منذ رحيل الأنجولي أمادو فيلافيو عام عن النادي الأهلي عام 2009،

واعتزال القناص عماد متعب، لم ينعم النادي الأهلي بالاستقرار أبدًا في مركز رأس الحربة أبدًا،

باستثناء فترات فترات قليلة شهدت تألق المهاجم عمرو جمال، والمغربي وليد أزارو،

إلا أن الأول طاردته الإصابات، والثاني حاصرته الفرص السهلة المهدرة.

الجماهير الحمراء تتمنى استعادة أمجاد فلافيو معه

ربما يحسب البعض أن الجابوني ماليك إيفونا هو أحد رؤوس الحربة المميزين،

لكنه لم يستمر طويلًا، ولا يُمكن أن تحسب له تأثير في بطولة محددة مع النادي الأهلي.

الحقيقة أن تراجع مركز رأس الحربة لم يكن في النادي الأهلي فقط، إذ خاض المنتخب المصري

بطولة كأس العالم 2018 بروسيا وفي قائمته رأس حربة وحيد هو مروان محسن،

والذي لم يُقنع في الأساس جماهير ناديه ليُقنع جماهير الأهلي، فمصر التي عرفت حسام حسن

وجمال عبدالحميد وأحمد حسام ميدو وعبدالحليم علي وعماد متعب وعمرو زكي وغيرهم،

ما كان لها أن تلعب كأس العالم بعد غياب 30 عامًا عنه برأس حربة وحيد هو مروان محسن.

النادي الأهلي كان الأكثر فشلًا في التعاقد مع رؤوس الحربة، فجون أنطوي

الذي تألق مع الإسماعيلي فشل مع النادي الأهلي، وكذلك لم يستمر بادجي طويلًا، وكذلك والتر بواليا.

عندما جاء السويسري مارسيل كولر إلى النادي الأهلي، لاحظ أزمة المهاجم، ولم يعجبه أداء شادي حسين أو حسام حسن،

فيما كان يرى أن أفضل المهاجمين محمد شريف، ولم يكن في ذلك الحين قد تعرف على إمكانيات محمود

عبدالمنعم “كهربا” في مركز رأس الحربة.

كما انتقد “كولر” عدم وجود مهاجم يقنعه علنًا في مؤتمر صحفي لأحد المباريات،

وقال إن بيرسي تاو هو الوحيد الذي أقنعه لذلك وظفه في مركز رأس الحربة،

مؤكدًا أنه يحتاج إلى مهاجم قوي بدنيًا وحاضر ذهنيًا في كل الفرص وحتى أنصاف الفرص.

كما جد “كولر” جزءً من ضالته في “كهربا” بعدما بدأ به في مباراة سموحة في كأس مصر،

ليفاجئ بتسجيله هدفين، فوجده أكثر المهاجمين إيجابية على المرمى، فأصبح المهاجم الأول

للفريق وليس محمد شريف، في حين أن كهربا في الأساس جناس وليس رأس حربة صريح يحمل مميزات اللاعب رقم 9.

استطاع “كهربا” أن يُسكن آلام كولر الهجومية، لكن سرعان ما تراجع مستواه بعض الشيء، لتعاود الآلام لكولر مرة أخرى.

الفرنسي سيكون الخيار الأول للمدير الفني للأهلي على كهربا وصلاح محسن

كانت كل الأنباء الواردة من داخل مجلس إدارة النادي الأهلي تشير إلى اقتراب النادي

من التعاقد مع مهاجم، وكانت خيارات المدير الفني السويسري بين الثنائي موليكا وسوزا البرازيلي.

وكانت المغالاة في سعر الصفقتين سببًا في فشلهما، لتجد الإدارة نفسها في حرج الفشل،

فكان الاقتراح بالبحث في الدفاتر القديمة ولم تجد أمامها سوى صلاح محسن مهاجم الفريق

الذي كان مُعارًا لفريق سيراميكا كليوباترا، هنا لا بد أن نشير إلى أن كل الصفقات

التي تدخل فيها أمير توفيق، مدير التعاقدات بالنادي الأهلي باءت بالفشل،

والغريب أنها لم تكن صفقة واحدة، بل صفقات فشلت كلها صفقة تلو الأخرى،

وهنا تدخل كولر ومساعديه وهم الذين بحثوا عن المهاجم وأقنعوه بالانضمام للنادي الأهلي،

مع فارق المستوى بين الدوريين الألماني والمصري، لكن كولر الذي لم يكن مفاوضًا

وليس التفاوض من اختصاصه نجح فيما فشل فيه “أمير”، ليعطي درسًا جديدًا

لإدارة النادي الأهلي وإشارة حمراء أن التجديد في ملف إدارة التعاقدات أصبح أمرًا ضروريًا.

كانت عملية البحث عن مهاجم هداف أشبه بعملية البحث عن لبن العصفور،موديست

الذي وجده كولر في المهاجم الفرنسي موديست، لاعب بروسيا دورتمونت الألماني السابق،

والذي يبلغ من العمر 35 عامًا ووجده كولر الحل الأمثل لقيادة هجوم الأهلي في الوقت الحالي.

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ففي أول مباراة للنادي الأهلي في كأس السوبر الإفريقي

أمام اتحاد العاصمة، لم يشارك موديست بسبب لوائح الاتحاد الإفريقي

التي تنص على عدم إدخال لاعب جديد بقائمة الفريق، بل استبدال لاعب بآخر بتقرير طبي عن حالته.

الغريب أنه في هذه المباراة لعب كهربا وصلاح محسن في فترات متباعدة من المباراة،

لكن المثير أن المدير الفني قبل اقتراب المباراة من نهايتها أخرج محمود كهربا وأشرك

بدلًا منه ياسر إبراهيم وجعل محمد عبدالمنعم يلعب مهاجمًا، في دليل جديد

على أنه وجد في “عبدالمنعم” الصفات الهجومية التي لم يجدها حتى في أجنحة الفريق.

هذا الموقف مع التعاقد مع مهاجم في الخامسة والثلاثين من عمره يؤكد أن أي مهاجم

في النادي الأهلي لم ينل ثقة كولر الكاملة، وبالتأكيد فإن موديست وهو في منتصف الثلاثينات

سيكون الخيار الأول عن أي مهاجم آخر.