روى الفنان القدير يحيى الفخراني موقفًا مؤثرًا جمعه بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ،
في كواليس المسرح القومي، وذلك خلال حواره مع الإعلامي أسامة كمال.
هذا اللقاء لم يكن مجرد ذكرى عابرة، بل كان درسًا عميقًا شكّل جزءًا أساسيًا من فلسفة الفخراني
الفنية تجاه جمهوره.
لقاء طالب الطب بأسطورة الغناء.. تواضع عبدالحليم حافظ
عاد يحيى الفخراني بالذاكرة إلى فترة دراسته بكلية الطب، حين ذهب لاستئجار خشبة المسرح القومي
لتقديم عرض فني ،هناك تفاجأ بوجود النجم عبدالحليم حافظ.

يصف الفخراني الموقف بتأثر واضح، مشيرًا إلى أنه اقترب من عبدالحليم حافظ وسلّم عليه،
موضحًا سبب تواجده.
ما أدهش الفخراني هو مدى تواضع عبدالحليم حافظ وعدم انزعاجه من حديث طالب جامعي عادي،
رغم مكانته الفنية الهائلة ونجوميته الطاغية.
درس الذكاء والاحترام..توقيع الأوتوغراف رغم التحديات
بلغ الموقف ذروته عندما طلب الفخراني من عبدالحليم حافظ توقيع أوتوغراف،ليكتشف أنه لا يملك ورقة أو قلمًا.
وهنا يتجلى ذكاء عبدالحليم حافظ وفطنته.

يروي الفخراني كيف أن العندليب لم يكسر بخاطره، بل طلب من مساعديه إحضار ورقة وقلم،
ولم يغادر المكان إلا بعد أن وقع الأوتوغراف لـ الفخراني.
هذا الموقف، وفقًا لـ الفخراني، علّمه درسًا لا يُنسى: “ألا أرد معجبًا أبدًا، وأن احترام الجمهور واجب”.
هذه القصة تسلط الضوء على الأهمية الكبيرة لـ احترام الجمهور في مسيرة أي فنان.
“ملك الدراما المصرية”.. رحلة الفخراني من السينما إلى التلفزيون
تطرق الحوار أيضًا إلى لقب “ملك الدراما المصرية” الذي أطلقه الجمهور على يحيى الفخراني.
علّق الفخراني على هذا اللقب بتواضع كبير، موضحًا فلسفته الفنية.
أشار إلى أن أعماله السينمائية كانت دائمًا بعيدة عن الاستهلاك، مشبهًا السينما بـ “الكتاب” الذي يبقى خالدًا.
بينما أقر بأن التلفزيون أصبح استهلاكيًا في الوقت الحالي، مؤكدًا أن أعماله التلفزيونية القديمة
ما زالت تُعرض حتى الآن، مستشهدًا بمسلسل “طيور بلا أجنحة” الذي يُعرض له مؤخرًا.

هذا يؤكد على القيمة الفنية العالية لـ أعمال يحيى الفخراني وتأثيره الدائم على الجمهور.
عودة “الملك لير” وتاريخ فني حافل
في سياق متصل، أعلن المخرج هشام عطوة، رئيس البيت الفني للمسرح،
عن طرح البوستر الرسمي لمسرحية “الملك لير” بطولة النجم يحيى الفخراني،
والمقرر عرضها قريبًا في المسرح القومي.
هذا الخبر يثير حماس الجمهور لعودة الفخراني إلى خشبة المسرح في عمل فني ضخم.
يذكر أن يحيى الفخراني، من مواليد 7 أبريل 1945، وقد حصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1971
من كلية الطب بجامعة عين شمس، قبل أن يقتحم عالم الفن بقوة ليصبح أحد أبرز نجومه.
في أكتوبر 2020، تم تعيينه نائبًا في مجلس الشيوخ، مما يضيف بعدًا آخر لشخصيته العامة
التي تجمع بين الفن والخدمة العامة.
هذه المعلومات تعزز مكانة يحيى الفخراني كـ فنان شامل وقامة فنية في مصر والوطن العربي.
