في ذكرى رحيل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، أحد أبرز أعلام دولة التلاوة المصرية والعالم
الإسلامى، سلّط برنامج “هذا الصباح” على قناة إكسترا نيوز الضوء على المسيرة المتفردة
لصاحب “الحنجرة الذهبية” و”الصوت الملائكي”، والذي رحل عن عالمنا في 30 نوفمبر، لكنه
ظلّ حيّاً في وجدان المستمعين بصوته الذي لا يزال يبث الخشوع في القلوب.
منذ اللحظة الأولى للبث، أكدت المذيعة سارة سراج مكانة الشيخ الراحل في تاريخ التلاوة،
موضحةً أنه يمثل مدرسة مستقلة في الأداء القرآني، شكّلت مرجعاً للقراء في العالم
الإسلامي، وأن تسجيلاته ما زالت تتصدر منصات البث وترافق ملايين المستمعين في مختلف البلدان.

البداية: صوت استثنائي من صعيد مصر
ولد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عام 1927 بمحافظة قنا، وفي سن العاشرة أتمّ حفظ
القرآن الكريم كاملاً، ثم درس القراءات العشر في المعهد الديني بمدينة أرمنت.
وقد شكّلت تلك المرحلة جذوراً مميزة لشخصيته القرآنية، إذ امتلك منذ طفولته قدرة صوتية
نادرة مهدت لبروز أحد أهم قامات التلاوة في التاريخ الحديث.
اعتماد الإذاعة… نقطة التحول الذهبية
أبرز التقرير التلفزيوني نقطة التحول المفصلية في مسيرة الشيخ، وهي اعتماده قارئاً في
الإذاعة المصرية عام 1951، وهي لحظة نقلت صوته من الجنوب المصري إلى ملايين
البيوت في العالم العربي.
ومع انتقاله إلى حي السيدة زينب بالقاهرة، أصبح أحد أركان التلاوة، وبدأت رحلته نحو العالمية.

“صوت من السماء”: تحليل سمة لا تتكرر
قدم البرنامج تقريراً بعنوان “صوت من السماء”، وصف فيه صوت الشيخ عبد الباسط بأنه
“نبع سماوي صافٍ”، وأن سر تميزه يكمن في أنه يقرأ القرآن بقلبه قبل لسانه، ما جعله
يتجاوز حدود الأداء التقني إلى التأثير الروحي المباشر.
لذلك قيل عنه إنه “صوت جاء من الجنة”، وهو وصف يعكس مدى قوته في ملامسة وجدان المستمعين.
رحلات عالمية ومسؤولية حمل رسالة القرآن
لم يكن الشيخ عبد الباسط قارئاً محلياً فحسب، بل كان سفيراً لمصر وللقرآن الكريم، إذ جاب
عشرات الدول خلال مسيرته، مقدماً نموذجاً فريداً لصوت عربي قادر على جمع الشعوب حول
النص القرآني. وفي كل رحلة، كان يترك أثراً روحياً يتجلى في testimonies المستمعين
الذين امتلأت مساجدهم عن آخرها لسماع صوته.
الرحيل… وبقاء الأثر
في 30 نوفمبر 1988، رحل الشيخ عن عالمنا، لكنه ترك إرثاً من آلاف التسجيلات
التي تُعد مرجعاً لكل دارس لفنون التجويد والترتيل، وليبقى صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
شاهداً على عصر ذهبي في تاريخ التلاوة المصرية، وصوتاً خالداً لا يبهت مهما مر الزمن.
