السيد المسؤول،
مهلًا… انتقِ كلماتك جيدًا قبل أن تتحدث عن من كان له الفضل في أن تكون ما أنت عليه اليوم.
فـ”لولا المعلم”—كما نقول في أدبيات الاحترام والتقدير—ما كنت لتحلم بما وصلت إليه، ولا كنت لتقف اليوم
متحدثًا باسم الدولة.
المعلم ليس موظفًا عاديًا، بل هو حجر الأساس في بناء المجتمع، وصاحب الفضل بعد الله تعالى في صناعة
الأجيال، وتشكيل وعيهم، وغرس القيم والانتماء في نفوسهم.
وفي لحظة وطنية حساسة، وأثناء مشاركته الفاعلة داخل اللجان الانتخابية، حيث يحفّز المواطنين
على أداء واجبهم، ويتواجد وسط الناس، بعيدًا عن الأضواء، يتلقى المعلم طعنة من أحد كبار
المسؤولين، لا لشيء سوى أداء دوره.
محافظ أسيوط، وخلال زيارته لمدرسة بدر الرسمية، اختار أن يهاجم عددًا من المعلمين بعبارات لا تليق
بموقعه ولا بتوقيت المشهد، قائلًا:
“الدولة تمنحكم مرتبات، ولكن الناتج الآن صفر”.
هذا التصريح لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة غضب عارمة بين المعلمين على مواقع التواصل
الاجتماعي، بالتزامن مع انخراطهم في مهامهم الوطنية باللجان الانتخابية.

المعلم باللجان الانتخابية لمجلس الشورى، بالتزامن مع وجود المعلم داخل اللجان الانتخابية ووسط الناس
يحفزهم لأداء دورهم في المشاركة تجاه المجتمع، اماً انت فمعاليك في الغرف المغلقة المكيفة
تتابع من هم اهم منك دون ضجيج ولا حرس ولا تكييف ومعك كل الحق فعلا ان الناتج “زيرو” لان الناتج امثالك.
يا سيادة المسؤول،
العمل التربوي ليس “منتجًا” يُقاس بالأرقام، بل هو رسالة إنسانية ذات أثر طويل المدى، لا تُقاس
بيوم أو عام، ولا تُختزل في كلمة “ناتج زيرو”.
المعلم لا يُقيّم بهذه السطحية، فهو الذي يصنع الطبيب والمهندس والضابط… وحتى المحافظ.
أما إذا كان الحديث عن المخرجات، فربما الأجدر أن نراجع إنتاج من يصدرون مثل هذه التصريحات، من مواقعهم
المكيّفة، والمغلقة، بعيدًا عن نبض الشارع.
المجتمع يعلم جيدًا قيمة المعلم، ولا يحتاج لمن يقلل من شأنه تحت مبرر الأداء أو المرتب.
وإذا كان هناك من يستحق النقد، فهو من لم يقدم للمعلم شيئًا، ثم يسائله عن “الناتج”