في إطار الجهود المستمرة للنهوض بالتراث المصري ودعم السياحة الثقافية في الأقصر، تفقد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشروع ترميم المقاصير الجنوبية بمعبد الأخ منو بمنطقة الكرنك، إلى جانب متابعة أعمال الحفائر الجارية في عدة مواقع أثرية بالمحافظة، والتي أسفرت عن اكتشافات أثرية فريدة.
ترميم المقاصير الجنوبية بمعبد الأخ منو يعيد الحياة لمعالم نادرة
تفقد الدكتور محمد إسماعيل خالد مشروع ترميم وتأهيل المقاصير الجنوبية بمعبد الأخ منو، المنفذ بالتعاون مع المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK). وأكد أن المشروع يمثل نموذجًا متميزًا للتعاون المصري الفرنسي في الحفاظ على التراث، مشيراً إلى أن افتتاح هذا الموقع أمام الزائرين يعكس التوجه نحو فتح مزارات أثرية جديدة ضمن خطة الدولة لتعزيز السياحة.
تضمن المشروع عمليات تنظيف وترميم دقيق، بالإضافة إلى توثيق النقوش الدينية التي تشمل مشاهد طقسية للملك تحتمس الثالث خلال احتفال “حب سد”، فضلاً عن نقش تأسيسي يُبرز المعبد كمكان مخصص لـ “ملايين السنين” للإله آمون-رع.
🔗 للمزيد حول معابد الكرنك: Karnak Temples – UNESCO World Heritage
تطوير شامل لخدمة الزائرين وذوي الهمم
أوضح الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير المركز المصري الفرنسي من الجانب المصري، أن التطوير شمل تحسين الخدمات السياحية بالموقع، من خلال إضافة لافتات إرشادية وتوفير مسارات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعزز تجربة الزيارة في أحد أهم معابد الدولة الحديثة.
حفائر العساسيف تكشف توابيت خشبية وأوستراكات نادرة
في منطقة العساسيف بالقرنة، كشفت البعثة الأثرية المصرية عن مجموعة من التوابيت الخشبية الصغيرة تعود لأطفال، بحالة حفظ سيئة، إلى جانب أوستراكات حجرية وفخارية، وتماثيل أوشابتي من الفيانس، وغرفة مركزية بها عمود بقايا ملاط.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أنه سيتم الاستعانة بمتخصصين في دراسة العظام البشرية وتحليل التوابيت الخشبية لتحديد العمر والجنس والزمن التاريخي الدقيق لهذه المكتشفات.
🔗 معلومات أعمق عن العساسيف الأثرية: Theban Necropolis – Wikipedia
سور ضخم وورش صناعية في نجع أبو عصبة
في موقع نجع أبو عصبة، كشفت أعمال الحفائر عن سور ضخم من الطوب اللبن يعود لعهد الملك “من خبر رع” من الأسرة 21. وقد تميز السور بختم اسم الملك وزوجته على قوالب الطوب، بالإضافة إلى بوابة حجرية ضخمة وورش لصناعة تماثيل البرونز وأفران إنتاج، إلى جانب تماثيل أوزورية من البرونز وورشة كبيرة لصناعة الجعة، ما يشير إلى الاستخدام الصناعي للموقع في عصور مختلفة.
الختام: استراتيجيات جديدة لحماية التراث وتعزيز السياحة الثقافية
تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للحفاظ على الإرث الحضاري لمصر القديمة، وفتح مواقع أثرية جديدة أمام الزوار، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنمية السياحة الثقافية في صعيد مصر، وعلى رأسها محافظة الأقصر، التي تعد متحفًا مفتوحًا للتاريخ الفرعوني