رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

الدكتورة فريدة الطهراني تكتب أنا والنصف الآخر في ميزان المساواة

لن نقبل شيئا أقل من كوكب قائم على أساس المساواة‎ بهذه الكلمات نؤكد على كل ما يتعلق ‏بحقوق المساواة بين الجنسين لتحقيق التنمية المستدامة والنمو ‏الاقتصادي المرجو على ‏مستوى العالم، وهو الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة التي نص عليها ميثاق الأمم ‏المتحدة.‏
ورغم أن العالم أحرز تقدما في المساواة بين الجنسين بموجب الأهداف الإنمائية ‏للألفية ‏ ‏(بما يشمل التكافؤ في الحصول ‏على التعليم الابتدائي بين البنات والبنين)، لا ‏تزال النساء ‏والفتيات يعانين من التمييز في أنحاء متفرقة من العالم‎.‎ وبالرغم من ازدهار مشاركة النساء في مختلف المجالات إلا أنه مازالت هناك عدة حواجز تحول دون إنصاف المرأة ‏في العمل ووضع العوائق غير المُبررة في طريقها‎.‎

نلاحظ أن أي عمل تلامسه أنامل المرأة يعود بارتفاع غير مسبوق على عائداته، ‏ووفق الدراسات الدولية فإن وجود ‏النساء في سوق العمل يرفع الناتج المحلي الإجمالي، ‏ووفقاً لدراسات دولية أخرى فإن المساواة بين الجنسين اقتصادياً ‏ستضيف 12 تريليون ‏دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2025 من خلال تعزيز مبادئ ‏مساواة المرأة‎.‎

إن المساواة بين الجنسين لا تشكل حقا أساسياً من حقوق الإنسان فحسب، لكن ‏أيضا ‏تمثل أساسا من الأسس الضرورية اللازمة ‏لإحلال السلام والرخاء والاستدامة في ‏العالم‎، كما أن توفير التكافؤ أمام النساء والفتيات في الحصول على التعليم، والرعاية ‏الصحية، ‏والعمل اللائق، والتمثيل في ‏العمليات السياسية والاقتصادية واتخاذ القرارات ‏سيكون ‏بمثابة وقود للاقتصادات المستدامة وسيفيد المجتمعات والإنسانية ‏جمعاء‎،ولعل من أذكى طرق إعادة بناء الاقتصاد وتحقيق التنمية في بلدان العالم ‏اعتبار النساء شريكاً كاملاً في التنمية ‏وتعزيز المساواة بين المرأة والرجل في سوق العمل ‏والنطاق الاقتصادي، إذ تُعد مشاركة المرأة في عملية البناء الاقتصادي ‏أحد أهم أسباب ازدهار بتلات التنمية الاقتصادية‎.

تسعى أهداف التنمية المستدامة إلى وضع حد للتمييز ضد النساء والفتيات في كل ‏مكان، ولابد إن أردنا تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة في تحقيق المساواة بين ‏الجنسين، أن تكون هناك حقوق ‏مكفولة ومتساوية في مختلف الجوانب الاقتصادية‎، كما يمكن تحقيق المزيد من المساواة ‏بين الجنسين على الصعيد ‏الاقتصادي والسياسي بتعزيز السياسات والتشريعات التي ‏تشجع على تقلد النساء المناصب السياسية‎.‎

ولا شك أيضا أن تكنولوجيا الاتصالات تلعب دوراً مهماً في إتاحة فرص جديدة لتمكين ‏المرأة اقتصادياً، إذ نشاهد اليوم ‏العديد من المشاريع الناجحة التي تُدار من قبل النساء من ‏خلال عالم التكنولوجيا‎.‎

تتبنى مملكتنا المغربية الحبيبة في الوقت الراهن، وبدعم مؤثر من القيادة السياسية، رؤية تنموية في مختلف المجالات وتسعى إلى تطبيقها عبر مجموعة من الآليات والسياسات العامة التي تتوخى تحقيق عدد من الأهداف والمقاصد خلال فترة زمنية محددة.

من أبرز تلك المقاصد السعي إلى تجسير الفجوة بين الجنسين أو ما يطلق عليه المساواة بين الجنسين وهو مقصد له أهمية كبيرة في ضوء ما كانت تعانيه المرأة -على وجه الخصوص – من تهميش وتغييب لحقوقها من ناحية، وفى ضوء ما تتمتع به المرأة بالفعل من طاقات لم تستغل لفترات ليست قصيرة، ويشير مقصد المساواة بين الجنسين إلى حتمية توفير الفرص المتكافئة لكلا الجنسين للحصول على الموارد الاقتصادية والخدمات الصحية والتعليمية والنفاذ إلى المناصب السياسية وكلها عناصر أساسية للاستمرارية من ناحية وتعظيم دور المرأة

ختاماً:

ليس من شك في أهمية تحقيق هدف المساواة بين الجنسين عبر آلية التوازن التي تراعى توفير الفرص بصورة متكافئة مع ضرورة كسر الحواجز الاجتماعية التي تعترض سبيل الفتيات والنساء بشكل يومي إلى جانب تسليط الضوء على العلاقة المباشرة بين المساواة بين الجنسين وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والشامل للجميع، ولعل هذا ما استدعى دمج مفهوم المساواة بين الجنسين في جميع الخطط التنموية سواء كانت دولية، مثل أهداف التنمية المستدامة الأممية، أو إقليمية.

تحقيق المساواة بين الجنسين شرط أساسي لتحقيق مجموعة واسعة من أهداف التنمية المستدامة نظرًا لأهميتها في الحد من الفقر وتحسين المؤشرات والنتائج التعليمية والصحية، وبالنظر لما تمثله هذه السياسات من أهمية يصبح واجبا متابعة تنفيذها من ناحية والبناء عليها من ناحية أخرى عبر مجموعة من المقترحات والتي تتمثل فيما يلي:
استحداث لجنة تختص بالمساواة بين الجنسين داخل البرلمان.
إدماج سياسة المساواة بين الجنسين في إطار مشروع التنمية الريفية.
إنشاء الأكاديمية الوطنية الاجتماعية كمنشأة ذات طابع خاص تتولى نشر ثقافة المساواة بين الجنسين وتقديم الدعم الحكومي والأهلي
إدماج تلك القيم في المقررات الدراسية عبر مراحلها المختلفة.
تبنى الدراما التليفزيونية لقيم المساواة بين الجنسين وعرض أعمال فنية تحث عليه.
تصميم ألعاب إلكترونية لحث الأطفال في مراحلهم المبكرة على تقبل قيم المساواة بين الجنسين.

إن هدف تحقيق المساواة بين الجنسين يبقى مصدرًا مهمًا لارتقاء الأمم ومسعى إيجابيا لتعزيز جهود التنمية المستدامة على كل الأصعدة مما يستلزم تكامل الأدوار وصدق النوايا، وتصميم سياسات داعمة ومعززة على المدى المتوسط والطويل، وتعزيزاً لجودة الحياة بينهما.

فريدة الطهراني: الرياضة عنصراً أساسياً من عناصر التنمية المستدامة

قالت الدكتورة فريدة محمد الطهراني اسشارية أسرية، ومدربة معتمدة بجامعة نيوجرسبي الدولية المفتوحة، إن علماء علم الاجتماع الرياضي وعلماء التربية البدنية الحركية أجمعوا أن الرياضة تشكل عنصراً أساسياً من عناصر التنمية المستدامة ضمن إطار النظام التعليمي الشامل، وذلك بعد أن تم التثبيت أن أهداف الرياضة الحقيقة، لها علاقة ضمن نطاق أهداف التربية العامة وأنظمتها وفلسفتها، كما تعتبر الرياضة عنصراً أساسياً من عناصر التربية المستدامة، وذلك بسبب أن التربية هي عبارة عن عملية مستمرة، وأن الإنسان يتعلم طوال فترة حياته، حيث يجب أن تكون الرياضة مستمرة متواصلة، أي بمعنى أن يقوم الفرد الرياضي بممارستها طول فترة حياته، حيث أن ذلك وفقاً لقدراته وإمكانياته ورغباته وميوله.

وأضافت في تصريحات صحفية اليوم أن عملية التربية تحدث في كل مكان يكون الفرد الرياضي متواجد فيه، كما تحدث في كل زمان، وبسبب ذلك تعد الرياضة جزءاً أساسياً وضرورياً من برامج التربية والتعليم وبرامج الإعداد، كما تساعد التربية والرياضة على النمو المنتظم لشخصية الفرد الرياضي بهدف الاستعداد للعمل وللدفاع عن الوطن.   كما يجب أن تكون الرياضة حق للجميع الأفراد الرياضيين، وذلك بسبب أن يتم تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع الرياضي، أي بمعنى أن يتم إتاحة الفرص المتكاملة للجميع أفراد المجتمع الرياضي للقيام بممارسة الأنشطة البدنية والأنشطة الرياضية والأنشطة الحركية ضمن جو سليم بعيد عن الأجواء التسلطية، كما أنه بسبب ممارسة الأنشطة الرياضية يتم التحقيق النمو المتكامل للفرد الممارس، على أن يمكنه من المساهمة في رفع الإنتاج عند ممارسته لعمله.  

أهداف الرياضة لتحقيق التنمية المستدامة:

وأوضحت أن الرياضة تحقق التنمية المستدامة إلى تحقيق أهدافها التي تم وضعها بشكل مسبق، وأهم تلك الأهداف:

  • تجهيز الإنسان تجهيزاً متكاملاً؛ وذلك بسبب أن يقوم بالدفاع عن وطنه في حالة حدوث الحرب وأي مشاكل اجتماعية وسياسية أخرى.
  • تقوية الجسم، حتى يتمكن من تنمية الصحة ولياقته البدنية.
  • نشر الثقافة وتنمية الفكر الاجتماعي والفكر الرياضي.
  • نشر العلاقات الاجتماعية الجيدة بين مختلف فئات المجتمع.

دور الرياضة في المنظومة المجتمعية
وتابعت أنه إيمانا بالدور الحيوي الذي تلعبه الرياضة في المنظومة المجتمعية ودور الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يمثل المقال الحالي مناسبة مهمة لتأكيد أن الرياضة تمثل رافدا مهما من روافد تعزيز العلاقات بين الشعوب، وإحلال السلام والتقليل من حدة النزاعات في العديد من مناطق العالم، كما أنها آلية لترسيخ القيم ونبذ العنف والتطرف ونشر التسامح، إلى جانب كونها أداة مهمة ومورد أساسي لدعم جهود التنمية في المجتمع وإعداد الأجيال الجديدة، ومساهمتها في تمكين المرأة والشباب والأفراد والمجتمعات وفي بلوغ الأهداف المنشودة في مجالات الصحة والتعليم، ومن هذا المنطلق فهي مرآة للمجتمع تعكس حاضر الشعوب ومستقبلها، لقد أثبتت الرياضة أنها أداة فاعلة من حيث التكلفة والمرونة في تعزيز أهداف التنمية المستدامة. حيث تقوم الرياضة بدور حيوي في تعزيز كل هدف من أهدافها.

وأكدت أن استدامة القطاع الرياضي أمر أساسي لنمو الاقتصاد وأنظمة الرعاية الصحية وازدهار المجتمع، أن العالم في الوقت الحالي وبعد الأزمة العالمية “كوفيد19” بحاجة إلى الرياضة أكثر من أي وقت مضى لإعادة الاتصال والتعافي والاستمرار بإدراج الرياضة ضمن محاور الخطة الاستراتيجية لأي مؤسسة، وهو ما يؤكد مساهمة الرياضة في تغيير الحياة للأفضل.

لأهمية دور الرياضة والنشاط البدني في تعزيز نمط الحياة الصحي والوقاية من الأمراض غير المعدية، والرياضة شريك طبيعي لمنظمة الصحة العالمية في تحقيق الأهداف الصحية لأهداف التنمية المستدامة 2030، مع أهمية تعزيز التعاون بين وزارات الرياضة ووزارات الصحة لدول قمة العشرين.

أهمية الاستفادة من استضافة الأحداث الرياضية للتنمية العمرانية، وعائد الاستثمار على البنية وأسلوب الحياة؛ كون الرياضة عامل مؤثر على الاندماج والتكامل الاجتماعي والنمو الاقتصادي المستدام.

إن انعقاد هذه المؤتمر ات في أي دولة، يعكس المكانة التي تبذلها في سبيل تحقيق التنمية المستدامة للجميع من خلال الرياضة، ايمانا منها بأهمية تحقيق اهداف التنمية من خلال مساعدة الشعوب في جميع أنحاء العالم على المشاركة في الألعاب الرياضية، وغيرها من الأنشطة البدنية في سبيل تحقيق التقدم والتغيير المستدامين.

لتعزيز أهمية الرياضة بالتنمية المستدامة

وبتسخير الرياضة لأغراض التنمية والسلام، ولقد أثبتت الرياضة فاعليتها، وقدرتها على تحقيق أهداف التنمية والسلام، وتعد الرياضة أيضاً عامل تمكين مهماً للتنمية المستدامة، ونحن نلمس المساهمة المتزايدة لها في تحقيق التنمية والسلام، وفي تعزيزها للتسامح والاحترام، ومساهماتها في تمكين النساء والشباب والأفراد والمجتمعات، بالإضافة إلى مساهمتها في مجالات الصحة والتعليم والاندماج الاجتماعي.
الرياضية المجتمعية وأهداف التنمية المستدامة

وقالت إن بعض الفعاليات العالمية مثل الألعاب الأولمبية، وكأس العالم لكرة القدم قامت برفع بعض شعارات أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتحديد الخطط المتعلقة بها في الدورات القادمة، كما لعبت الرياضات المجتمعية دوراً حيوياً في إحداث تأثير إيجابي على مستوى هذه الأهداف.

إن هدف التنمية المستدامة الثالث والذي يتمثل بـ “الصحة الجيدة والرفاه لجميع الأعمار” يعتبر أحد الأهداف التي يتم تحقيقها من خلال الرياضة المجتمعية، إلا أن الهدف الخامس يعتبر شديد الارتباط بالرياضة وبالتنمية المستدامة، والذي يتمثل في تحقيق “المساواة بين الجنسين، وتمكين جميع النساء والفتيات”، وهو الأمر الذي تمثل في الخطوة التي قامت بها بعض الدول، من خلال فتح الملاعب الرياضية أمام السيدات والفتيات، وتشجيعهن على المشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة.

وتوفر الرياضة أيضاً فرصاً تعليمية حيوية، ليس فقط في المدارس، بل كتعليم بديل للأطفال، يساهم في نقل القيم الأساسية لهم، مثل العمل الجماعي واللعب المنصف، والتسامح والاحترام المتبادل، وهذا ما يكرسه هدف الأمم المتحدة الرابع للتنمية المستدامة الذي يتمثل في ضمان “التعليم الجيد والشامل، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع”.

ويتجسد الدور الحيوي الآخر الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الهدف السادس عشر المتمثل في تحقيق “مجتمعات عامرة بالسلام والعدالة”.
ولا تساهم الرياضة فقط بمنع نشوب الصراعات نظراً لعالميتها، وللرياضة قدرة على تجاوز الثقافات أيضاً، إذ إن الرياضات الشعبية والمجتمعية توفر بيئة آمنة للمشاركين للالتقاء معاً والسعي لتحقيق أهداف الأمم المتحدة والمصالح المشتركة المساعدة في بناء الجسور بين المجتمعات، وهذا بدوره يؤثر على الهدف الحادي عشر للتنمية المستدامة وهو تأمين “مدن ومجتمعات محلية آمنة ومستدامة”.

  • كما يعتمد الهدف السابع عشر والأخير للتنمية المستدامة، الذي يتمثل في “عقد الشراكة لتحقيق الأهداف”، بشكل كبير على الرياضة، ليس فقط من خلال شراكات الأمم المتحدة واللجان الأوليمبية بل من خلال الشراكات المجتمعية العالمية.
    ومن الأمثلة المناسبة لهذا النوع من الشراكة هو كأس العالم للأهداف العالمية (GGWCUP)؛ وهي بطولة سنوية لكرة القدم تضم فرقاً نسائية من جميع أنحاء العالم، يجمع بينهن العمل الهادف والنشاط البدني. تتطلب البطولة من الفرق المشاركة إطلاق حملات مجتمعية بناءً على أهداف التنمية المستدامة. ويعمل البرنامج على دمج الرياضة والرغبة في إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات المحلية.
    وحيث إن قوة الرياضة المجتمعية تعزز مفاهيم الصحة والعمل الجماعي والاندماج والأخلاقيات والشعور بالانتماء والتسامح وغيرها من القيم الأخرى، فهي تعتبر قدوة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وستواصل القوة الإيجابية الهائلة التي تتسم بها الرياضة، وسيظل الشغف الهائل بها يوحد بين الناس لجعل العالم أكثر تكاتفاً وسلاماً من خلال ما ينطوي عليه من قيم ومبادئ عالمية.

وختاماً: قد أدت الرياضة، تاريخياً، دوراً مهماً في جميع المجتمعات، وكانت بمثابة منبر تواصل قوي يمكن استخدامه لتشجيع ثقافة السلام. فالرياضة هي – وستظل – أحد أكثر المجالات فعالية وأكثرها تنوعاً للترويج لقيم الأمم المتحدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.