قطع ليونيل ميسي شوطا كبيرا نحو حلمه الأخير بالتتويج بكأس العالم، بعد قيادته الأرجنتين للفوز على كرواتيا بثلاثية نظيفة في نصف النهائي،
ويعد هذا النهائي هو الثاني لميسي في تاريخه على مدار مشاركاته في كأس العالم،
حيث شارك الأرجنتيني 5 مرات في المونديال، وصل إلى النهائي مرة وحيدة وخسرها أمام ألمانيا نسخة 2014.
لكن هل اقترب حقا من معانقة الحلم ؟
هناك سؤال يطرح نفسه، هل ميسي قادر على تحقيق الحلم وكسر اللعنة التي طاردته خلال كل مشاركاته في كأس العالم؟
وهنا يأتي دور الأرقام، والتي تعلنها بمنتهى الثقة، ميسي سيقود الأرجنتين إلى لقب كأس العالم 2022.
منذ حصول ميسي على الكرة الذهبية في 2009 وحمله شارة قيادة الأرجنتين لأول مرة في مسيرته في كأس العالم 2010
كقائد ثاني خلفًا لماسكيرانو، وهو يحمل عبئا ثقيلا على كتفه بسبب اعتماد الشعب الأرجنتيني بالكامل عليه كخليفة للأسطورة دييجو أرماندو مارادونا.
بينما ينتظر الجميع منه تحقق الحلم وصنع الإنجاز كما فعلها الأسطورة في نسخة كأس العالم بالمكسيك عام 1986
والتي توجت بها الأرجنتين بقيادة مارادونا، كآخر مونديال يتوج به التانجو.
لكن ما يجهله الجميع أنه بجانب هذه الضغوطات من الجماهير في المنتخب، كان هناك حملا كبيرا يحمله ليو في كتالونيا، وهو فريق برشلونة.
قبل نسخة كأس العالم 2010 شارك ميسي مع برشلونة على مدار موسم 2009/2010 في 4402 دقيقة طوال الموسم،
بينما لعب خلالها 53 مباراة في كل البطولات، وبلا راحة عقب نهاية الموسم انطلق كأس العالم 2010
والذي غادره راقصو التانجو على يد منتخب ألمانيا برباعية نظيفة.
ثم جاءت نسخة كأس العالم 2014 والتي قدم فيها ميسي أداءًا استثنائيًا جعله يفوز بجائزة أفضل لاعب في البطولة، ميسي دخل هذه النسخة
بعدما شارك في 3742 دقيقة على مدار الموسم، لعب خلالها 46 مباراة في كل البطولات،
إضافة إلى ذلك اصطدمت الأرجنتين في النهائي بمنتخب ألمانيا في أفضل نسخه لذلك فشل التانجو في تحقيق اللقب.
وبالانتقال إلى نسخة كأس العالم 2018 سنجد أن ميسي دخل هذه البطولة بأعلى معدل دقائق لعب،
وأكبر عدد مباريات مقارنة بكل النسخ السابقة، مع انطلاق مونديال روسيا كان ميسي
قد شارك مع برشلونة في 4468 دقيقة على مدار الموسم شارك خلالها في 53 مباراة.
الاختلاف في نسخة كأس العالم 2022
لكن الأكثر من ذلك هو ألم الهزيمة أمام روما بريمونتادا تاريخية في دوري أبطال أوروبا بربع النهائي،
وذلك عقب الفوز في الذهاب بنتيجة 4-1 في الكامب نو، وإضافة إلى ذلك اصطدم التانجو بمنتخب فرنسا في أقوى نسخه،
والذي حقق البطولة في النهاية.
وهنا يأتي السؤال، ما الشيء المختلف في كأس العالم 2022 الذي يجعل ميسي أقرب من أي وقت مضى
لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره للجماهير الأرجنتينية طوال 36 عامًا؟ والإجابة هنا هي “الراحة والهدوء”.
ميسي في باريس سان جيرمان ينعم بالراحة والهدوء، هو لا يتحمل نفس الضغط، لا يُطلب منه وحده كل شئ،
ولا يُلام وحده على كل شئ، على عكس ما كان يحدث في برشلونة.
ميسي شارك مع باريس سان جيرمان خلال موسم 2021/2022 في 2872 دقيقة فقط،
وهو أقل عدد دقائق شارك فيه ليو منذ موسم 2006/2007 والذي شارك به في 2763 دقيقة فقط.
وهنا يظهر الاختلاف في نسخة كأس العالم 2022، ميسي الذي شارك في أقل معدل دقائق له الموسم الماضي،
لعب هذا الموسم حتى الآن فقط 1657 دقيقة بالنصف الأول من الموسم مع باريس سان جيرمان، لعب خلالها 19 مباراة.
ترتيب ميسي بالأرقام
وتأثير هذه الأرقام يظهر على ميسي أثناء البطولة دون أي انتظار إلى النهائي،
بينما سجل ليو أكثر عدد أهداف له في نسخة واحدة بتاريخ مشاركاته في كأس العالم وهو خمسة أهداف،
وساهم في ثمانية أهداف كاملة كأكثر لاعب ساهم في أهداف في البطولة حتى الآن.
وبالنظر للأرقام سنجد أن تأثير الراحة التي وجدها ميسي في باريس، من عدد دقائق أقل وضغوطات أقل،
يظهر وبقوة كما سنرى في الرسم البياني التالي،
والذي يؤكد أن ليو من قبل حتى أن يلعب المباراة النهائية، تفوق على كل أرقامه طوال النسخ الخمس التي شارك بها.
كل ما سبق يؤكد أنه مهما كانت قوة المنتخب الفرنسي، ميسي مستعد جيدًا، وحلم الأرجنتين الذي طال انتظاره سوف يتحقق،
وذلك يوضح وبشدة لماذا قرر ليونيل الانتقال إلى باريس سان جيرمان قبل كأس العالم 2022.