رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

المتحف المصري الكبير.. أيقونة جديدة تُعيد مصر إلى قلب الحضارة العالمية

المتحف المصري الكبير

بعد سنوات من الانتظار والعمل الدؤوب، تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر صرح أثري وثقافي في العالم

مخصص لحضارة واحدة.

ليس مجرد متحف، بل مشروع وطني يجسد إرادة المصريين في حماية تاريخهم وصناعة مستقبلهم، ويعكس رؤية الدولة الحديثة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحويل الثقافة والتراث إلى أدوات قوة ناعمة تُعيد لمصر مكانتها الدولية.

المتحف المصري الكبير

هذا الافتتاح المنتظر ليس مجرد حدث أثري أو سياحي، بل رسالة دبلوماسية وثقافية عالمية تؤكد أن مصر، مهد الحضارات، قادرة على أن تُعيد تعريف العالم بمعنى الأصالة والحداثة في آنٍ واحد.

منذ الإعلان عن اقتراب الافتتاح، تعمل أجهزة الدولة المصرية بتكامل استثنائي.

وزارة السياحة والآثار تتولى إدارة المشهد الميداني واللوجستي بدقة متناهية، بدءًا من تجهيز قاعات العرض، ووضع اللمسات الأخيرة على القطع الأثرية، مرورًا بإعداد برامج الزيارة والعروض التفاعلية الحديثة التي تستخدم تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي لعرض تاريخ الفراعنة بصورة مبهرة.

وفي المقابل، تقوم وزارة الخارجية المصرية بدور محوري في التنسيق مع البعثات الدبلوماسية والسفارات الأجنبية لضمان حضور دولي رفيع المستوى. فالافتتاح لا يُعد فعالية محلية، بل حدثًا عالميًا سيجمع رؤساء دول وشخصيات ثقافية ودبلوماسية من شتى أنحاء العالم.

ويبرز هنا الدور المزدوج للدولة: ترويج السياحة من جهة، وتأكيد القوة الناعمة المصرية من جهة أخرى.

بُني المتحف المصري الكبير ليكون أكثر من مجرد متحف؛ إنه منطقة جذب سياحي متكاملة تمتد على مساحة نصف مليون متر مربع، بالقرب من أهرامات الجيزة، إحدى عجائب الدنيا السبع.

يمثل افتتاحه تتويجًا لاستثمارات ضخمة تجاوزت مليار دولار، ويُتوقع أن يسهم في رفع أعداد السياح إلى أكثر من 15 مليون سائح سنويًا خلال السنوات المقبلة.

كما يمثل المشروع نقلة نوعية في مفهوم “السياحة الثقافية” في مصر، إذ يُقدم تجربة شاملة تبدأ من بوابة الدخول وحتى القاعات التفاعلية التي تعرض كنوز توت عنخ آمون، وأكثر من 100 ألف قطعة أثرية تُعرض لأول مرة في مكان واحد.

هذا الافتتاح سيُعيد رسم خريطة السياحة المصرية عالميًا، ويضع البلاد في صدارة الوجهات الثقافية المفضلة لدى الزائرين من أوروبا وآسيا وأمريكا.

تدرك وزارة السياحة والآثار أن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس نهاية طريق، بل بداية لمرحلة جديدة من التحول السياحي في مصر.

تُركز الوزارة على تسويق المتحف ضمن استراتيجية “سياحة 2030” التي تهدف إلى جعل مصر مركزًا إقليميًا للسياحة الثقافية والتراثية، من خلال تطوير البنية التحتية، وتدريب الكوادر العاملة، وتحسين تجربة الزائر.

وفي هذا السياق، تعمل الوزارة على إطلاق حملات ترويجية رقمية ضخمة تستهدف الأسواق الجديدة في شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، بالتعاون مع شركات عالمية في التسويق السياحي، لعرض المتحف باعتباره “أكبر تجربة ثقافية في القرن الحادي والعشرين”.

وتلعب وزارة الخارجية المصرية دورًا استراتيجيًا في تحويل افتتاح المتحف إلى منصة للحوار الحضاري العالمي.

فقد بدأت منذ شهور في تنسيق دعوات رسمية لحضور شخصيات دولية بارزة، وتنظيم فعاليات موازية للتعريف بالحضارة المصرية في العواصم الكبرى، في إطار ما يُعرف بـ”الدبلوماسية الثقافية”.

كما تعمل الوزارة على تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها اليونسكو، لدعم برامج حماية التراث المصري، وتبادل الخبرات في إدارة المتاحف العالمية.

إنها ليست مجرد دبلوماسية تقليدية، بل دبلوماسية ناعمة تتحدث بلغة الفن والتاريخ، وتُعيد لمصر موقعها كمركز إشعاع ثقافي وإنساني.

افتتاح المتحف المصري الكبير يحمل رمزية خاصة للشعب المصري، فهو تتويج لعقود من العمل والإصرار على صون الهوية الوطنية، كما يعكس صورة مصر الحديثة التي تجمع بين عراقة الماضي وطموح المستقبل.

فالمتحف يُعد أحد أكبر المشروعات التي تُبرز توجه الدولة نحو التنمية الشاملة، ليس في الاقتصاد والبنية التحتية فحسب، بل في الثقافة والتعليم والوعي العام.

هذا المزج بين الأصالة والتجديد يمثل رسالة قوية إلى الأجيال القادمة بأن الحضارة لا تُحفظ في المتاحف فقط، بل تُبنى بالعلم والعمل والانفتاح على العالم.

 

من المتوقع أن يكون افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا عالميًا غير مسبوق من حيث التغطية الإعلامية، وعدد الزوار، وحجم المشاركة الدولية.

شبكات إعلام عالمية كبرى مثل BBC، CNN، وNational Geographic أعلنت بالفعل عن إعداد تقارير خاصة حول الافتتاح، وهو ما يعزز الصورة الذهنية الإيجابية عن مصر كوجهة آمنة ومتميزة على خريطة السياحة العالمية.

هذا الزخم الإعلامي والسياسي سيترجم إلى مكاسب اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، من زيادة تدفق السياح والاستثمارات، إلى دعم الصناعات المرتبطة بالتراث والفنون والحرف اليدوية.

افتتاح المتحف المصري الكبير ليس فقط افتتاحًا لمبنى عظيم أو عرضًا لآثار خالدة، بل هو إعادة سرد لقصة مصر بعيون معاصرة.

إنه وعد جديد من الدولة المصرية لأبنائها وللعالم بأن هذه الأرض التي أنارت الحضارة منذ آلاف السنين ما زالت قادرة على الإبهار، والتأثير، وصناعة التاريخ من جديد.

ومع تكامل جهود وزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية، ومع دعم القيادة السياسية الواضح، فإن مصر على موعد مع لحظة استثنائية ستجعل العالم ينظر مجددًا نحو الجيزة، حيث تتحدث الحجارة عن هوية أمة لا تعرف الغياب.

أخبار ذات صلة

الإمارات

بقلم: أشيش بداني، نائب الرئيس الأول، رئيس المنتجات – ريد هات

التحول الاستراتيجي: كيف تخلصت “فورد” و”بنك الإمارات دبي الوطني” من التعقيدات المكلفة في بيئة المحاكاة الافتراضية؟

عبد الفتاح السيسي

د. هبة شوقى

عبد الفتاح السيسي: قيادة مصر بين المشاريع الاقتصادية والاستقرار الأمني والدور الدولي

التعليم العالي

أيمن عدلي

أنقذوا التعليم العالي قبل أن يفقد رسالته!

الحنين

بقلم: أم_عبدالوهاب

“سهد الحنين إلى فيوض اليقين”: دعاء روحي للتضرع إلى الله في أوقات المحن

الزواج

بقلم المستشار ايمن عيد الغني

علاقة الزواج بين التقديس والتفريط

الذكاء الاصطناعي

بقلم أنيربان موكيرجي

الذكاء الاصطناعي المفتوح والقابل للتوسع: استراتيجية المستقبل لتحويل الأعمال في الشرق الأوسط