رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة: أروقة الأزهر تمثل تنوعًا ثقافيًّا يعكس رسالته العالمية

ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة: فترة الدعوة المحمدية كانت بمثابة «ورشة عمل كبرى» لتعليم الأمة قيم التعايش

عقد الجامع الأزهر، اليوم الجمعة، حلقة جديدة من حلقات ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، والتي تناولت موضوع «السلام في الإسلام»،

بحضور عدد من كبار علماء الأزهر، وفي مقدمتهم فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمود الصاوي،

وكيل كليتي الدعوة والإعلام السابق بجامعة الأزهر، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.

في بداية الملتقى، أكد فضيلة الدكتور محمد الجندي أن السلام في الإسلام ليس مجرد مفهوم نظري، بل ترجمة عملية

وجزء من الرسالة العالمية التي جاء بها نبينا محمد ﷺ، حيث قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةًۭ لِّلْعَٰلَمِينَ﴾. وأضاف فضيلته أن الرحمة والعفو والصفح

قيم عالمية مثل السلام، وقد أرساها الأزهر الشريف في مختلف جهوده وحواراته ومنصاته، سواء كانت واقعية أو افتراضية.

وأشار الدكتور الجندي إلى أن الجامع الأزهر كان – ولا يزال – منبرًا يعج بالسلام في أروقته، فقد احتضنت أروقته على مر العصور طلابًا من مختلف أنحاء العالم،

جاءوا ليتعلموا علوم الدين واللغة، ثم عادوا إلى بلادهم سفراء للسلام. وذكر أن الأروقة العلمية التي أنشئت داخل الأزهر،

كأروقة السليمانية، والجبرت، والشوام، والمغاربة، والجاوة، وغيرها، كانت تمثل تنوعًا ثقافيًّا يعكس رسالة الإسلام العالمية في نشر العلم والتسامح.

وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر يوفد مبعوثيه إلى مختلف دول العالم لتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم،

تأكيدًا لرسالته السامية في نشر قيم السلام، وهو ما يتجلى أيضًا في وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها شيخ الأزهر،

الأزهر

والتي تتلاقى مع «وثيقة المدينة» التي وضعها النبي ﷺ لترسيخ مبدأ التعايش السلمي بين أبناء المجتمع الواحد بمختلف أديانهم ومذاهبهم.

ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة: وثيقة الأخوة الإنسانية امتداد لوثيقة المدينة وتجسيد لرسالة الأزهر

من جانبه، شدد الدكتور محمود الصاوي، وكيل كليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، على أن السلام ليس مجرد تحية يتبادلها المسلمون،

بل هو جزء أصيل من عقيدتهم، حيث إن «السلام» اسم من أسماء الله الحسنى، وهو التحية التي يرددها المسلمون يوميًّا عشرات المرات في صلواتهم وفي حياتهم وتعاملاتهم.

وأوضح أن المسلم يبدأ صلاته بتحية السلام على النبي ﷺ، ثم يختتمها بالسلام على من حوله، وكان النبي ﷺ يقول بعد كل صلاة:

«اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام». فالسلام ليس مجرد شعار في الإسلام،

بل هو ممارسة فعلية أثبتها النبي ﷺ خلال بعثته، وكأن فترة الـ 23 عامًا التي قضاها في الدعوة الإسلامية كانت بمثابة

«ورشة عمل كبرى» لتعليم الصحابة والأمة كلها قيم التعايش السلمي. واستشهد بقول النبي ﷺ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ».

وأشار الدكتور الصاوي إلى أن الإسلام وضع أسسًا راسخة لتعزيز السلام العالمي، تبدأ من الإيمان بوحدة الأصل الإنساني،

حيث يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًۭا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۭ﴾،

مما يؤكد أن جميع البشر متساوون في الكرامة الإنسانية، وهو ما يرسخ قيم العدل والتسامح في المجتمع الإسلامي.

وفي كلمته، أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين السلام، وأن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه «السلام»،

وجعل تحية أهل الجنة «السلام». وجعل أول ما يوصي به المسلمون بعضهم بعضًا هو إفشاء السلام، حيث قال النبي ﷺ: «أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ تَحَابُّوا».

وأضاف أن من يدّعي أن الأمة الإسلامية ليست أمة سلام، أو أنها لا تقبل السلام، أو أنها أمة عنف وإرهاب، فهو مخطئ، لأن الواقع والتاريخ يرد عليه،

فقد أمر الله المؤمنين بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِى ٱلسِّلْمِ كَآفَّةًۭ﴾. وقد حذر **النبي ﷺ من ترويع الآخرين، حتى لو كان ذلك على سبيل المزاح،

الأزهر

فقد ورد أن أحد الصحابة شدّ حبلًا على آخر ليمازحه، ففزع الرجل، فقال النبي ﷺ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا».

وأوضح أن **الإسلام أرسى قواعد التعايش بين الطوائف المختلفة، وجاء بتحريم الاعتداء على غير المسلمين، حيث قال النبي ﷺ:

«مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ». مؤكدًا أهمية دور الأزهر في نشر قيم السلام والتسامح في العالم، من خلال مؤسساته التعليمية،

ومبعوثيه المنتشرين في مختلف الدول، ومن خلال الفضاء الإلكتروني، حيث أصبحت أروقة الأزهر اليوم تضج برسائل السلام التي يبثها لطلاب العلم في كل مكان.

وفي ختام الملتقى، فُتح باب الحوار مع الحاضرين، حيث أتيحت لهم الفرصة لطرح أسئلتهم واستفساراتهم على السادة العلماء المشاركين،

في أجواء من التفاعل البنّاء، بما يثري حلقات الملتقى ويجعله أقرب إلى الجمهور.

وقد تنوعت الأسئلة حول دور الأزهر في نشر ثقافة السلام، وكيفية التصدي للفكر المتطرف، وأهمية الحوار بين أتباع الأديان لتعزيز التعايش المشترك.

وقد أجاب علماء الأزهر على أسئلة الجمهور، مؤكدين أن هذه الحوارات المفتوحة تمثل فرصة لنقل الفكر الوسطي الأزهري،

وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الروابط بين العلماء والجمهور، بما يرسخ رسالة الأزهر في كونه منبرًا مفتوحًا لنشر العلم وتعزيز السلم المجتمعي.

في إطار الأسبوع الدعوي والمبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”.. “البحوث الإسلامية” تواصل فعاليات أسبوع الدعوة بسوهاج حول “دور المرأة في العمران”

أكد الدكتور حسن يحي خلال كلمته في فعاليات اليوم الثالث من أسبوع الدعوة الإسلامية الذي جاء بعنوان ” دور المرأة في

العمران”، الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت والإبنة، متسائلا هل

يتحقق أي عمران بمعزل عن المرأة؟، الإجابة لا، بل للمراة عظيم الأثر ودور فاعل لكل إنجاز وإعمار، لذلك شغلوها بالحريات

الزائفة، كأن تأخذ أجرا مقابل واجباتها، فأنزلوها منزلة الأجيرة، وجعلوا منها سلعة رخيصة، وغنيمة أينما كانت يظفر بها اللئام.

من جانبه، أوضح الدكتور أبو زيد محمد شومان، أستاذ البلاغة والأدب بكلية الدراسات الإسلامية بنات بسوهاج، أن المتأمل في

كتاب الله وسنته نبيه وأقوال الفقهاء والعلماء؛ يجد أن القرآن الكريم لم يفرق في الخطاب بين رجل وامرأة في كثير من النصوص،

خاصة في قضايا الإعمار والتنشئة، قال الله -تعالى- “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها” وعلمنا الرسول صلى الله عليه

وسلم أن النساء شقائق الرجال.

ولفت أستاذ البلاغة أن سهام العلمانية والإلحاد والتغريب صُوبت نحو المرأة المسلمة بزعم نجدتها من الجهل ورد حقوقها

المسلوبة، لكن المتجول بين النصوص يجد أن المرأة ملكة متوجة في بيتها ومجتمعها، ينظر إليها زوجها نظرة احترام ومحبة وينظر

إليها أولادها نظرة إجلال وتوقير، مؤكدا أن المرأة عماد البيت وعقل الأسرة، ولم ينظر الإسلام للمرأة يوما على أنها كم مهمل لا

قيمة له، وفي المقابل نجد الغرب يريد من حرية المرأة أن تكون حرة في ممارسة الشذوذ والمثلية، أما فيما يحافظ على كرامتها

ومكانتها فهم مجتمعات أشد فتكا بها وسلبا لحقوقها.

وأضاف الدكتور محمد عمر أبو ضيف عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، أننا لو استعرضنا الحضارات القديمة لوجدنا المرأة كلأ

مباحا ومستباحا، وأنها بالنسبة للرجل كالعبد للسيد، حتى في بعض الحضارات الحديثة لم تحظ المرأة المكانة الراقية التي تليق

بها، لافتا أنه في حال حدوث خلل في تطبيق ما أمر به الشرع به في الحفاظ على حقوق المرأة، فهذا يرجع إلى من طبق أمر

الشرع، والشرع من ذلك براء.

وعن من يطالب بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة، أكد “أبو ضيف” أن في المساواة التامة ظلم كبير للمرأة، حيث أن للمرأة

أشياء تصلح لها وبها، وهناك من الحقوق ما ميزها الشرع فيها عن الرجل، كما بادرت المرأة في كل زمان ومكان في عمران الأرض

والعلم والجهاد، فهذه الأميرة فاطمة إسماعيل أنها أعلنت تحملها كافة نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذى كان سيحمل

الجامعة نفقات كبيرة، وهذه الأميرة زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد وهي المعروفة بالحكمة وحبها لخدمة

الناس خصوصا الفقراء، أمرت بإنشاء برك المياه والآبار على طول طريق الحج من بغداد إلى مكة المكرمة وجعلته للنفع العام، ومن

النساء من أسهم في العمران العسكري، ومنهن من جاهد في سبيل الله.

 

وفي نهاية الندوة تم فتح باب النقاش والتساؤلات بين علماء الأزهر الأجلاء وطلاب الجامعة، دارت حول العديد من الأمور الدينية والدنيوية التي تشغل بال الشباب في الآونة الأخيرة، وتُختم غدا سلسلة ندوات أسبوع الدعوة الإسلامية بندوة عن “الشباب بين عمران النفس وعمران الكون.. توجيهات إسلامية” والتى يحاضر فيها كل من، الدكتور محمود الهواري الأمين العام لشؤون الدعوة والإعلام الديني والدكتور أحمد همام مدير عام الإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية.

تأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي» الثالث، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب جامعة ومساجد سوهاج، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي،” بداية جديدة لبناء الإنسان”، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.

أمين «البحوث الإسلامية» يلتقي نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي على هامش الأسبوع الثاني للدعوة الإسلاميَّة

أمين «البحوث الإسلامية» يلتقي نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي على هامش الأسبوع الثاني للدعوة الإسلاميَّة

جامعة الأزهر

التقى الأستاذ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والوفد المرافق له، اليوم الاثنين؛ الأستاذ الدكتور محمد عبد المالك مصطفى، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلى، بمقر جامعة الأزهر بأسيوط.

جامعة الأزهر

وتأتي الزيارة على هامش افتتاح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية للأسبوع الثاني للدعوة الإسلاميَّة بجامعة أسيوط بعنوان: «العقيدة وبناء الإنسان»، والذي يحاضر فيه عدد من علماء الأزهر الشريف.

مبادرة «بالإنسان نبدأ» بالتعاون بين الأزهر والكنيسة ومشاركة بيت العائلة

مبادرة «بالإنسان نبدأ» بالتعاون بين الأزهر والكنيسة ومشاركة بيت العائلة

انطلاق فعاليات الملتقى العلمي لمبادرة «بالإنسان نبدأ» بالتعاون بين الأزهر والكنيسة ومشاركة بيت العائلة

انطلقت صباح اليوم الاثنين فعاليات الملتقى العلمي لإطلاق مبادرة «بالإنسان نبدأ» وعنوانه «بناء الإنسان

وصناعة الحضارة نحو تكامل العلوم والقيم: بناء الإنسان في ظل التحديات الحديثة»، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر،

وذلك بالتعاون بين الأزهر الشريف ممثلا في مركز الأزهر للفلك، والكنيسة المصرية ممثلة في المركز الثقافي القبطي،

وبمشاركة بيت العائلة المصرية، وذلك في إطار المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان» التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

ويعقد الملتقى بمشاركة فضيلة الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ونيافة الأنبا أرميا،

رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، ونخبة من القيادات الدينية والعلمية، كما يشهد الملتقى جلسة حوارية بمشاركة

الدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور أحمد رمضان صوفي، وكيل كلية العلوم للدراسات العليا والبحوث بجامعة الأزهر،

والدكتور عبد المسيح سمعان، عميد معهد الإدارة العالي، والدكتور محمود الهواري، الأمين العام

المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، ويدير الجلسة الإعلامي الدكتور جمال الشاعر.

الأمين العام

ويهدف الملتقى إلى مناقشة التكامل بين العلوم والقيم، كمفتاح لبناء الإنسان في عصر التحديات الحديثة،

وتوفير منبر للنقاش والتبادل المعرفي حول كيفية تحقيق التوازن بين العلوم والقيم في عملية بناء الإنسان، وتعزيز التنمية الشخصية والاجتماعية بشكل شامل.

وترتكز مبادرة «بالإنسان نبدأ» على مرتكزات أربعة هي: التكامل بين المعارف والأخلاق كضرورة وجودية،

وبناء الإنسان من غايات الرسالات السماوية، وترسيخ الأخلاق كضرورة في بناء الإنسان، وتوحيد الصف في مواجهة التحديات المعرفية والقيمية.

أمين البحوث الإسلامية: الفتوى غير المنضبطة والمخالفة لإجماع الأمة تقضي على التنمية المستدامة وتزعزع استقرار الأوطان

قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نظير عياد والمشرف العام على مركز الفتوى خلال كلمته التي ألقاها  في الجلسة الافتتاحية للملتقى الفقهي الأول الذي ينظمه مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية بعنوان: “الفتوى الإلكترونية ودورها في التنمية المستدامة”، إن عصرنا يشهد تغيرات هائلة في العلم والثقافة والاجتماع والأدب، وكثير من هذه التغيرات كانت في الغالب انعكاسا للعولمة التي جعلت من العالم قرية إلكترونية صغيرة تترابط أجزاؤها عن طريق الأقمار الصناعية والاتصالات الفضائية والقنوات التلفزيونية، وقد ظهرت تلك التطورات الهائلة في مجال تكنولوجيا التواصل والاتصال، وصار الفضاء الإلكتروني الجديد هو الأرض الخصبة؛ لنشر الأفكار والآراء والمعتقدات والفلسفات، التي اقتحمت على الناس بيوتهم من خلال الهواتف الذكية وما تشتمل تطبيقات وبرامج.

أضاف عياد أن التكنولوجيا الرقمية تعد هدفًا مـن أهـداف التنمية المستدامة التي تم الإعلان عنها من خلال قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان “تحويل عالمًا” في عام 2015م مـن خـلال تسخير الإمكانات اللامتناهية التي توفرها تقنية المعلومـات مـن أجـل إحلال تنمية مستدامة اجتماعية تهدف إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع معلوماتي.

وأوضح الأمين العام أن المسؤولية الملقاة على عاتق مؤسسات الفتوى ورجالها كبيرة في ضرورة مسايرة العصر بمعطياته التي يعيشها الناس في التعامل مع هذه التكنولوجيا الرقمية؛ خاصة في ظـل هـذه التـحـديـات صـارت الحاجـة ملـحـة لاستخدام استراتيجيات جديدة لنشر الدين الوسطي، والفكر المستنير، وتقـديم خطابات تواجه خطابات العنف والكراهية والتشدد والإرهاب؛ لذا كانت الحاجة ماسة إلى الفتوى الإلكترونية نظرا لما تتمتع به من سرعة الانتشار، وقوة التأثير في الواقع.

كما أكد عياد أن عدم انضباط أمر الفتوى الإلكترونية وصدورها (في الغالب الأعم) من غير المتخصصين ذوي الخبرة والدراية بالأحداث والأزمان ومـا يناسبها مـن فـتـاوى في أحكام قابلة للاجتهاد، وكذلك بسبب صدورها عن بعض الجماعات المنحرفة والمتطرفة التي تحكمهـا الأهـواء والنزعات السياسية؛ فقد خرجت على المجتمع في كثير من الأحيان فتاوى أخالف أصول الدين وأدلته الصحيحة، وأخالف كذلك إجماع الأمة سلفا وخلقا (من خلال المجامع الفقهية المتعـددة)، وتسعى جاهدة إلى هدم المقاصد التي جاء الشرع بحمايتها، كل هذا يؤدي إلى مناهضة التنمية المستدامة بتكدير الصفو والسلم المجتمعي، وزعزعة استقرار الأوطـان، والعبث باقتصاديات الدول، وإحداث الفتن الطائفية بين أبنـاء الـوطن الواحد.

مجمع البحوث الإسلامية تطلق قافلتين توعويتين

أطلق مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف الأسبوع الجاري قافلتين توعويتين إلى مدينتي العاشر من رمضان والسادات؛ ضمن خطة التوعية المجتمعية التي ينفذها مجمع البحوث الإسلامية.

 وتنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب_شيخ الأزهر بتكثيف الجهود التوعوية وانتشار الوعاظ والواعظات في مختلف المدن والمحافظات.

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نظير عيّاد، إن برنامج عمل القوافل التي يطلقها المجمع تستهدف التواصل الفعّال مع جميع فئات المجتمع من خلال الانتشار في مدن وقرى محافظات الجمهورية.

 وطرح قضايا تلامس واقع الناس وتعالج المشكلات المجتمعية التي تواجههم، من خلال المناقشة الحيّة معهم والاستماع إليهم وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم؛ فضلًا عن توضيح القيم الأخلاقية وبيان دورها في بناء الوطن وتحقيق المحبة والرحمة بين الناس.

أضاف عيّاد أن اللقاءات والندوات التي يعقدها أعضاء القوافل تستهدف سبل الاستثمار الأمثل للوقت في الأعمال الصالحة، والتحلي بالأخلاق الحسنة وإرساء مبادئ السلم المجتمعي مع الناس، إضافة إلى دعوة الشباب للوعي بسبل المواجهة لحملات التضليل، وكيفية استعادة الثقة وتحمل المسؤولية والاهتمام بتنمية قدراتهم ومهاراتهم العلمية والعملية.

أشار الأمين العام إلى أن القوافل تركز على التوعية بعدة قيم إنسانية، منها: التذكير بمبدأ التكافل الاجتماعي، والإحساس بالآخرين، وأهمية الحفاظ على الأسرة.

 مع التوعية بأهمية إعلاء قيمة الوطن، والحفاظ على مقدراته؛ من خلال عقد ندوات ولقاءات في المصالح الحكومية المختلفة؛ للحفاظ على استقرار المجتمع ودعم القضايا الوطنية المهمة، وزيادة الوعي لدى مختلف فئات المجتمع المصري.