وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد جلسة مباحثات منفردة تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث تم تناول أبرز مجالات التعاون الثنائي المشترك بين مصر والمجر، فضلًا عن مناقشة الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل.
الإعلان المشترك حول الاستراتيجية
بينما قام الزعيمان بعد انتهاء المباحثات بالتوقيع على الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين،
والذي يمثل إطارًا لترفيع مستوى العلاقات بين الدولتين الصديقتين، بما يعكس مدى وعمق التميز الذي وصلت إليه خلال الفترة الأخيرة.
عدد من المذكرات
بينما شهدا مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين مصر والمجر في قطاعات التعليم، والتدريب
في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والشباب والرياضة، وزيادة عدد المنح الدراسية الجامعية
وما بعد الجامعية للأعوام ٢٠٢٣/٢٠٢٦، وبرنامج المنح الدراسية المجرية “ستيبنديوم” للأعوام ٢٠٢٣/٢٠٢٦.
بينما عقد الزعيمان بعد ذلك مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا،
بينما تضمن كلمة للسيد الرئيس فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد “فيكتور أوربان”، رئيس وزراء دولة المجر الصديقة،
السيدات والسادة الحضور،
أودُ في البداية أن أرحب بصديقي العزيز “فيكتور أوربان”، الذي تكتسب زيارته إلى مصر أهمية خاصة، في ضوء التوقيع اليوم على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعكس قوة وعمق العلاقات بين بلدينا، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام ١٩٢٨، وهي العلاقات التي توطدت بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة، ونعتزم مواصلة دفعها للأمام.
إن العلاقات بين مصر والمجر تُعد نموذجًا يحتذى به في عالمنا، الذي يمر في هذه الآونة بصعوبات وتحديات لم يألفها منذ عقود طويلة، وسبب تميّز هذه العلاقات في تقديري، هو توافر التفاهم المشترك، والاحترام المتبادل، لمواقف وقيم الدولتين، فضلًا عن التوافق السياسي بين بلدينا إزاء الكثير من القضايا الدولية، وهي الأمور التي ناقشناها خلال المباحثات الثنائية التي عُقدت اليوم.
السيدات والسادة،
لقد تركزت المباحثات مع دولة رئيس الوزراء المجري، على بحث سُبل مُواصلة تعزيز العلاقات الثنائية الاقتصادية بين البلدين، حيث توافقنا على الفائدة الكبيرة التي ستعود على المستثمرين المجريين، من الاستثمار في مصر، وبشكل خاص في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. كما شددنا على ضرورة مواصلة تكوين الروابط بين الشركات المصرية ونظيراتها المجرية، فضلًا عن تبادل الخبرات في مجالي الزراعة وإدارة المياه والري، والنظر في سُبل التعاون لمواجهة أزمتي الغذاء والطاقة العالميتين، والعمل على زيادة عدد السائحين بين البلدين. وأكدنا أيضًا أهمية تنفيذ العقد المبرم لتوريد ١٣٥٠ عربة قطار سكك حديدية من المجر خلال الأطر الزمنية المتفق عليها، وتطرقنا إلى ضرورة بحث سبل التعاون المشترك لتوطين صناعة عربات السكك الحديدية في مصر.
وتناولت مباحثاتنا كذلك أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات النقل، والتجارة، والصناعة، والطاقة، والسياحة، والزراعة والري وإدارة المياه، وكذلك في مجاليْ الثقافة والتعليم. وهنا، أودُ أن أتقدم بجزيل الشكر إلى دولة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، على قرار السلطات المجرية بزيادة عدد المنح الدراسية الجامعية وما بعد الجامعية المقدمة لمصر لتصبح ٢٠٠ منحة سنويًا، اعتبارًا من العام الدراسي ٢٠٢٣/٢٠٢٤، كما أعرب عن تطلعنا لزيادة عدد تلك المنح مجددًا في المستقبل في ضوء الاستفادة التي يحظى بها الطلبة المصريون من المنح المجرية ومن الدراسة في المجر.
السيدات والسادة الحضور،
تم أيضًا خلال المباحثات تبادل وجهات النظر إزاء الأزمات الدولية والإقليمية التي يمر بها عالمنا اليوم، لاسيما في الشرق الأوسط وأوروبا، حيث يوجد تقارب كبير في وجهات النظر بين البلدين في هذا الصدد، من حيث ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الروسية/ الأوكرانية، في أقرب فرصة ممكنة، تحقيقًا لمصالح الشعوب وإنهاءً للمعاناة الإنسانية، وللحد قدر المستطاع من العواقب الاقتصادية الهائلة، التي ترتبت على استمرار تلك الأزمة، والتي جاءت بعدما مر العالم بظروف صعبة غير مسبوقة على إثر تفشي جائحة كورونا.
بينما أكدنا أيضًا ضرورة مواصلة التعاون المشترك بين البلدين في مجالي الهجرة غير المشروعة ومكافحة الإرهاب،
أخذًا في الاعتبار النجاح الكبير الذي حققته مصر في هذين الموضوعين.
السيدات والسادة،
في الختام، أرحب مجددًا بدولة رئيس وزراء المجر “فيكتور أوربان”، والسيدة قرينته، في مصر، ضيفان عزيزان على مصر وشعبها،
بينما أتمنى لهما إقامة سعيدة.
شكرًا.”