المُبهرة
تظل كلمات مثل الفن والجمال والعبقرية، مصطلحات يحاول كثيرون الاقتراب منها،
وهناك من يقترب من واحدة منها على حدة، والبعض يحاول الاقتراب من ثنائية منها،
إلا أن العباقرة هم منّ جمعوا بين المصطلحات الثلاثة، فنهلوا من العبقرية وتعطروا بالفن وتنفسوا الجمال،
فخرجت منتجاتهم تجمع بين الثلاثية الإبداعية الفن والجمال والعبقرية، ومن هؤلاء الفاشون ديزاينر آمال شوكت.
العبقرية ممكنة
أثبتت امال شوكت خلال فترة قصيرة جدًا، أن الصناعة الفنية العبقرية مُمكنة،
للمتمكنين المجيدين الذين جمعوا بين العلم والخبرة، إذ استطاعت أن تقدم مفهومًا جديدًا للموضة وللإطلالات،
إذ أثبتت أنه ليس شرطًا أن تكون مليونيرًا لتصنع إطلالة جذابة، بل صاغت مفهومًا أن البساطة قد تصنع العظمة،
لتتيح بذلك الفن والجمال والعبقرية لكل البيوت، عبر طلتها الفضائية على قناة “هي”.
ليس سهلًا أن تُبسط علم الموضة بتعقيداته للمشاهدين، فهذه صناعة ليست سهلة أبدًا،
لكن القاعدة تقول لا يُفكك العبقرية إلا عبقري، ومن ثمّ فإن تصدي آمال شوكت لهذه المهمة هو الاختيار المثالي،
بدليل أن اسم البرنامج في الأساس هو FASHION TO ALL، أو الموضة للجميع،
أي أنها ليست حكرًا على بيوت الأزياء العالمية، وأن ما كانت تراه حواء صعبًا أضحى سهلًا وبسيطًا.
اطلالة امال شوكت العبقرية أثناء تقديم البرنامج
لتقدم امال شوكت برنامجًا بهذه الروح كان يجب أولًا أن تكون إطلالتها عبقرية أثناء تقديم البرنامج، وهو ما تحقق بالفعل،
فلا يمكن أن تمر على القناة ولا تتوقف، فإطلالتها تجبرك على الوقوف أمامها كثيرًا،
إذ أن التناسق الذي تقدمه يجعلك تظن أن بيوت الأزياء اجتمعت لها لتخرج في هذه الإطلالة التي أقل ما يُقال عنها إنها إطلالة ساحرة،
وذلك لأنه لا يُمكن أن تتحدث عن الإطلالات دونما أن تكون إطلالتها تحمل الصفات الثلاث (الفن والجمال والعبقرية).
تناسق الألوان
لا يوجد عنصر واحد مفقود في جمال الإطلالة، فما بين تناسق الألوان، وعناصر الجذب الرائدة، تبدو الإطلالة متناسقة،
فليس من المعقول أن تخرج بإطلالة مليونية لتحدثنا عن بساطة صناعة الموضة،
وبالتالي نحن أمام إعلامية تُقدر قيمة الكلمة، وتحترم المشاهدة التي طرقت بابها عبر فضائية (هي).
تتميز إطلالة آمال شوكت للحديث عن الموضة بأنها لا ترى مفهوم الموضة حكرًا على عصر بعينه بدليل حديثها عن صناعة موضة من تراثنا،
عبر استحداثه بطريقة مودرن أو أكثر حداثة، وتنتقل من ذلك إلى الخصوصيات،
إذ ترى أن كل محافظة يُمكنها أن تصنع موضة بها دليل على هويتها وتراثها،
بدليل إشارتها إلى أن منطقة الدلتا يُمكنها صناعة موضة من الجلباب (الجلابية) بألوان تعبر عن الهوية،
لتأخذنا بذلك إلى صك مصطلح جديدة في عالم الموضة وهو الموضة الإقليمية، التي تعبر عن هوية كل إقليم،
وبالتالي هناك خصوصية لسيوة وسيناء والصعيد والدلتا والقاهرة،
ولكل هذه مناطق خصوصية تضرب بجذورها في عمق التاريخ،
وبالتالي هنا نحن أمام معادلة جديدة في صناعة الموضة من الهوية المصرية الأصيلة.
شمولية الموضة
ترى امال شوكت أن الموضة ليست عنصرًا واحدًا بل هي عناصر عدة، من البرفيوم والميكب والزي والإكسسوارات،
وأهم عنصر في ذلك هو النظافة لأنها البروتوكول الأول للموضة فبدونها لا يوجد موضة من الأساس.
واجتماع هذه العناصر يؤكد أن الموضة ليست مجرد فستان كما روج البعض خلال الفترة الأخيرة،
إذ يظن البعض أن الموضة مجرد سيدة جميلة وفستان،
لكن آمال شوكت وضحت خطأ هذا المفهوم لتقدم تعريفًا صحيحًا في برنامجها Fashion to All.
الإكسسوارات
ترى امال شوكت في الإكسسوارات عامل جذب مهم جدًا في صناعة الموضة،
إذ كانت الإكسسوارات في الأساس عناصر تقوية على مر التاريخ، إذ ارتدى المصريون العُقد للتقوية،
وربطت في حديثها عن الإكسسوارات بالإطلالة الفرعونية التي تربط الإطلالات بالتاريخ،
شارحة في ذلك فلسفة اختيارات المصريين القدماء لأزيائهم، وما تمثله لهم.
وأوضحت أن الإطلالة تعبر في الأساس عن نفسية وشخصية مرتديها،
ويمكن قراءته من خلالها، لتربط هنا العامل النفسي بالإطلالات.
التعامل
لا ينفك أسلوب التعامل عن جمال الإطلالة فهو أحد عناصرها الأساسية،
وهو ما أكدت عليه آمال شوكت في إطلالتها عبر فضائية (هي) وردته إلى أصله في برديات الفراعنة،
شارحة كيفية التعامل مع الكبير والصغير وكل المستويات الاجتماعية،
لتقدم روشتة تجيب عن سؤال كيف تكون راقيًا بداية من طبقة الصوت وحركة اليد، ونظرات العين، وما إلى ذلك.
أهل الخبرة
رغم خبرتها الكبيرة، إلا أنها لا تتوقف عن استضافة أهل العلم والخبرة لتصل بهم إلى كل الجوانب التي يريدها المشاهد وينتظرها،
ولا تكتفي بما لديها من علم وخبرة في هذا الإطار، بل إنها تضع أمام عينها المشاهد أولًا،
وتريد أن تعطيه كل ما يريد، وليس ما تمتلكه فقط.
ميزة إضافية
تبقى عبقرية امال شوكت في أنها جمعت بين الحسنيين، بعملها لسنوات طويلة فى كبرى بيوت الأزياء العالمية بأمريكا،
ما أكسبها الكثير من الخبرات، وبعد عودتها إلى مصر أضافت لها المذاق المصري بتفرده وأناقته
لتستحق عن جدارة لقب “المُبهرة”.