وزيرة التخطيط تُشارك باحتفالية الصندوق السعودي للتنمية بمرور 50 عامًا على تأسيسه
احتفى الصندوق السعودي للتنمية في الرياض أمس الأحد بمرور 50 عامًا على تأسيسه، تحت شعار “50 عاماً من التأثير
العالمي”، وذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل
للبحوث والدراسات الإسلامية، ومعالي رئيس مجلس إدارة الصندوق الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، ومعالي رئيس
مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر، و نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال
أفريقيا، عثمان ديون، و نائب الرئيس للقطاعات في البنك الآسيوي للتنمية، فاطمة ياسمين، وعدد من من أصحاب السمو
والمعالي وكبار المسؤولين في المملكة ومختلف الدول، بالإضافة إلى رؤساء منظمات إقليمية ودولية، وسفراء الدول
لدى المملكة، وممثلين عن الأمم المتحدة.
وأكد معالي رئيس مجلس إدارة الصندوق، خلال الكلمة الافتتاحية للحفل؛ على المسيرة التنموية للصندوق السعودي
للتنمية، التي نتج عنها منجزات متتالية سطرت في ظل توجيهات القيادة الرشيدة ـ حفظها الله ـ أسهمت في رفاهية
وتقدم العديد من المجتمعات النامية.
وأشار معاليه إلى ما جسدته المملكة من خلال الصندوق بتلك المنجزات النوعية، عبر تمويل أكثر من 800 مشروع وبرنامج
تنموي فيما يزيد عن 100 دولة نامية بقيمة إجمالية تجاوزت الـ (20) مليار دولار في مختلف القطاعات الحيوية كالتعليم
والصحة والمياه والطاقة والزراعة والنقل وغيرها.
وأبان معاليه أن لهذه المشاريع جانب تنموي وإنساني يلامس حياة مئات الملايين من الأفراد والمجتمعات كان لهذه المشاريع الصحية الممولة من الصندوق الأثر الكبير في وصول المحتاجين إلى خدمات الرعاية الصحية الشاملة التي يستحقونها، حيث ساهم الصندوق في تمويل (77) مشروعًا نتج عنها إنشاء (325) منشأة صحية في (45) دولة بسعة تتجاوز (25) ألف سرير، وفرت هذه المنشآت خدمات صحية لشعوب لم تتح لها فرصة الحصول على رعاية طبية متقدمة، ومن أبرزها مستشفى الملك فيصل في جمهورية رواندا الذي نفذ فيه أول عملية زراعة كلى في البلاد فكانت باكورة إنجاز (32) عملية زراعة كلى خلال عام واحد مما فتح باب الأمل بإنقاذ حياة العديد من المرضى، كما كان لمستشفى الملك خالد الجامعي في جمهورية بورندي أبلغ الأثر الصحي والأكاديمي برفع مستوى الكوادر الطبية ونهوض الخدمات الصحية في المنطقة.
وأكد الخطيب على أهمية تعزيز التعاون ومواصلة الجهود المشتركة في التنمية المستدامة حول العالم، مشيرًا إلى الدور الجوهري للشراكات في مسيرة نجاحات الصندوق، حيث أسهم الصندوق من خلال التعاون مع مجموعة من الشركاء الممولين في تمويل 27 مشروعًا وبرنامجًا تنمويًا في 23 دولة نامية خلال العام الماضي 2023م، مشددًا على ضرورة إقامة شراكات جديدة لبناء عالم تتاح فيه الفرصة لجميع المجتمعات من أجل تحقيق مستهدفاتهم التنموية وإحداث التنمية المستدامة للجميع.
من جانبه أوضح صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبدالعزيز أن تأسيس الصندوق السعودي للتنمية في عام
1394هـ، ومضى على إنشائه 50 عاماً، يعكس مسيرة ملهمة وإنجازات رائعة، وهو من المآثر البارزة للملك فيصل بن عبدالعزيز
– رحمه الله ـ ، متحدثًا سموه عن قصة للملك فيصل، حيث سُئل في مقابلة صحفية عن رؤيته للمملكة العربية السعودية
بعد 50 عاماً، فأجاب أنه يرى المملكة مصدرًا للإشعاع الإنساني.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للصندوق : “في الوقت الذي نحتفي فيه بمرور خمسة عقود من العمل المؤثر للصندوق، فإننا نفخر بالتزامنا الراسخ في الإسهام بدفع عجلة التنمية المستدامة لتحقيق الازدهار الاقتصادي في مختلف البلدان المستفيدة، ويتمثّل هدفنا الرئيس في السعي لضمان حصول تلك البلدان على الخدمات ذات الأولوية في البنية التحتية، ومنها التعليم الجيد، وتقديم الرعاية الصحية التي تحتاج إليها المجتمعات الأقل نموًا، كما نستهدف من خلال هذا الدعم، تسهيل وصول الخدمات الأساسية للمدن وتوسيع الآفاق الاقتصادية والتبادلات التجارية الشاملة، ولا يتعلق الأمر بتمويل مادي فحسب؛ بل بتحسين الظروف المعيشية، وإيجاد الفرص الحيوية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للجميع”.
ووقّع الصندوق بالتزامن مع الاحتفال؛ اتفاقية جديدة مع بنك التنمية الآسيوي، بهدف تطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة في جزُر سليمان، بما يمثّل أول مشروع للصندوق في جزُر سليمان، تكمن أهميته في تطوير البنية التحتية للطاقة من خلال المصادر المتجددة، والحد من الاعتماد على الطاقة التقليدية، بالإضافة إلى تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة، مما يدعم الأهداف الاقتصادية والبيئية الأوسع نطاقًا في المنطقة.
وفي سياق متصل لاستعراض مشاريع الصندوق السعودي للتنمية في مختلف قارات العالم، فقد قدّم الصندوق دورًا فعالًا في دعم التنمية في مختلف أنحاء أفريقيا، حيث مول 433 مشروعًا بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 11.5 مليار دولار، ومن بين هذه المشاريع، سد ميتولونج في مملكة ليسوتو. ويوفر هذا المشروع، الذي حصل على تمويل بقيمة 25 مليون دولار من الصندوق، ويستفيد منه حوالي 280 ألف شخص، كما يعزز السد إنتاج الطاقة المتجددة، والأمن المائي، ويسهل الوصول إلى المياه النظيفة في المنطقة، وكذلك مشروع مستشفى الملك فيصل في جمهورية رواندا، الذي بدأت منه أول زراعة للكلى في الجمهورية.
وفي آسيا، أحدثت مشاريع الصندوق التنموية تأثيرًا ملموسًا في مختلف أرجاء القارة، حيث بلغ إجمالي التمويل الذي قدمه الصندوق ما يقارب 7.8 مليارات دولار عبر 271 مشروعًا تنمويًا، ومن بين هذه المشاريع مشروع سد مهمند للطاقة الكهرومائية في باكستان، فمن خلال تمويله بقيمة 240 مليون دولار من الصندوق، يسهم المشروع في تعزيز إمدادات الطاقة والمياه المخصصة للزراعة والاستهلاك اليومي، والحماية من مخاطر الفيضانات في البلاد، كما للسد الدور الحيوي دورًا في تعزيز قدرة باكستان على إنتاج طاقة نظيفة ومتجددة، عبر زيادة الطاقة الإنتاجية للكهرباء لتوليد (800) ميجاوات، بالإضافة إلى تخزين حوالي (1.6) مليون متر مكعب من المياه لتوفير مصادر مائية مستدامة، مما يجعله عنصرًا حاسمًا في إستراتيجية التنمية طويلة الأجل في باكستان.
وفي أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، موّل الصندوق 21 مشروعًا إنمائيًا بقيمة إجمالية بلغت نحو 951 مليون دولار.
ومن أبرز المشاريع التنموية، إعادة تأهيل وإكمال نظام المياه والصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار في وسط وغرب منطقة
هافانا في كوبا، والذي ساهم فيه الصندوق بمبلغ 35 مليون ريال سعودي. ومن المشاريع المهمة الأخرى إعادة بناء
مستشفى سانت جود في سانت لوسيا، بتمويل قدره 75 مليون دولار من الصندوق. وسيوفر هذا المستشفى خدمات
صحية عالية الجودة للمجتمع.
وفي أوروبا الشرقية، دعم الصندوق 14 مشروعًا تنمويًا بتمويل تراكمي بلغ حوالي 303 ملايين دولار. وكان أكثر هذه المشاريع
أهمية هو إعادة تأهيل البنية التحتية في البوسنة والهرسك، حيث قدم الصندوق 73.8 مليون دولار لإعادة بناء الطرق
والجسور الحيوية وتحسين النقل وتعزيز الأنشطة الاقتصادية الإقليمية في المنطقة.
يذكر أن للصندوق السعودي للتنمية منذ تأسيسه في العام 1974، سجل تاريخيًا حافلًا في جهود التنمية الدولية التي تبذلها
المملكة، إذ قدّم الصندوق على مدى خمسة عقود، التمويل لأكثر من 800 مشروع وبرنامج إنمائي لمختلف القطاعات الحيوية
في أكثر من 100 دولة نامية حول العالم، بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، وذلك للإسهام في النمو الاجتماعي والازدهار
الاقتصادي لتلك البلدان النامية.
وفي ختام الحفل، كرّم الصندوق قيادات الصندوق خلال العقود الماضية.
دأبت المملكة العربية السعودية على تقديم الدعم الإنمائي للدول النامية حول العالم، للإسهام في التخفيف من معاناتها،
جراء الكوارث الطبيعية والمناخية وغيرها من التحديات والمخاطر التي تواجه مسيرة التنمية ومنها ما يواجه القطاع الصحي،
إذ قدمت المملكة من خلال الصندوق السعودي للتنمية سجلاً حافلاً بالمبادرات المستمرة في المشروعات والبرامج الإنمائية
في قطاع الصحة على مستوى العالم.
وأسهم الصندوق السعودي للتنمية في دعم القطاع الصحي في الدول النامية حول العالم منذ عام 1975م، من خلال تقديم
التمويل إلى قارة أفريقيا لتنفيذ 40 مشروعاً وبرنامجاً إنمائياً، فيما قدم لقارة آسيا 29 مشروعاً وبرنامجاً إنمائياً، كما شمل
الدعم قارة أوروبا بتمويل مشروعين تنمويين، بالإضافة إلى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي الذي بلغ نصيبها 4 مشروعات وبرامج
إنمائية.
بينما يأتي هذا الدعم من خلال إنشاء وتجهيز المستشفيات والمرافق الصحية المتخصصة وتأهيل مراكز الأبحاث الطبية، بمجموع
تمويل عبر القروض التنموية الميسّرة يتجاوز 1.85 مليار دولار، ليمثّل ذلك نسبة 8.94٪ من إجمالي دعم الصندوق.
ومن الأمثلة على المشروعات التي موّلها الصندوق في قطاع الصحة: مستشفى الملك فيصل بجمهورية رواندا، الذي مُوِّل منذ
عام 1986م، إذ أن المستشفى أسهم لأول مرة في جمهورية رواندا، في تقديم خدمات زراعة الكلى للمرضى، والحد من
التكاليف المادية، وكذلك مشروع بناء وتجهيز معهد القلب في كامبالا بجمهورية أوغندا بطاقة تتجاوز 220 سريراً طبياً، ليستفيد
منه أكثر من 62 ألف نسمة سنوياً، وغيرها من المشروعات النوعية.
بينما تنطلق أهداف الصندوق السعودي للتنمية في دعم قطاع الصحة ضمن جهوده الإنمائية في مختلف القطاعات, إذ أسهم الصندوق في تعزيز ركائز التنمية المستدامة في نطاقاتها المختلفة وأشكالها المتعددة في الدول النامية حول العالم من خلال الدعم والتمويل لأكثر من 800 مشروع وبرنامج إنمائي بقيمة إجمالية تُقدَّر بـأكثر من 20 مليار دولار في أكثر من 100 دولة نامية.
بينما شملت تلك المشروعات مختلف القطاعات التنموية منها: الصحة والتعليم والنقل والمواصلات والزراعة والإسكان والمياه والصرف الصحي والطاقة وغيرها، إذ عَمِل الصندوق على دعم إيجاد الفرص المتنوعة لتسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، نحو تحسين الظروف المعيشية والتمكين من مواكبة التطور في مجال المعرفة وبناء القدرات وتوفير الفرص الوظيفية لملايين المستفيدين حول العالم.
بحضور فخامة رئيس جمهورية مدغشقر السيد أندريه راجولينا، شارك الصندوق السعودي للتنمية
ممثًلا في مدير عام عمليات أفريقيا محمد بن عدهان الشمري، اليوم في وضع حجر الأساس
لمشروع إنشاء جسر على نهر مانقوكي في جمهورية مدغشقر، الذي يسهم الصندوق السعودي
للتنمية في تمويله عبر قرض تنموي ميسّر بقيمة 20 مليون دولار، وذلك بجانب المؤسسات
والصناديق التنموية في مجموعة التنسيق العربية وحكومة مدغشقر، لتمثّل تلك الإسهامات المشتركة
دعم البنية التحتية وتعزيز النمو في مختلف مناطق الجمهورية.
كما حضر مراسم وضع حجر الأساس؛ دولة رئيس وزراء مدغشقر السيد كريستيان نتساي،
ومعالي وزير الأشغال العامة العقيد أندرياناتريينا ندريامهاجا ليفاه، وعدد من المسؤولين.
كما يهدف المشروع إلى الربط بين منطقتي أتسيمو أندريفانا ومينابي من خلال هذا الجسر،
إذ يسهم المشروع في دعم القطاعات الزراعية والسياحية في مدغشقر،
كما سيؤدي الجسر دورًا رئيسًا في تعزيز سبل العيش للمزارعين المحليين من خلال نقل منتجاتهم
إلى الأسواق التجارية بشكل أسرع، فضلًا عن تعزيز إمكانية الوصول إلى العديد من فرص الجذب
التي توفرها هذه المناطق، كما سيسهم المشروع في الحد من الازدحام المروري،
وتقليل نسبة الإصابات والوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، من خلال تهيئة الطرق المجاورة للجسر.
إضافةً إلى ذلك سيعمل المشروع على تسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية
مثل التعليم والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، كما أنه يسهم في تحقيق الهدف السابع
من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المتمثّل في “الصناعة والابتكار
والهياكل الأساسية”، والهدف الحادي عشر المتمثّل في “مدن ومجتمعات مستدامة”.
بينما بهذه المناسبة قال فخامة رئيس جمهورية مدغشقر: “أود أن أعرب عن امتناني للمساهمين التنمويين
في هذا المشروع، بما في ذلك الصندوق السعودي للتنمية، لبناء الجسر مانقوكي بطول حوالي 878 مترًا،
كما أقدم شكري لهم على هذا الدعم لبلادنا في هذه المسيرة نحو تنمية ورفاهية سكان جمهورية
مدغشقر، والمضي قدمًا للنهوض بالبنية التحتية، وعلينا أن نواصل العمل يدًا بيد مع الشركاء التنمويين
من أجل بناء مستقبل مزدهر في كل منطقة من مناطق مدغشقر”.
كما أوضح وزير الأشغال العامة خلال كلمته أن مشروع جسر نهر مانقوكي يُعد أطول جسر
في مدغشقر، ويأتي ذلك بإسهامات من الصندوق السعودي للتنمية،
وذلك لدعم البنية التحتية التجارية بين مناطق البلاد، مبينا أنه سيعزز الإمكانات السياحية والزراعية للمنطقة،
كما تبذل حكومة مدغشقر قصارى جهدها لمحاربة العزلة لبعض المناطق،
مؤكدا دعم البنية التحتية وحمايتها لصالح تنمية جنوب مدغشقر.
بينما من جهته أشار مدير عام عمليات أفريقيا إلى أن تشييد جسر مانقوكي يتوافق بشكل وثيق
مع حرص الصندوق السعودي للتنمية على دعم البنية التحتية المستدامة في البلدان النامية
في مختلف أنحاء العالم، مؤكدا أنه سيسهم في تحسين روابط النقل بين منطقتين رئيستين،
لتعزيز النمو الاجتماعي والاقتصادي في مدغشقر، وتحفيز القطاعات الرئيسة مثل السياحة،
ويمثّل المشروع قيمة مشتركة في التعاون مع الشركاء الدوليين نحو التنمية المستدامة،
بالإضافة إلى أنه يشكّل نتيجة للعلاقات التنموية الوثيقة والشراكة الإنمائية الناجحة طويلة الأمد
القائمة بين الصندوق السعودي للتنمية وجمهورية مدغشقر منذ أكثر من 47 عامًا”.
الجدير بالذكر أنه قدّم الصندوق السعودي للتنمية منذ عام 1978م، (6) قروض تنموية
لتمويل (6) مشروعات وبرامج إنمائية في قطاعات الطاقة، والصناعة والتعدين، والنقل والمواصلات
في جمهورية مدغشقر، بقيمة إجمالية تتجاوز (69) مليون دولار، ويأتي ذلك الدعم للإسهام
في تعزيز أُطر التنمية للوصول إلى الازدهار المستدام في الجمهورية.