قال فضيلة الدكتور مجدى عاشور مستشار مفتي الجمهورية أجابه علي سؤال هل هناك علامات يستطيع المرء بها تحديد ليلة القدر ؟ وهل يوجد دعاء يختصُّ بها ؟
ج : أولًا : ورد في النصوص الشرعية اختصاص ليلة القدر باستحباب تحَرِّيها وتفَقُّدِها وقيام ليلها؛ خاصة في العشر الأواخِر من شهر رمضان، وفي ليالي الوِتْر منه آكَد ؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ” .
ثانيًا : بيَّنت السُّنة النبوية المطهرة علامات ليلة القدر ، وهي على قسمين :
الأول : علامات في الليلة نفسها : بأن يشعر المسلم بالسكينة والطمأنينة والقرب من الرحمن، وزيادة الأنوار لزيادة تنزل الملائكة الكرام؛ حيث قال الله تعالى: {تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ . سَلَٰامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ} [القدر: 4، 5].
والثاني : علامات بعد طلوع شمس النهار الذي يليها : بأن تطلع لا شعاع لها ، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُئِل عن أَمَارَتهَا ، فقال: ” تَطْلُعُ الشَّمْسُ غَدَاتَئِذٍ صَافِيَةً ، لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ ” ، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ : ” لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تُصْبِحُ الشَّمْسُ يَوْمَهَا حَمْرَاءَ ضَعِيفَةً ” .
ثالثًا : يُسْتَحَبُّ أن يجتهد المسلم فيها بالدعاء، ويدعو بما ورد عن السيدة عائشةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ، بِمَ أَدْعُو ؟ قَالَ : ” تَقُولِينَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ” .
والخلاصة : أن الأصل في المسلم ابتغاء وجه ربه تعالى في كل وقت وحين ، ويتحرى الأوقات الفاضلة التماسًا لنفحات الله تعالى وفضله الزائد فيها ، ومن ذلك ليلة القدر ، فيتعرف عليها بعلامات، منها : سلامةُ نفسه، وطمأنينتها، وصفاؤها فيها، وكذلك بطلوع الشمس صبيحتها صافيةً ليس لها شعاع، ويستحب الاجتهاد فيها بالدعاء والصلاة والإكثار من دعاء : «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني».
والله أعلم