يعد قطاع الاتصالات العالمي أحد أهم قاطرات الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن، وبدى السباق محموماً تجاه مسيرة التطوير والتحديث على مستوى الأجيال المتعاقبة للهواتف المتحركة أو حتى شبكات النطاق العريض للشبكات الثابتة المعتمدة على الألياف الضوئية.
واشتعلت المنافسة بين المشغلين ومزودي الخدمات في قطاع الاتصالات العالمي في خطين متوازيين لا ثالث لهما وهما أسبقية الطرح وجودة الخدمات.
ولما كان قطاع تزويد التكنولوجيا بات يحكمه شركات عملاقة وعابرة للقارات لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة، بدأ يتهافت عليها مزودي الخدمات وفق المعايير السعرية في العديد من دول العالم غير أن بعض الدول المعنية بأسبقية الطرح لتحقيق قفزات تنموية واقتصادية مشهودة.
وبمتابعة ظاهرية لقطاع الاتصالات الإقليمي والعالمي مؤخراً نجد حالة من الجلبة تصل حد التنافس الإعلامي في بعض دول المنطقة حول خدمات الجيل الخامس للهاتف المتحرك ومن لديه قصب السبق في التجارب الشبكية ومن اجتازها بنجاح ومن من المزودين قد وصل لسرعات أعلى للجيل الخامس حتى وصلت المنافسة لاصطلاح الاطلاق التجاري لخدمات الجيل الخامس.
كل ذلك يمكننا قبوله كمتابعين لقطاع الاتصالات العالمي، لكن الغريب في الأمر أن كل هذه الاخبار مصدرها فقط هو اثنين من مزودي التكنولوجيا تترامى عملياتهم بين مشارق الأرض ومغاربها.
أحدهما يتمتع بالموثوقية والاعتمادية ويتقدم بخطى ثابتة تتمتع بالرصانة ويتمتع بقبول لدى المجتمع الدولي بحكم المنشأ الأوروبي، وأما الآخر اعتمد الهرولة بقصد السبق مع أسعار تقل أحياناً عن سعر التكلفة ولا يتمتع بالموثوقية لدى العديد من النظم خاصة في بلدان العالم المتقدم.
ما من شك في أن الجيل الخامس نقلة نوعية في عالم الاتصالات من حيث سرعة حركة نقل البيانات وانخفاض معدل التأخير وسيؤثر بالقطع ايجاباً في اقتصادات الدول لاسهاماته البينة في الذكاء الاصطناعي وترسيخ المدن الذكية وقطاعات النقل والصحة والتعليم وغيرها من القطاعات.
غير أن الأمر لا يخلو من مخاطر لابد وأن تؤخذ في الحسبان على رأسها الأمن الالكتروني واستقلالية مراكز البيانات الضخمة والتأكيد على حماية المعلومات خاصة الحكومية منها.
لسنا ضد التطوير والتحديث لمسيرة قطاع الاتصالات المصري لكننا ندعو للتروي وأخذ الحيطة والحذر في التعاطي مع مزودي التكنولوجيا ومراعاة معايير الأمن القومي ودراسة حالة كل مزود على حدة ومراجعة كافة التفاصيل …. وفي التأني السلامة .