عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة سلسلة من اللقاءات الثنائية مع شركاء التنمية على هامش مشاركتها في فعاليات اليوم الثاني للنسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي المنعقد خلال الفترة من ٧ إلى ٩ سبتمبر الجاري، حيث التقت وزيرة البيئة بالسيدة كارى ان جونز السكرتيرة التنفيذية لمنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية والوفد المرافق لها لبحث آليات الاستفادة من التقرير السنوي للمنظمة حول سياسة النمو الأخضر في مناقشات مؤتمر المناخ COP27 ومشاركة المنظمة في الأيام الموضوعية للمؤتمر.
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد على اهتمامها باستعراض التقرير السنوي للمنظمة حول سياسات النمو الأخضر لتحديد المجالات التي يمكن تسليط الضوء واحداث نوع من التكامل مع مخرجات تقارير ودراسات المنظمات والهيئات الأخرى للاستفادة منها، وخاصة في مجال التمويل، موضحة أن مؤتمر المناخ COP27 يُنظر له كنقطة تحول في ظل صدور كتاب قواعد اتفاق باريس، حيث تأتي أهمية المؤتمر في ضرورة الاتفاق الجمعي على ما سيتم تنفيذه كشركاء وحكومات ومؤسسات، مما يجعل الجميع يتطلع لنتائج المؤتمر، و نعتبرها لحظة فارقة في اختبار مصداقية العمل متعدد الأطراف.
دعت الوزيرة المنظمة للمشاركة في فعاليات الأيام الموضوعية لمؤتمر المناخ COP27 خاصة يومي التمويل والتنوع البيولوجي، خاصة مع تطلع العالم لإعلان خارطة طريق التنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٢٠ في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 بمونتريال في ديسمبر المقبل، مما يستدعي مناقشة الرابطة بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، وتمويل التنوع البيولوجي بعد اعلان تعهد ١٠٠ مليار دولار له، والتي نتطلع إلى تحقيقه على أرض الواقع خاصة لمساعدة الدول النامية على إدارة مواردها الطبيعية والحفاظ عليها، مما يسلط الضوء على أهمية الوصول لآليات مبتكرة لتمويل المناخ والتنوع البيولوجي وتوفير فرص الوصول لهذا التمويل، وزيادة الاستثمار في التنوع البيولوجي باتاحة فرصة أكبر لمشاركة القطاع الخاص.
ومن جانبها، أكدت مسئولة المنظمة الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية على تطلعها لدعم مصر بالدراسات والتقرير التي يمكن أن تحقق دفعة لها في العمل البيئي والمناخي، وخلال رئاستها لمؤتمر المناخ COP27، حيث تقدم المنظمة في تقريرها رصد لما تم في مجالات النمو الأخضر والتخفيف والتكيف وإشراك القطاع الخاص ورأس المال الطبيعي وادارة التنوع البيولوجي، مع تسليط الضوء على التحديات.
وفي ذات السياق، التقت الدكتورة ياسمين فؤاد مع السيدة لورين تونيانا رئيس المنظمة الأوروبية للمناخ ، والسفير الفرنسى بالقاهرة لمناقشة دعم استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 ، حيث أشادت السيدة تونيانا برابطة الطاقة والغذاء والمياه التي اطلقتها مصر، واعتبرتها نموذج رائد يمكن تكراره في دول أخرى والبناء عليه خاصة الدول الأفريقية.
وأكدت وزيرة البيئة أن مؤتمر المناخ COP27 باعتباره مؤتمر للتنفيذ يعول عليه العالم لدفع أجندة العمل المناخي، وتحقيق الالتزامات والتعهدات الناتجة عن مؤتمر جلاسكو للمناخ COP26، والعمل على الانتقال العادل، لافتة إلى أن مصر خلال الفترة الماضية خطت خطوات هامة في مسار العمل المناخي، بدءا من إعلان الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠ وخطة المساهمات الوطنية المحدثة وبرنامج نوفي المنبثق منهما، وذلك في إطار الأولويات الوطنية الخاصة بتوفير المياه والغذاء في دولة لديها فرصة عظيمة للتوسع في الطاقة المتجددة.
وأوضحت الوزيرة أن مصر تقدم للعالم رسائل هامة وهي أنها تضع المناخ في قلب عملية التنمية، وكيفية الربط بين الوضع الراهن على الأرض وما يتم في الغرف المغلقة للمفاوضات وما يمكن أن يقدمه الشباب والمجتمع المدني من أفكار وحلول لصياغتها في شكل اجراءات تنفيذية، موضحة أن برنامج نوفي ليس مجرد نموذج يضع المناخ في قلب عملية التنمية ويقدم حلول للمناخ، ولكن أيضا يقدم نموذج لكيفية وضع المناخ في قلب الاحتياجات الانسانية، بنموذج وطني يمكن تكراره عالميا في العديد من الدول، حيث أن دمج المناخ في التنمية هو تحدي كبير، تغلبت عليه مصر باشراك كافة القطاعات في اتخاذ القرار والإعداد لمؤتمر المناخ COP27، وهي خطوة للأمام لن تعود عنها مصر أبدا.
ومن جانبها، أكدت لورين تونيانا رئيسة المنظمة الأوروبية للمناخ أن مؤتمر المناخ COP27 سيحقق نتائج مختلفة لاتفاق باريس، فهو فرصة كبيرة للتحول من الأقوال إلى الأفعال، مشيرة إلى أهمية توفير التمويل اللازم، ودعم الدول الأفريقية في اتخاذ اجراءات التصدي لآثار تغير المناخ، مشيدة برسالة مؤتمر المناخ COP27 في السعي للوصول إلى إجراءات تنفيذية قائمة على البعد الإنساني والعلم.
كما التقت الدكتورة ياسمين فؤاد بممثلي صندوق المناخ الأخضر GCF لبحث سبل دعم مؤتمر المناخ COP27، حيث تناول الاجتماع دور برنامج نوفي في تقديم نموذج رائد لتنفيذ مشروعات خضراء تقوم على الاحتياجات الأساسية للبشر، ودور منصة الاستثمار الخاصة بالصندوق في دعم تمويل مشروعات المناخ.
وأوضحت وزيرة البيئة أن برنامج نوفي برنامج وطني يمكن اعتباره نموذج رائد لتكراره والبناء عليه عالميا، حيث يجعل مواجهة آثار تغير المناخ اكثر قربا من الناس وفي قلب عملية التنمية، من خلال توفير الاحتياجات الأساسية للبشر من غذاء ومياه وطاقة في عالم تعصف به الازمات والتحديات، كما أنه يحل اشكالية الربط بين اجراءات التكيف والتخفيف ويعمل على الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية، و أشادت بمنصة الاستثمار التي ستطلق في مؤتمر المناخ COP27 كفرصة جيدة لعرض قصص النجاح والتجارب الرائدة، ومنها قصة نجاح مصر في الانتقال العادل ودمج المناخ في عملية التنمية بمشاركة جميع الأطراف، حيث تعد المنصة فرصة الالقاء الضوء على الفرص الاستثمارية في المجالات المختلفة، ووضع تصور لخارطة الطريق لما بعد مؤتمر المناخ COP27.
ومن جانبها، اشادت ممثلة صندوق المناخ الأخضر بتجربة مصر في الربط بين الاحتياجات البشرية ومواجهة آثار تغير المناخ خلال برنامج نوفي واعتبرتها نمذج عالمي رائد، مؤكدة على أهمية تعاون جميع الأطراف للخروج بخارطة طريق للاستثمار في المناخ وتسريع عملية التحول الأخضر.
ودعت الوزيرة الصندوق ليكون شريك في مناقشات تمويل التكيف في مؤتمر المناخ COP27، وعرض التعاون الثنائي في مشروع إدارة المناطق الساحلية والدلتا في مصر كقصة نجاح، خاصة مع العمل على الإعداد للمرحلة الثانية منه ضمن برنامج نوفي، وأيضا المشاركة في يوم التنوع البيولوجي لدفع المناقشات نحو مؤتمر التنوع البيولوجي COP15 واعلان خارطة الطريق للتنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٢٠.