فوز يحتفظ بالصدارة… رغم الأداء المُثير للقلق

حقق فريق برشلونة فوزاً صعباً بنتيجة 2‑1 على جيرونا ، ليحافظ على موقعه في صدارة الدوري

الإسباني، ما يرفع سقف التوقعات حول مشروع المدرب هانز فليك الذي لا يزال يعاني من بعض العناصر

غير المستقرة في الأداء.

على الرغم من أن النتيجة تحمل ثلاث نقاط ثمينة في سياق المنافسة على اللقب، إلا أن ما قدمه الفريق

من الناحية الفنية والبدنية أثار العديد من علامات الاستفهام.

الانتصار النفسي هو المفتاح

في كرة القدم، لا يُقاس الانتصار دائماً بجمال الأداء أو بغزارة الأهداف، بل بقيمة النقاط وقدرتها على إعادة

الثقة داخل الفريق.

في هذه المباراة، نجح برشلونة في انتزاع الفوز في اللحظات الحاسمة، رغم غياب السيطرة المطلقة

أو الأداء المميز، وهو ما يدل على وجود “عقلية البطل” حتى في الأوقات التي يكون فيها الأداء أقلّ من المطلوب.

الفوز في هذه الظروف ليس مجرد 3 نقاط، بل تأكيد على أن المشروع لا يزال يسير نحو الهدف—وأن الضغط

الواقع على فليك ليس بلا جدوى.

التكتيك تحت المجهر: فليك بين المخاطرة والاندفاع

لم يكن أداء برشلونة مقنعًا من الناحية التكتيكية.

حاول المدرب الألماني فليك مباغتة جيرونا بأسلوب ضغط مرتفع وسرعات في التحول الهجومي، لكن

ذلك فُتح أمامه ثغرات دفاعية واضحة.

أحد القرارات المثيرة للجدل كان إخراج اللاعب الشاب لامين يامال في الشوط الثاني مبكرًا، بينما كانت

النتيجة متعادلة، رغم إمكاناته في كسر التوازن.

هذا القرار يثير التساؤلات حول إدارة فليك للدقائق الحاسمة، خصوصاً وأنه سبق أن أقدم على قرارات

مماثلة في مباريات سابقة.

كما أن الدفاع المتقدم الذي تعتمده برشلونة حالياً يعاني من ضعف تغطية العمق، ما يتيح للمنافسين

فرصاً خطيرة على المرمى.

جيرونا، على سبيل المثال، نجح في اختراق الدفاع الكتالوني أكثر من مرة وخلق عدة فرص جدّية للتسجيل.

أزمة دفاعية مستمرة وهجومية بلا حسم

أكبر مشكلة تواجه برشلونة حالياً هي المنظومة الدفاعية التي لا زالت تتيح فرصاً للمنافسين، حتى

أمام فرق يُفترض أنها أقل من الناحية الفنية.

من جهة أخرى، فإن الهجوم أيضاً يفتقد الحسم: الفريق يُبدع في صناعة الفرص لكنه يعجز عن إنهائها

بلمسة أخيرة، ويبدو أن غياب لاعبين مثل رافينيا وليفاندوفسكي، وكذلك فيران توريس، يُضعف

عنصر التوقّع أمام المرمى.

في ظل اقتراب مباراة الكلاسيكو المصيرية، سيحتاج فليك إلى حلول عاجلة لتعزيز الفاعلية الهجوميّة

وتحسين التنظيم الدفاعيّ.

بيدري: بين التأثير والإجهاد

لا يمكن الحديث عن برشلونة دون الإشارة إلى اللاعب الشاب بيدري، الذي يمثل في الوقت ذاته أحد

أبرز عناصر الإبداع في الفريق، لكنه يظهر عليه إجهاد واضح نتيجة المشاركة المستمرة دون فترات راحة كافية.

الاعتماد المكثّف عليه قد يحمل مخاطر في المرحلة القادمة، خصوصاً مع كثافة المباريات وضغط المباريات

الكبيرة، وقد يكون غيابه أو تراجع مستواه ضربة حقيقية لمشروع فليك.

الكلاسيكو على الأبواب: اختبار حقيقي لمشروع فليك

الفوز الصعب أمام جيرونا يأتي قبل أيام قليلة من مواجهة الكلاسيكو المرتقبة ضد ريال مدريد، وهي مواجهة

خارج التوقعات هذه المرة.

برشلونة ليس في أفضل حالاته بعد، وفليك لم يتلقّد بعد راحة كاملة من النقد، بينما ريال مدريد تحت

قيادة جديدة أيضاً.

من يمتلك الثبات النفسي والذكاء التكتيكي والمحترف في إدارة المواجهات الكبرى هو من سيحسم الصراع.