شهدت محافظة المنوفية بدلتا مصر حادثًا مأساويًا يوم الجمعة، حيث لقي 19 شخصًا مصرعهم وأصيب 3 آخرون في تصادم
مروع بين سيارة نقل ثقيل وحافلة صغيرة (ميكروباص) على الطريق الإقليمي بنطاق مركز أشمون.
وقد هزت هذه الفاجعة الأليمة قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بشكل خاص، حيث كانت غالبية الضحايا
من الفتيات العاملات باليومية، تاركات وراءهن قصصًا مؤثرة من الكفاح والعطاء.
تفاصيل الحادث.. سرعة زائدة وكارثة محققة
وقع الحادث الأليم نتيجة تصادم مباشر بين السيارتين بسبب السرعة الزائدة، مما أدى إلى تحطمهما بالكامل.
وذكرت المصادر الأمنية أن الضحايا هم 18 فتاة وسائق الميكروباص.
وقد هرعت سيارات الإسعاف لنقل الجثث والمصابين إلى مستشفى أشمون العام، الذي رفع درجة الاستعداد القصوى
لاستقبال الضحايا وتقديم الرعاية الطبية الفورية للمصابين.
قصص كفاح ترويها الدموع
لم تكن الفتيات الضحايا مجرد أرقام، بل كن يحملن أحلامًا وطموحات كبيرة.
كن يعملن باليومية مقابل 130 جنيهًا فقط، ساعيات لتأمين احتياجات أسرهن أو المساهمة في تعليم أشقائهن،
أو حتى توفير مصروفاتهن المدرسية.
كل واحدة منهن كانت تمثل قصة كفاح فريدة، تسعى جاهدة لتحسين ظروف حياتها وحياة من حولها.
هذه الضحايا اللواتي وصفهن الأهالي بـ”الزهور”، تركن فراغًا كبيرًا في قلوب ذويهن ومجتمعهن.

مطاردة وضبط سائق الشاحنة المتسبب في الحادث
في أعقاب الحادث المروع، لاذ سائق الشاحنة بالفرار، تاركًا وراءه مشهدًا مؤلمًا وأقدارًا محطمة.
إلا أن جهود وزارة الداخلية تكللت بالنجاح في ضبطه وتقديمه للعدالة، وهو ما لاقى إشادة واسعة من أهالي الضحايا،
الذين عبروا عن ارتياحهم لسرعة تدخل الشرطة في تحديد مكان اختباء المتهم وإلقاء القبض عليه.
حداد وصلاة ودعوات بالرحمة
غابت مظاهر الحياة عن قرية كفر السنابسة، التي اكتست بالسواد حزنًا على أرواح بناتها.
أغلقت المحال التجارية والبيوت في صمت جريح، واستقبل الأهالي الجنازات وسط صيحات الحزن والدموع التي لم تتوقف.
توافد الأهالي إلى مساجد القرية، يدعون الله أن يتغمد الفتيات بواسع رحمته وأن يلهم ذويهن الصبر والسلوان.
كانت الأحاديث تتداول أسماء الشابات، كل اسم يروي قصة: طالبة متميزة، فتاة عاملة بلا كلل، وأخرى كانت تحلم بمستقبل أفضل.
تحقيقات موسعة لضمان عدم تكرار المأساة
باشرت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الحادث، وقررت انتداب الطب الشرعي لمناظرة الجثامين، وتحرير محضر بالواقعة.
كما بدأت جهات التحقيق في الاستماع إلى أقوال شهود العيان والناجين.
وتجري حاليًا تحقيقات موسعة تشمل مراجعة سجل الحوادث على الطريق الإقليمي، والفحص الهندسي للشاحنة،
والتأكد من حالتها الفنية.
الهدف من هذه التحقيقات هو حصر المسؤولية القانونية وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي على الطرق المصرية،
والحد من تهور السائقين.
