في خطوة تُجسد استراتيجية التوسع الإقليمي والدولي، تستعد شركة مصر للطيران لإطلاق
مجموعة من الخطوط الجوية الدولية الجديدة خلال عام 2026، وهي خطوة تُعد الأكبر منذ
سنوات، وتعكس النمو الملحوظ في أداء الشركة وحركة السفر عبر شبكتها.
ومن المقرر أن تشمل الوجهات الجديدة تشغيل رحلات مباشرة لأول مرة إلى مطار فينيسيا
في إيطاليا، ومطار كيب تاون في جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى تشغيل رحلات أمريكية بعيدة المدى إلى شيكاغو ولوس أنجلوس اعتمادًا على أحدث طائرات أسطولها من طراز إيرباص A350.
يأتي هذا التوسع في ظل زيادة مطّردة في معدلات الحركة الجوية على رحلات مصر للطيران، وارتفاع نسب امتلاء المقاعد، إلى جانب الالتزام الصارم بمواعيد التشغيل وفق الجداول المعلنة، ما يعزز ثقة المسافرين ويدعم مكانة الشركة بين شركات الطيران العالمية.
شبكة أوروبية تتوسع – فينيسيا تدخل الخدمة لأول مرة
تُعد مدينة فينيسيا إحدى أهم الوجهات السياحية والثقافية في أوروبا، ومع إطلاق الخط الجديد، تفتح مصر للطيران نافذة واسعة أمام المسافرين المصريين والعرب نحو واحدة من أكثر المدن زيارة في العالم.
كما تسهم هذه الخطوة في جذب حركة سياحية إيطالية نحو مصر، خصوصًا نحو المقاصد الشاطئية في شرم الشيخ والغردقة، والسياحة الثقافية في الأقصر وأسوان.
وتشير التوقعات الأولية إلى تحقيق معدلات إشغال مرتفعة منذ الأسابيع الأولى للتشغيل، نظرًا لغياب الرحلات المباشرة سابقًا واستفادة السوق من خط جديد يُسهّل التنقل ويختصر الوقت.
كيب تاون… فتح بوابة جديدة لإفريقيا
أما الوجهة الثانية ضمن خطة التوسع فتتمثل في مدينة كيب تاون، والتي تمثل بدورها أحد أبرز المقاصد السياحية والاقتصادية في جنوب إفريقيا.
كما وتشمل أهمية هذا المسار تعزيز حركة التجارة والسياحة بين مصر ودول الجنوب الإفريقي، وربط القاهرة بأحد أهم مراكز المال والأعمال في القارة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار توجه مصر للطيران لتوسيع حضورها داخل القارة الإفريقية، حيث تتقدم الشركة بخطى ثابتة نحو تعزيز شبكة الربط الجوي بين عواصم أفريقيا، ما يجعل القاهرة نقطة وصل رئيسية بين الشمال والجنوب.
رحلات بعيدة المدى إلى الولايات المتحدة عبر طائرات A350 المتطورة
ضمن الخطة التشغيلية لرحلات 2026، تستعد مصر للطيران لتشغيل رحلات مباشرة إلى شيكاغو ولوس أنجلوس باستخدام أسطولها الجديد من طائرات إيرباص 350-A، التي توفر تجربة سفر متطورة بفضل تقنياتها الحديثة، ومساحتها الواسعة، وكفاءتها العالية في استهلاك الوقود.
ومن المتوقع أن تحظى هذه الخطوط بإقبال كبير من الجاليات المصرية والعربية في الولايات المتحدة، إلى جانب شريحة واسعة من رجال الأعمال والسياح، خاصة مع غياب الرحلات المباشرة بين القاهرة ومدن الساحل الغربي الأمريكي.
كما ستسهم هذه الخطوة في تعزيز الربط بين مصر ومراكز السفر العالمية، ودعم حركة الترانزيت عبر مطار القاهرة الدولي، الذي يسجّل في السنوات الأخيرة زيادة واضحة في عدد المسافرين العابرين عبره.
زيادة الحركة الجوية والتزام كامل بمواعيد التشغيل
شهدت رحلات مصر للطيران خلال الأشهر الماضية ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الحركة الجوية، مع زيادة نسبة امتلاء المقاعد على معظم الرحلات الدولية والإقليمية.
ويأتي ذلك نتيجة تطوير أسطول الشركة والتحول نحو طائرات أكثر كفاءة مثل A320neo وB787-Dreamliner وA350 الحديثة.
كما حافظت الشركة على مستوى متميز في الالتزام بمواعيد الإقلاع والهبوط، وفقًا للجداول المعلنة، ما يعزز قدرتها التنافسية ويُكسبها ثقة أكبر لدى المسافرين. وتؤكد التقارير التشغيلية أن نسب الانتظام ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة.
انعكاسات اقتصادية وسياحية قوية
يمثل افتتاح الخطوط الجديدة نقطة تحول مهمة في دعم الاقتصاد المصري، عبر زيادة التدفقات السياحية وجذب شرائح جديدة من المسافرين من أوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية. كما تسهم الخطوط الجديدة في دعم استراتيجية الدولة لجعل القاهرة مركزًا محوريًا للطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتتوقع شركـة مصر للطيران أن تحقق هذه الرحلات الجديدة نموًا كبيرًا في العائدات التشغيلية، إضافة إلى تعزيز حضور الشركة في الأسواق العالمية، وتوسيع شبكة السفر التي تربط بين ثلاث قارات رئيسية.
هذا وتضع مصر للطيران بهذه الخطوات المتسارعة نفسها على مسار جديد من التوسع والريادة، مستندة إلى خطة طموحة تعتمد على تطوير الأسطول، ومضاعفة الوجهات الدولية، ورفع كفاءة التشغيل.
كما إنه مع دخول خطى فينيسيا وكيب تاون للخدمة، وتشغيل رحلات بعيدة المدى إلى شيكاغو ولوس أنجلوس بطائرات A350 الحديثة، تُثبت الشركة أنها تتحرك بثقة نحو مستقبل أكثر تنافسية، يعكس طموحاتها كشركة وطنية تمتلك تاريخًا يمتد لأكثر من ٩٠ عامًا.