أعربت جمهورية مصر العربية عن خالص تعازيها وصادق مواساتها للشعب اللبناني الشقيق، ولذوي ضحايا المركب الذي غرق قبالة ساحل مدينة طرابلس اللبنانية، وأسفر عن وفاة مجموعة من الأشخاص ممن كانوا على متنه، مع استمرار عمليات البحث حاليًا.
وأكدت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الأحد، على وقوفها بجانب لبنان الشقيق في هذا الحادث الأليم، مُتمنية الشفاء العاجل للناجين والمُصابين، ومُشددة في الوقت ذاته على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لوضع حد لظاهرة قوارب الهجرة غير الشرعية التي باتت تؤرق ضمير الإنسانية.
وكشف قائد القوات البحرية بالجيش اللبناني العقيد هيثم ضناوي، تفاصيل وقوع حادث المركب الذي تعرض للغرق في سواحل مدينة طرابلس شمالي لبنان أثناء محاولة هجرة غير شرعية.
وأوضح في مؤتمر صحفي اليوم بقاعدة بيروت البحرية، أن المركب كان عتيق الطراز وغير مؤهل للإبحار حيث تم تصنيعه عام 1974، مشيرا إلى أن المركب الذي يبلغ طوله عشرة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار وتتسع حمولته لستة أشخاص فقط، كان يقل حمولة لحظة غرقه توازي 15 ضعف الحمولة المصرح بها.
وأضاف أن حمولة المركب لم تكن تسمح له بأن يبتعد عن الشاطئ، مشددا على أن عناصر القوات البحرية حاولوا إقناع قائد المركب بعدم الإبحار لعدم وجود وسائل الأمان أو النجاة والإنقاذ على المركب، إلا أنه رفض، مشيرا إلى أن القوات البحرية حاولت منعه من الإبحار إلا أن الوضع كان أسرع من تعامل القوات، على حد وصفه.
ولفت إلى القوات البحرية أطلقت دوريتين بواسطة خافرة (مركب متوسط) وزورقا لملاحقة المركب المنكوب على بعد 3 أميال غرب جزر الرامكين بسواحل مدينة طرابلس، موضحا أن الخافرة وطاقمهما حاولوا إقناع قائد المركب بأن الوضع غير آمن وبذلوا كل الجهد لمنعه من الغرق.
وأكد أن حالة الطقس بالأمس كانت متوسطة ولا تساعد على غرق مركب بحمولته المصرح بها، موضحا أن قائد المركب لم يستجب للعناصر الأمنية التي قامت بواجبها على أكمل وجه، مشيرا إلى قائد المركب قام بتنفيذ مناورات للهروب من الخافرة والزورق بشكل أدى إلى ارتطام المركب المنكوب بالخافرة وبالزورق التابع للقوات البحرية.
وشدد على أن القوات البحرية لم تكن لتعرض الخافرة لأي نوع من أنواع التصادم لأن مركبها أيضا عتيق ومن نفس نوع المركب المنكوب، موضحا أن القوات لم تلجأ لاستخدام السلاح لوجود أطفال ونساء على سطح المركب المنكوب.
وعرض قائد القوات البحرية اللبنانية صورا خلال المؤتمر الصحفي توضح التلفيات التي تعرضت لها الخافرة جراء اصطدام المركب المنكوب بها من المنتصف والخلف مرتين أثناء محاولات المناورة والهرب.
وأضاف أن الاصطدام بالخافرة والوزن الزائد تسبب في شقوق ببدن المركب المنكوب مما أدى إلى دخول المياه بكثافة، مشيرا إلى أن المركب لم يكن به طلمبات لسحب المياه أو تفريغها مما أدى إلى غرق المركب بسرعة فائقة، مشيرا إلى أن المركب هبط أسفل المياه بسرعة تقدر بـ5 ثوان -على حد وصفه- بسبب الحمل الزائد.