اكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الاحتفاء بالقرآن حق الاحتفاء به يقتضي أن نتخلق بأخلاقه ، ونتأدب بآدابه . كما اكد أن عنايتنا بسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) تأتي من منطلق إيماننا بكتاب ربنا.
وقال وزير الأوقاف، انه بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تقرر رفع الحد الأدنى لجوائز جميع المكرمين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم إلى ستين ألف جنيه لكل جائزة مع التطبيق بصورة فورية على الفائزين الذين تم تكريمهم اليوم .
وأضاف جمعة، خلال كلمته في الاحتفال بليلة القدر لعام 1443 هـ – 2022م، بحضور الرئيس عبد القتاح السيسى وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، على خير خلقه خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، في ليلة وصفها سبحانه وتعالى بأنها ليلةٌ مباركة إكرامًا لنزول القرآن الكريم بها ، وجعلها سبحانه خيرًا من ألف شهر ، وكأنه سبحانه وتعالى يلفت نظرنا إلى اختصاصنا بهذا الكتاب وتلك الليلة ، مما يستوجب منا شكر هاتين النعمتين ، وما اجتماعنا هذا احتفاءً بليلة القدر وتكريمًا لأهل القرآن إلا مظهر من مظاهر هذا الشكر، في دولة خدمت القرآن الكريم وتربعت على عرش تلاوته جيلا إثر جيل، وجعلت من تكريم حفظته وإكرامهم خطًّا ثابتًا لا تحيد عنه ، من جيل العمالقة الشيخ محمود خليل الحصري ، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، والشيخ محمود صديق المنشاوي، والشيخ محمود علي البنا ، والشيخ مصطفى إسماعيل ، وغيرهم من عشرات القراء الذين بلغت أصواتهم عنان السماء ، إلى جيل معاصر لا يقل شأنًا ولا درجة عن هؤلاء العمالقة .
وتابع جمعة:”وإني لأؤكد سيادة الرئيسِ أننا نقدم بين يدي سيادتكم اليوم نماذج مشرفة من بين عشرات بل مئات الأئمة وغيرهم الذين وصلوا في درجة الحفظ والإتقان إلى مستوى لا يُنافَسون فيه ، من واقع امتحانات واختبارات متراكمة ومتعددة أهّلتهم لتلك الدرجة من الإتقان ، فضلا عما منَّ الله (عز وجل) به على بعضهم من صوت ملائكي عذب ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
كما يشرف اليوم بتكريمكم ثلاثة من أسرة واحدة هم جميعًا من كبار الحفظة ، وهي أسرة من بين سبع أسر فازت في مسابقة الأسرة القرآنية لهذا العام .
ولم يقف بنا الأمر عند حدود الحفظ فحسب ، فقد ضمنَّا مسابقاتنا القرآنية جانبًا من تفسير القرآن الكريم وفهم معانيه ومقاصده العامة ، وأقمنا لذلك مسابقات خاصة ، وعنينا بترجمة معاني القرآن الكريم فتمت ترجمته هذا العام إلى ثلاث لغات جديدة ، هي الأرديةُ واليونانيةُ وقد تمت طباعتهما ولغةُ الهوسا وهي قيد الطبع ، وستصدر خلال أيام بإذن الله تعالى .
وأضاف وزير الأوقاف:”وقد راعينا في هذه الترجمات ما وجهتنا به من الإشارة في مقدمة هذه الترجمات إلى أننا اجتهدنا أقصى طاقتنا في تقريب المعنى، مؤكدين أن هذه الترجمة تأتي في حدود فهمنا للنص القرآني وقدرتنا على ترجمته ، ويبقى للنص عبقه وأصالته وعطاؤه الذي لا ينفد ، والذي لا يحيط به بشر ، فالقرآن الكريم معطاء إلى يوم القيامة يعطي كل جيل من الفيض مقدار عطائهم له وعنايتهم به وخدمتهم إياه ، فهو الكتاب العزيز الذي لا تنقضي عجائبه، ولا يحيط به عالم مهما كان شأنه ، وهذا من عظيم إعجازه ووجوه صلاحيته لكل زمان ومكان إلى يوم الدين ، وواجبنا إنما هو إعمال العقل في فهم النص في ضوء فقه الواقع ومعطياته ومستجداته في كل ما هو محل للاجتهاد من أهل الاجتهاد والنظر والفهم الصحيح المعتبر ، ومن ثمة أؤكد على أمرين:
الأول: أننا لم نحتف بالقرآن حق الاحتفاء إذا لم نتخلق بأخلاقه ونتأدب بآدابه ، والآخر: أن عنايتنا بسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) تأتي من منطلق إيماننا بكتاب ربنا (عز وجل) ، فهي المصدر الثاني للتشريع ، ولا غنى عن الرجوع إليها في فهم ديننا وتطبيقه ، وإلا فمن الذي علمنا وبين لنا أن صلاة الصبح ركعتان وصلاة المغرب ثلاث ركعات ، وبين لنا أنصبة الزكاة ، وعدد أشواط الطواف والسعي ، وعدد رمي الجمرات وتوقيتها ، إنها سنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم).
وهذا ينقلني إلى النقطة الأخيرة ، وهي عناية سيادتكم بإعداد جيل من الأئمة المفكرين القادرين على قيادة الرأي الديني العام المستنير المنضبط بلا إفراط أو تفريط ، متسلحين بأعلى الدرجات العلمية والتأهيل العلمي والفكري والثقافي الذي يجعل منهم بحق حملة مشاعل الفكر المستنير وبناة الوعي الرشيد الذي يسهم في تقدم الأمم ورقيها ويحقق لأبنائها سعادة الدارين.
فعملنا في ضوء توجيهات سيادتكم ورعايتكم بخطى ثابته في مجال التدريب والتأهيل من خلال برامج متعددة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين التي خرّجت أربع دفعات وتستعد لاستقبال الدفعة الخامسة…