التفضيل بين مخلوقات الله يعتبر سُنّة إلهية ظاهرة، فقد قضت حكمته سبحانه بفضل بعض أنبيائه ورسله على بعض،
كما جاء في قوله تعالى: “تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ
وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ” [البقرة، 253].
وهكذا يتجلى التفضيل في إختيار الله شهر رمضان لصوم وقيام بأجر عظيم وثواب جزيل.
ويدفع هذا المعنى المسلم إلى التحضير والاستعداد لاستقبال هذا الشهر الكريم، وتهيئة النفس لاستغلال الوقت بفعالية،
خاصة في شهر شعبان، مبتدئا ومتابعا في الأيام التي تليه.
التحضير لهذا الشهر المبارك يشمل عدة خطوات:
- استحضار فضائل شهر رمضان: يعزز ذلك الإلمام بأهمية الشهر وجعل النفس مستعدة لاستقباله،
- يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الصوم في رمضان يُكفّر الذنوب ويحمل جوائز عظيمة.
- التوبة الصادقة: يجب أن تكون توبتنا مستمرة، ولكن يأتي شهر رمضان بفرصة فريدة لتجديد النيات والابتعاد عن المعاصي.
- كثرة الاستغفار: يُشجع على كثرة الاستغفار لتطهير القلب من آثار الذنوب والتقرب من الله، الاستغفار يُعتبر من أهم وسائل المغفرة والتوبة.
- دعاء الله للوصول إلى رمضان: يمكن أن يكون الدعاء بأن يُتاح للفرد العيش والاستمتاع بفضل هذا الشهر الكريم.
- قضاء أيام رمضان الماضي: يجب على الفرد قضاء أيام الصوم التي أفطرها في رمضان الماضي لأسباب مثل السفر أو المرض.
- الإكثار من صيام شعبان: يُشجع على صيام أيام من شهر شعبان اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يزيد في صيامه في هذا الشهر.
- حضور مجالس العلم والذكر: يساعد ذلك في رفع مستوى الروحانية والاستعداد لشهر رمضان بروح إيمانية قوية.
- اجتماع النية للطاعات: يمكن أن يُجمع المسلم نياته لأداء أكبر قدر من الطاعات، مثل ختم القرآن والصدقات والصلوات النافلة.
- الحذر من التسويف: ينبغي أن يتجنب المسلم التسويف والتأخير في أداء الطاعات،
- حيث يُحذّر من أن يُحال بين الفرد وبين تلك الأعمال بسبب موانع مختلفة.
باختصار، يجسد شهر رمضان فرصة للتجديد الروحي والتقرب من الله، ولذا ينبغي للمسلم الاستعداد والتحضير لاستقبال هذا الشهر المبارك.