نجاح كبير حققه مسلسل “انحراف”، للمخرج رؤوف عبد العزيز، والنجمة روجينا، خلال الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، وهو ما ظهر جليا من خلال تفاعل رواد السوشيال ميديا، وعكس ردود الفعل الجماهيرية، والتي عددت أسباب كثيرة لنجاحه ، ليحقق صدى واسع منذ بدأ الحلقة الأولي، لاسيما وأن المسلسل يرتبط بالمجتمع المصري، من خلال قضايا مستوحاة من رحم الواقع ، ويحسب للمخرج رؤوف عبد العزيز جراءة الشديدة في تناول هذه القضايا التي يستعرضها على مدى حلقات المسلسل، خاصة أن يعد من نوعين المخرجين المهمومين بمشاكل المجتمع، وهذا ما ظهر جليا على مدار مشواره الفني سواء والتي كان أخرها العام الماضي مسلسل “الطاووس”، وهذا العام يتناول قضايا مسلسل “انحراف” المأخوذة من الواقع ويعد أبرزها :-
1- الخيانة الزوجية
تناولت الحلقات الأولى من مسلسل انحراف، قضية الخيانة الزوجية والعاطفية، من خلال فتاة وخطيبها يعمل مذيعا، لكن تحكمه أهواءه وتحركه نحو علاقات ترضي نزواته، فأقام هذا المذيع علاقة مع زوجة أم خطيبته، ما حرك دوافع الانتقام نحو الفتاة التي قتلت زوجة أبيها، فيما قرر الأب أن يتحمل عقبات الجريمة بدلا من ابنته.
هذه القضية تكررت في الواقع ولامست شعور شريحة كبيرة من الجمهور، وهو ما ساهم في جذب اهتمام المشاهد.
2- الأخوة الأعداء
أما في الحلقات التالية، فقد تناول العمل، قضية صراع الأشقاء على الميراث، وكيف يقود هذا الصراع صاحبه نحو أفعال تقتل ضميره، لدرجة جعلت رجلا يلفق تهمة قتل ابنه لدى شقيقته، من أجل الاستيلاء على ثروتها، فهي وحيدة ليس لديها ورثة غيره.
ورغم الحكم على السيدة المسنة بالاعدام ظلما، إلا أن ذلك الحكم لم يحرك ضمير شقيقها، ولم يدفعه نحو اظهار الحقيقة بأن ابنه لا يزال على قيد الحياة.
3- قضية مذبحة المرج
لا أحد ينسى هذه القضية التي شغلت اهتمام الرأي العام وقتها، حينما ضج المجتمع المصري بحادثة قتل أطفال على يد أمهم، بمساعدة الأب وبتحريض من زوجته.
ولم يقم مسلسل انحراف، بنقل هذه القضية للمشاهد بالكربون إلا أنه أضاف الحبكة الدرامية، لهذه السيدة التي لم تجد حظها في الزواج والانجاب، فقامت برمي شباكها على شاب أصغر منها، لكن إدمانه للمخدرات يحركه نحو فعل أي شيء.
وطالبت السيدة زوجها بالزواج عليها، كي ترى احساس الأمومة في أطفال غيرها، لكن هذا الحلم لم يتحقق، فأمرت الأب المغيب بالمواد المخدرة، بأن يحرض زوجته الثانية على قتل ابناءهم وتهديدها.
4- قضايا تأجير الأرحام
تناول بداية النصف الثاني من مسلسل انحراف، قضايا تأجير الأرحام، من خلال دكتور جامعي، لم يتمكن من تحقيق حلم الأبوة من زوجته التي يحبها، فقام باستئجار رحم سيدة، من أجل وضع بويضة مخصبه فيه وأن ينسب هذا الطفل فيما بعد لزوجته الأولى، ولكن تحدي القدر أمر مستحيل.
بعد مرور شهور الحمل، وجاء موعد ولادة السيدة، نزل المولود ميتا، ما جعل الدكتور الجامعي أن يحرض على استئصال رحمها انتقاما منها.
5- النزاع على الميراث
وفي بداية الثلث الأخير من مسلسل انحراف، تطرقت الحلقات لواحدة من أهم القضايا وأكثرها شيوعا، وهو الصراع على الميراث، ولكن في واقعة أبرزت انعدام الضمير في نفوس هؤلاء الذين تحركهم أطماعهم.
فنرى في المسلسل، شابا يريد أن يتزوج من أرملة شقيقه، كي يحظى بجزء من تركة أخيه الذي رحل وترك طفلا صغيرا، لكن الأرملة ترفض، بسبب عدم نسيان زوجها الراحل.
فيقرر هذا الشاب أن يخطط لعمل إجرامي، لتنتقل له التركة، حيث يتفق مع الخادمة، بأن تقتل هذا الطفل برئ الذمة والنفس، من خلال فتح الغاز في المنزل والطفل بداخله، فيموت الطفل في واقعة لم يجرؤ عليها إلا أصحاب النفوس الشيطانية.
أسباب كثيرة استطاعت في جذب المشاهد للعمل ، لكن يبقي جرأة قضايا مسلسل انحراف واحد من أهم أسرار النجاح الجماهيري له.
يشار إلى أن مسلسل “انحراف” يشارك النجمة روجينا بطولة المسلسل كل من الفنانة القديرة لوسي، وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وعبد العزيز مخيون، وأحمد فؤاد سليم، ومحمد لطفي، ورانيا محمود ياسين، ومحمد كيلاني، وأحمد صفوت، وسما إبراهيم، وميدو عادل، ومحمد مهران، وتأليف مصطفى شهيب، وإخراج رؤوف عبدالعزيز.
