رفع ثلاثة من مسئولي وزارة الثقافة المصرية دعوى قضائية ضد الكاتب محمد عباس عن رواية “وليمة لأعشاب البحر” وجريدة “الشعب”
بتهمة القذف والسب واستخدام مصطلحات تكفيرية تسيىء اليهم وتحرض على قتلهم في قضية للروائي السوري حيدر حيدر.
صدرت رواية وليمة لأعشاب البحر للأديب السوري حيدر حيدر لأول مرة عام 1983 في سوريا
وتدور أحداثها حول مناضل شيوعي عراقي هرب إلى الجزائر، غير أنه يلتقي بمناضلة قديمة تعيش عصر انهيار الثورة،
والخراب الذي لحق بالمناضلين هناك وبعد سبعة عشر عاما وإثر إعادة طبعها
في مصر عام 2000 أحدثت جدلاً ومنعها الأزهر بدعوى “الإساءة إلى الإسلام”.
تصريحات الروائي إبراهيم أصلان
وصرح الروائي إبراهيم أصلان مسئول سلسلة آفاق الكتابة التابعة لهيئة قصور الثقافة آنذاك والتي صدرت عنها رواية “وليمة لاعشاب البحر”
وفقا لما نشرته الصحف إنه مع زميليه “محمد كشيك أمين عام النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة
وحمدي أبوجليل مدير تحرير سلسلة آفاق الكتابة قد رفعوا هذه الدعوة القضائية بعدما تلقى اتصالات من مجهولين تهدد حياتهم .
وأوضح أصلان أن محمد عباس الكاتب الصحفى بجريدة الشعب
سب مسئولي النشر صراحة في المقالات التي نشرت على صفحات “الشعب” مطالبا بإقامة الحد عليهم.
وكان أصلان وزميليه بالإضافة إلى رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
قد تم استدعاؤهم للمثول أمام المحامي العام بدعوى حسبة رفعها المحامي عبد الحليم رمضان واخرين
استنادا لما ورد في جريدة الشعب من إساءتهم للإسلام.
ووصل حد الخلاف حول الأزمة إلى تقديم بلاغات إلى النائب العام،
ومطالبة البعض باستقالة أوإقالة وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى،
الذى قام بدوره بتشكيل لجنة ضمت الدكتور أحمد هيكل، والناقد فاروق عبد القادر،
والكاتب الصحفى كامل زهيرى، والدكتور صلاح فضل، رفضت الاتهامات الموجهة للرواية.
الناقد الكبير رجاء النقاش
ورغم إشادات اللجنة سالفة الذكر، إلا أن ناقدا مثل الناقد الكبير رجاء النقاش،
رأى أن رواية “الوليمة” فيها استطرادات تبعث على الملل فى كثير من الأجزاء
وتعانى من التعبيرالعاطفى العشوائى تجاه الأشخاص والأماكن والأحداث والمشاعر المختلفة
مما أدى إلى مقدار من الصعوبة فى قراءة الرواية
وثمة إحساس أنه كان يمكن اختصارها إلى النصف على الأقل من دون أن تفقد كثيراً من عناصرها الإيجابية المؤثرة،
كما أن الرواية تكاد تكون عبارة عن صفات غارقة فى الضباب، بعيدة من الانضباط الجمالى واللغوى.
وأشار إلى أن رواية حيدر تسجل كل شيء وتطارد كل لحظة وكل حادث،
ويحرص حيدر على تسجيل كل خاطرة وكل فكرة، بما لا يتيح للقارئ فرصة للتنفس الصحيح داخل الرواية،
بل إن القارئ أحياناً يصل إلى حد الاختناق والانفصال عن المشهد المادى الذى يطالعه.
وقال الناقد الراحل الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة المصرية الأسبق، فى مقال له نشر وقت الأزمة:
إن رواية “وليمة لأعشاب البحر” من أفضل الروايات العربية المعاصرة على الاطلاق
ومن يتهمونها بالكفر هم مجموعة من جماعات الضغط السياسى الذين يتقنعون تحت أقنعة دينية ويتولون إرهاب المثقفين والمبدعين
ويحاربون كل من يدافع عن الدولة المدنية، وهؤلاء لهم طريقة مغلوطة فى قراءة الأعمال الأدبية وفى رؤية الأعمال الفنية،
وهم يقرأون الأعمال الأدبية على طريقة “لا تقربوا الصلاة” أى أنهم يقتطعون الجمل والعبارات من سياقها ويوظفونها
وفقا لما يخدم مصالحهم وكل هذه الحملة استندت الى ما لا يزيد عن خمسة جمل فقط مقتطعة من 700 صفحة
وهؤلاء ينبغى أن يخجلوا من أنفسهم فهم يريدون مصادرة رواية من أجمل الروايات العربية لم تصادرها أى دولة عربية من قبل.