يستعد الأهلي لخوض رحلة جديدة إلى الأراضي المغربية، حينما يلعب المباراة النهائية في بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، أمام الوداد البيضاوي المغربي بعد غد الاثنين على ملعب (محمد الخامس) بمدينة الدار البيضاء، معقل منافسه المغربي.
وتعد هذه هي الرحلة الثانية للأهلي في المغرب خلال النسخة الحالية للمسابقة القارية، بعدما التقى مع الرجاء البيضاوي المغربي على نفس الملعب في إياب دور الثمانية.
وبدأت رحلات نادي القرن في أفريقيا للمغرب منذ 38 عاما، حيث خاض بها العديد من اللقاءات الأفريقية والعربية، التي مازالت ماثلة في أذهان محبيه حتى وقتنا الحالي.
ورغم الخوف الذي انتاب الكثيرين من مشجعي الأهلي في ظل إقامة النهائي على ملعب منافسه، وهو ما قد يؤثر على حظوظه في أن يكون أول نادي في تاريخ دوري الأبطال يحصد اللقب في 3 نسخ متتالية، إلا أن البعض يشعر بالتفاؤل من إمكانية حسم اللقب على ملعب محمد الخامس، الذي كان شاهدا على أكثر من تتويج للفريق المصري.
وبلغة التاريخ، خاض الأهلي 16 مباراة في الملاعب المغربية بمختلف المسابقات الأفريقية والعربية، حقق خلالها 6 انتصارات و4 تعادلات و6 هزائم، من بينها 12 مباراة على ملعب (محمد الخامس)، الذي شهد تحقيق الفريق الأحمر 5 انتصارات و3 تعادلات و4 هزائم.
بداية لقاءات الأهلي في المغرب كانت عام 1984، عندما التقى مع فريق جمعية الحليب المغربي في إياب دور الـ16 لكأس الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس، حيث استهل الأهلي مبارياته في ملعب محمد الخامس بالفوز 2 / صفر على نظيره المغربي، ليواصل مسيرته نحو التتويج باللقب آنذاك.
كان ملعب محمد الخامس شاهدا على تتويج الأهلي ببطولة النخبة العربية عام 1997، والتي التقى خلالها مع فريقين مغربيين هما الرجاء البيضاوي وأولمبيك خريبكة، بالإضافة للفيصلي الأردني.
وبعد فوز الأهلي 4 / صفر على الفيصلي في الجولة الأولى، تلقى الفريق الأحمر خسارة مفاجئة 2 / 3 أمام خريبكة، لكنه خطف اللقب في النهاية بفوزه 2 / صفر على الرجاء في الجولة الأخيرة، ليتوج بالمسابقة للمرة الأولى في تاريخه في ذلك الوقت، بعدما تصدر ترتيب فرق البطولة، حاصدا العدد الأكبر من النقاط.
بعدما تعادل 1 / 1 مع الرجاء على ملعب (الأب جيكو) في دور المجموعات لنسخة دوري الأبطال عام 1999، عاد الأهلي لملعب (محمد الخامس) لمواجهة “النسور الخضراء” في الدور ذاته لنسخة المسابقة عام 2002، لكنه خسر 1 / 2.
واستضاف ملعب محمد الخامس مواجهة جديدة بين الأهلي والرجاء في مرحلة المجموعات بنسخة عام 2005، حيث اقتنص الأهلي تعادلا إيجابيا 1 / 1 في اللحظات الأخيرة، ليواصل مشواره في البطولة التي توج بلقبها في هذا العام.
والتقى الأهلي مع الوداد البيضاوي للمرة الأولى في المغرب بدور المجموعات لدوري الأبطال عام 2011، حيث خيم التعادل 1/1 على المباراة التي أقيمت في محمد الخامس.
وفي عام 2014، انتقل الأهلي لمدينة تطوان لملاقاة المغرب التطواني في ذهاب دور الـ16 لدوري الأبطال، حيث انتهى اللقاء بفوز أصحاب الأرض 1 / صفر، قبل أن يفوز الفريق المصري بالنتيجة ذاتها في مباراة الإياب بالقاهرة ليحتكم الناديان لركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لأبناء المغرب، لينتقل الأهلي للعب بكأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية الأفريقية)، التي شهدت زيارة أخرى للمغرب.
وبعد انتقال الأهلي للعب بالكونفيدرالية، التقى مع الدفاع الحسني الجديدي على ملعب (بن أحمد العبدي)، ورغم خسارته 1 / 2 أمام الفريق المغربي بإياب الدور المؤهل لمرحلة المجموعات، لكنها لم تكن مؤثرة في استمرار مشواره بالبطولة، مستفيدا من فوزه 1 / صفر ذهابا، ليستكمل طريقه نحو التتويج بلقبه الوحيد في البطولة القارية.
تجدد الموعد بين الأهلي والوداد في المغرب بمرحلة المجموعات لدوري الأبطال عام 2016، حيث حسم الفريق الأحمر المواجهة، التي جرت على ملعب (مولاي الأمير عبدالله) في العاصمة الرباط لمصلحته عقب فوزه 1 / صفر، ليلحق الخسارة الأولى للوداد بالمغرب منذ عدة سنوات.
وشهد عام 2017، خوض الأهلي مباراتين مع الوداد في ملعب (محمد الخامس) في دوري الأبطال، حيث كانت الأولى بدور المجموعات، وانتهت بفوز (وداد الأمه) 2 / صفر، فيما كانت الثانية في إياب الدور النهائي، الذي كان يجرى آنذاك بنظام لقائي الذهاب والعودة، وانتهت المواجهة بفوز الفريق المغربي 1 / صفر، ليتوج بلقبه الثاني بالبطولة، مستفيدا من التعادل 1 / 1 في مباراة الذهاب التي جرت بالاسكندرية.
وانتظر الأهلي 3 أعوام حتى يرد اعتباره من خسارته نهائي 2017 أمام الوداد، ليتغلب عليه 2 / صفر على نفس الملعب في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال عام 2020، تحت قيادة مدربه الجنوب أفريقي الحالي بيتسو موسيماني، ليمهد الطريق نحو صعوده للمباراة النهائية ومن ثم فوزه باللقب.
وفي العام الماضي، كان ملعب محمد الخامس شاهدا على تتويج الأهلي بلقب دوري الأبطال للنسخة الثانية على التوالي، بعدما احتضن نهائي نسخة البطولة عام 2021، الذي انتهى بفوز أبناء (قلعة الجزيرة) 3 / صفر على كايزر تشيفز الجنوب أفريقي في 17 يوليو الماضي.
وحافظ الأهلي على سجله الخالي من الهزائم في محمد الخامس للمباراة الثالثة على التوالي، بعدما انتزع تعادلا ثمينا بطعم الفوز 1 / 1 مع الرجاء البيضاوي في لقائهما الذي جرى الشهر الماضي بإياب دور الثمانية للنسخة الحالية للبطولة، ليحجز مقعدا في المربع الذهبي للمسابقة القارية.