رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

الموسيقار محمد الموجي : علامة مضيئة لا تخطئها عين في ذاكرة الموسيقى العربية

الموسيقار محمد الموجي

في ذاكرة الموسيقى العربية يبقى اسم محمد الموجي علامة مضيئة لا تخطئها عين، ورائدًا من رواد التجديد الذين

أعادوا صياغة شكل الأغنية الحديثة دون أن يتخلّى عن أصالتها.

ولد عام 1923 في قرية هادئة بمحافظة كفر الشيخ، لكنه حمل منذ طفولته شغفًا صاخبًا بالموسيقى، شغفًا سيقوده

لاحقًا ليصبح واحدًا من أهم ملحني القرن العشرين.

الموسيقار محمد الموجي

 

بدأ الموجي حياته بعيدًا عن الأضواء، موظفًا بسيطًا ومطربًا هاويًا، قبل أن يكتشفه الموسيقار والإذاعي محمد حسن الشجاعي، الذي دفعه بقوة نحو التلحين.

 

لكن الانطلاقة الحقيقية جاءت مع صوت شاب لم يكن قد لمع بعد… عبد الحليم حافظ. حين قدّم له الموجي أغنية “صافيني مرة”، لم يكن أحد يتوقع أن هذا اللحن سيغيّر مسار الأغنية العربية، ويفتح الباب لعصر جديد يُعرف بـ“الأغنية الشبابية الرومانسية”.

كان الموجي بذلك شريكًا في صناعة نجومية العندليب، وضلعًا أساسيًا في تكوين هويته الفنية.

لم يتوقف حضوره عند حدود الأصوات الشابة؛ فقد نجح بخطى ثابتة في الدخول إلى ساحة الكبار، فكان أحد قلائل الملحنين الذين تعاونت معهم أم كلثوم.

 

قدّم لها روائع خالدة مثل “للصبر حدود” و*“أسأل روحك”* و*“حانت لحظة الوداع”*، مؤكّدًا قدرته الاستثنائية على تطويع اللحن لحالة درامية عالية من الشجن والعمق.

 

ذلك الحس التعبيري كان ما يميز مدرسة الموجي، إذ لم يكن يلحن جملة موسيقية إلا ليجعلها تتنفس المعنى وتترجم المشاعر.

وفي رصيده عشرات الروائع مع كبار المطربين: نجاة الصغيرة، وردة، محرم فؤاد، صباح، محمد قنديل، ماهر العطار وغيرهم. لكل صوت منهم كان الموجي يقدم شخصية لحنية مختلفة، وكأنه يعيد اكتشاف إمكانات الصوت كل مرة من جديد.

 

ولعل أغنيات مثل “أما براوة”، “حبيبي لولاه”، “اسمعوني” و*“كامل الأوصاف”* شاهدة على عبقرية موسيقار عرف كيف يلمس وجدان الجمهور ببساطة آسرة.

لم يكن الموجي مجرد ملحن، بل مدرسة متكاملة في التعبير اللحني، تمزج بين أصالة المقامات العربية وروح التجديد. ولذلك نال خلال مسيرته العديد من التكريمات، أبرزها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، تقديرًا لإسهاماته في إثراء الموسيقى العربية.

 

رحل محمد الموجي عام 1995، لكن إرثه لم يرحل. ألحانه ما زالت تُسمَع وتُدرَّس، وجمله الموسيقية لا تزال تجد طريقها إلى قلوب المستمعين، كما لو أنها وُلدت للتو.

يبقى الموجي واحدًا من أولئك الفنانين النادرين الذين لا يمرّون في تاريخ الفن مرورًا عابرًا؛ بل يضعون بصمة لا تمحى، وصوتًا لا يشيخ مهما مرّ الزمن

أخبار ذات صلة