش، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة، مشددا على أن الواقع يفرض على المخلصين لدينهم ولأمتهم ولأوطانهم أن يوجدوا توافقا بين تراثهم الذي تأسس على أصول من الوحي السماوي وما حوله من علوم شارحة، وشكل بذلك وجدانهم وأفكارهم، وبين معطيات الزمان والمكان؛ ليكونوا بذلك مواطنين يمتلكون القوة بوجوهها المختلفة: قوة الإيمان والإخلاص، وقوة العلم والعمل، وقوة الفهم والإدراك.

وكيل الأزهر: نبذل جهودا كبيرة لنشر قيم التسامح والحوار وقبول الآخر داخليًا وخارجيًا

كتبت: شيماء عبدالفتاح

رئيس الجمعية الثقافية بمقدونيا: نحرص على التعاون مع الأزهر والاستفادة من خبراته

استقبل فضيلة محمد الضويني، وكيل الأزهر، اليوم الاثنين بمقر مشيخة الأزهر، الشيخ نصرت رمضان، رئيس الجمعية الثقافية في مقدونيا، لبحث سبل التعاون المشترك في المجالات الدعوية والعلمية.

وقال الدكتور محمد الضويني، إن الأزهر الشريف يبذل جهودا كبيرة لنشر قيم التسامح والحوار وقبول الآخر داخليًا وخارجيًا، وهو ما ظهر من خلال جولات فضيلة الإمام الأكبر حول العالم ولقاءاته مع كبار القادة الدينيين، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في تعزيز مكانة الأزهر عالميا، ودعم قيم الحوار بين الشرق والغرب، مؤكدا استعداد الأزهر لتقديم الدعم لمسلمي مقدونيا والجاليات المسلمة في أوروبا عبر فتح أبوابه لاستقبال الوافدين من مقدونيا ومختلف البلدان الأوروبية، بجانب إرسال المبعوثين الأزاهرة لممارسة المهام الدعوية والتعليمية ونشر المنهج الأزهري الوسطي فيها.

من جانبه أعرب الشيخ نصرت رمضان، عن تقديره للأزهر ولفضيلة الإمام الأكبر، ودوره الرائد في تعزيز الحوار وقبول الآخر والتعريف بوسطية الإسلام وسماحته عالميا، مشددا على اهتمام بلاده بتعزيز سبل التعاون مع الأزهر بصفته قلعة علمية يقصدها المسلمون حول العالم لتلقي العلوم الإسلامية، والاستفادة من خبراته في نشر الوسطية وتعزيز الحوار ونشر قيم التسامح وقبول الآخر.

وكيل الأزهر: «المواطنة» مصطلح أصيل في الإسلام

كتبت :شيماء عبدالفتاح

 شارك فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف بكلمة في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان «عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي»، والذي يحظى برعاية كريمة من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ونقل وكيل الأزهر تحيات فضيلة الإمام الأكبر، ورجاءه الصادق أن يخرج هذا اللقاء الطيب بتوصيات جادة تحمي الفكر، وتصون الهوية من محاولات الاختطاف أو التشويه من قبل أفكار مغلوطة أو مشروعات منحرفة.

وأشاد الضويني باختيار وزارة الأوقاف لعنوان المؤتمر الذي يأتي لبنة نافعة في بناء متين أرسى قواعده أزهرنا الشريف حين أخرج إعلانه التاريخي «للمواطنة والعيش المشترك»، مؤكدا أن الحاجة كانت ملحة لهذا الإعلان الأزهري الذي يواجه التحديات التي يتعرض لها الدين والوطن.

واستعرض الدكتور الضويني جهود الأزهر من لقاءات وندوات ومؤتمرات ومطبوعات وغير ذلك من مجهودات تتعلق بإقرار المواطنة، ودوره العالمي حين أدرك حاجة البشرية إلى أنوار النبوة التي تبدد ظلمات العنف والتطرف، استنبت من آثار الوحي نبتا معاصرا، استطاع أن يكشف عن حقيقة دينية، وضرورة مجتمعية، وفريضة إنسانية، وصاغها في «إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك»، وأكد من خلالها أن «المواطنة» مصطلح أصيل في الإسلام، يتجاوز التنظير الفلسفي إلى سلوك عملي، وأن «المواطنة الحقيقية» لا إقصاء معها، ولا تفريق فيها، وأن «المواطنة الصادقة» تستلزم بالضرورة إدانة كل التصرفات والممارسات التي تفرق بين الناس بسبب من الأسباب، ويترتب عليها ازدراء أو تهميش أو حرمان من الحقوق، فضلا عن الملاحقة والتضييق والتهجير والقتل، وما إلى ذلك من سلوكيات يرفضها الإسلام.

وأكد وكيل الأزهر أن الأزهر استطاع من خلال التواصل الفعال والتعاون المثمر مع المؤسسات الدينية الرسمية داخل مصر وخارجها، وتبادل الرؤى والأفكار مع مختلف الحضارات والثقافات، أن يقدم نماذج متميزة في التعايش والتلاقي، وأن يحقق نجاحات كبيرة من خلال حوارات دينية حضارية حقيقية، تلتزم الضوابط العلمية، وتحفظ ثوابت الدين، وتترك نتائج ملموسة في سبيل تحقيق الأمن والسلام للبشرية كافة.

وأشار الدكتور الضويني إلى أن الإسلام عرف المواطنة الصحيحة منذ أربعة عشر قرنا، وذلك حين وضع وثيقة دينية سياسية دستورية تدعو إلى التعايش السلمي بين جميع الأعراق والطوائف في مجتمع المدينة المنورة الذي كان زاخرا بأطياف متنوعة، مؤكدا أن «وثيقة المدينة» بها عشرات البنود التي تدور كلها حول المواطنة الفاعلة، والتعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما يدل على أن المواطنة من القضايا القديمة المتجددة، التي تفرض نفسها وبقوة، خاصة حين تتبنى الأوطان مشاريع تنموية كبيرة تقتضي من أبنائها الولاء والانتماء، مشددا على أن حاجتنا إلى المواطنة الرشيدة تشتد في ظل العولمة الخانقة التي تتجاوز الحدود، وتخترق الأسوار، وتعتدي على الخصوصيات، وتطمس الهويات. وبين وكيل الأزهر أنه بقدر وجود المواطنة وتجلياتها تكون الحقوق والحريات للجميع، ويتحقق السلم المجتمعي، وبقدر غيابها تكون هشاشة المجتمع، وتفكك بنيانه، ويكون الصراع فيه على هويات فرعية أو هويات زائفة، فضلا عن العودة إلى الحديث عن «أقليات» وهذا ما دعا الأزهر إلى تركه في ظل المواطنةالعادلة.