وجدت الفنانة ريهام عبد الغفور نفسها خلال الأيام الماضية في صدارة المشهد الفني والإعلامي، ليس
فقط بسبب عرض فيلمها الجديد خريطة رأس السنة، ولكن أيضًا بعد أزمة انتهاك الخصوصية التي تعرّضت
لها داخل إحدى دور العرض السينمائي.
الأزمة أعادت فتح ملف احترام الحياة الخاصة للفنانين، ودور نقابة المهن التمثيلية في حمايتهم، بقيادة النقيب أشرف زكي.
ورغم قسوة الموقف، كشفت التجربة عن دروس إنسانية ومهنية عميقة، انعكست بوضوح على
تصريحات ريهام عبد الغفور، وعلى مضمون الفيلم نفسه.
الفن الحقيقي يواجه القسوة بالوعي
فيلم خريطة رأس السنة ليس عملًا ترفيهيًا تقليديًا، بل تجربة إنسانية شديدة الحساسية، تناقش قضايا
مجتمعية مهمة، من بينها تقبّل الاختلاف ونشر الوعي، خاصة فيما يتعلق بمتلازمة داون.
ريهام عبد الغفور أكدت ضمنيًا أن الفن الحقيقي لا ينفصل عن الواقع، وأن ما تعلّمته من الفيلم هو أن الوعي
هو السلاح الأقوى في مواجهة التنمّر أو الإساءة.
القانون يحمي الخصوصية حتى في الأماكن العامة
أوضحت ريهام عبد الغفور حقها القانوني استنادًا إلى قانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة
2018، مؤكدة أن تصوير الفنان دون إذن ونشر المادة بشكل مسيء يُعد جريمة، حتى لو تم في مكان عام.
هذا الموقف أعاد التأكيد على أن انتهاك الخصوصية ليس حرية إعلام، بل تجاوز يعاقب عليه القانون، وهو
ما دعمته بقوة نقابة المهن التمثيلية.
النقابة هي خط الدفاع الأول عن الفنان
تحرّك النقيب أشرف زكي سريعًا، ووجّه بتفريغ كاميرات المراقبة داخل قاعة السينما، والتقدّم ببلاغ
رسمي إلى النيابة المختصة.
هذا التحرك أكد أن النقابة لن تتهاون مع أي إساءة تمس كرامة أعضائها، وأن الدفاع عن الفنانين جزء أصيل من دورها المهني.
السوشيال ميديا سلاح ذو حدين
تعليق ريهام عبد الغفور الغاضب على فيسبوك عكس حجم الألم الناتج عن الاستغلال غير الأخلاقي للصور والفيديوهات.
التجربة أثبتت أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تتحول من مساحة للتواصل إلى أداة للإيذاء، إذا غابت عنها المسؤولية
المهنية والإنسانية.
خريطة رأس السنة غيّر نظرتها للألم
أشارت أجواء الفيلم ورسائله إلى أن الألم يمكن تحويله إلى وعي ورسالة.
ما تعلّمته ريهام عبد الغفور من خريطة رأس السنة هو أن الرحلات الصعبة، سواء في الفن أو الحياة، تصنع
إنسانًا أكثر قوة وصدقًا، وهو ما انعكس في تعاملها الهادئ لاحقًا مع الأزمة.
عن فيلم خريطة رأس السنة
فيلم خريطة رأس السنة عمل إنساني مؤثر، استغرق سنوات من التحضير، وشارك فيه متخصصون
وخبراء لضمان تقديم صورة واقعية ومحترمة.
يركز الفيلم على رحلة استثنائية مليئة بالتحديات النفسية والجسدية، ويهدف إلى نشر الوعي المجتمعي
بعيدًا عن الاستغلال أو المبالغة.