في خطوة لم تكن مفاجئة تمامًا، لكنها تحمل دلالات كثيرة على التوجه الجديد لإدارة نادي برشلونة،
كشفت صحيفة “سبورت” الكتالونية أن النادي، برئاسة خوان لابورتا، اتخذ قرارًا نهائيًا بعدم تجديد
عقد النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي ينتهي مع نهاية الموسم الجاري 2024-2025.
القرار جاء بعد تقييم شامل لأداء اللاعب خلال الموسمين الماضيين، بالإضافة إلى قراءة مستقبلية
لخطة الفريق الفنية التي يشرف عليها الجهاز الفني بقيادة المدرب الحالي، والذي يسعى إلى
تطوير أسلوب لعب يتطلب ديناميكية بدنية وسرعة أكبر في الثلث الأخير من الملعب.

قراءة فنية وبدنية لأداء ليفاندوفسكي في برشلونة
منذ انضمامه إلى برشلونة قادمًا من بايرن ميونخ في صيف 2022، تمكن روبرت ليفاندوفسكي
من تقديم مستويات جيدة في موسمه الأول، حيث تُوج بلقب هداف الدوري الإسباني وساهم في
فوز الفريق بلقب الليجا.
لكن مع مرور الوقت، بدأ المنحنى التنازلي يظهر بوضوح على أدائه، سواء من حيث القدرة
على التحرك داخل منطقة الجزاء، أو المساهمة في الضغط العالي والتحولات السريعة، وهو
ما يعتبر عنصرًا أساسيًا في طريقة لعب برشلونة الحديثة.
كما يُلاحظ أن المهاجم البولندي، الذي يبلغ من العمر 37 عامًا، لم يعد قادرًا على خوض عدد كبير
من المباريات المتتالية بنفس النسق البدني، ما دفع الطاقم الفني إلى التفكير في بدائل يمكنها
دعم الفريق خلال الموسم المزدحم بالبطولات المحلية والأوروبية.

عوامل رئيسية دفعت برشلونة إلى اتخاذ قرار الاستغناء
بحسب مصادر الصحيفة، فإن قرار الإدارة لا يتعلق فقط بالعامل البدني أو التقدم في السن، بل
يتعداه إلى ما هو أبعد من ذلك:
عدم الانسجام التام مع خطط المدرب الهجومية الجديدة.
ضعف مساهمة اللاعب في المراحل الدفاعية والضغط الجماعي.
ارتفاع راتبه السنوي مقارنة بما يقدمه من إضافة فنية.
رغبة النادي في تجديد الدماء داخل الفريق الأول.
السعي لتوفير ميزانية للتعاقد مع لاعبين شباب بأسعار مناسبة.
كل هذه العوامل جعلت من استمرار ليفاندوفسكي خيارًا غير مُرجح من وجهة نظر الإدارة الفنية والإدارية.
مرحلة ما بعد ليفاندوفسكي: من البديل؟
رغم الحديث الإعلامي عن أسماء كبيرة مثل جوليان ألفاريز مهاجم مانشستر سيتي، فإن إدارة
برشلونة استبعدت التوجه نحو تعاقدات ثقيلة التكلفة، وتُفضل التوجه نحو اللاعبين الصاعدين
الذين يمكنهم التطور داخل النادي.
ومن أبرز الأسماء المطروحة على طاولة البحث:
إيتا إيونج – مهاجم نادي ليفانتي الصاعد بقوة في دوري الدرجة الثانية الإسباني.
مارك غوي – أحد أبرز المواهب الشابة في فرق الناشئين داخل النادي.
الاعتماد على فيران توريس كمهاجم أساسي مع ضم مهاجم بديل لدعمه.
هذا التوجه يعكس رغبة النادي في بناء مشروع مستدام ماليًا وفنيًا، بعيدًا عن سياسة التعاقد
مع النجوم الكبار في نهاية مسيرتهم.

موقف ليفاندوفسكي: صمت مُريب وخيارات محدودة
حتى الآن، لم يُصدر اللاعب أي تصريحات رسمية بشأن موقفه من قرار برشلونة، لكنه يلتزم الصمت
الإعلامي، في ظل تقارير تؤكد أنه يُفكر جديًا في الاعتزال عقب نهاية عقده، والاكتفاء بما قدمه
في مسيرته الحافلة.
وأشارت مصادر مقربة من اللاعب إلى أن زوجته، آنا ليفاندوفسكا، تُفضل البقاء في برشلونة
والاستقرار فيها، وهو ما يعزز فرضية بقاء العائلة في إسبانيا حتى بعد اعتزال اللاعب.
أما على الصعيد المهني، فرغم تلقي ليفاندوفسكي عروضًا مغرية من أندية عربية، إلا أن
اللاعب لا يُبدي رغبة قوية في خوض تجربة جديدة خارج أوروبا، وربما يكتفي بمسيرته الحالية
إذا لم تصله عروض تناسب طموحاته الرياضية.
تحليل: ماذا يعني رحيل ليفاندوفسكي لبرشلونة؟
إنهاء عقد ليفاندوفسكي لا يعني فقط خروجه من التشكيلة، بل يحمل رسائل متعددة:
التحول نحو مشروع فني جديد يقوم على السرعة والشباب.
تحسين الهيكل المالي للنادي وتقليل الرواتب المرتفعة.
استعادة هوية برشلونة التاريخية في إنتاج النجوم، وليس استيرادهم.
ولعل هذه الخطوة تُعد بمثابة إشارة قوية لجماهير النادي بأن التغيير قادم، حتى لو تعلق
الأمر بأسماء كبيرة مثل روبرت ليفاندوفسكي.
