حوار: آية يوسف إعداد: نورهان البلتاجي
أرفض إلصاق تهمة الإرهاب بالمقاومة الفلسطينية
إسرائيل الذراع الإجرامي للولايات المتحدة الأمريكية
اقتراح تهجير أهل غزة لسيناء الهدف منه قتل القضية الفلسطينية للأبد
انتظروا الجزء الثاني من فارس بلا جواد.. وأحلم بتقديم مسرحية عن حلم الاتحاد العربي
أقول لمن لم يعترضوا على ما حدث في غزة: على الأقل لا تغني وترقص على جثثهم
يدرك القضية الفلسطينية وأبعادها كما لو كان ترك جزءً من قلبه وعقله ووجدانه هناك في الأراضي المحتلة،
إذ يعرف ما خطط لها من قبل وعد بلفور الصادر في 2 نوفمبر 1917، ويدرك كل سطر في هذه القضية، ويبدو أن القدر أراد له اتصالًا وثيقًا بالقضية،
إذ كان مولده في عام النكبة 1948، ليعيش متعلقًا بالقضية مؤمنًا بحق الفلسطينيين فيها.. إنه الفنان محمد صبحي “الأستاذ”.
ذكر لقب الأستاذ هنا ليس زيادة في الوصف أو الإطراء، إنما هو وصف لأستاذ كانت أعماله منهجًا في فهم أبعاد القضية،
فهو المُعلم الذي أعطانا دروسًا في القضية وما حاكه بنو صهيون لها في دروس كان عنوانها “فارس بلا جواد وملح الأرض وماما أمريكا.
“طوفان الأقصى”
وفي ظل ما حدث منذ السابع من أكتوبر الماضي “طوفان الأقصى” كان لا بد أن نستذكر دروسنا القديمة ونستعيد مناهجنا الفنية
لنجد أن كل ما قاله “الأستاذ” قد حدث، لكن تبقى الخصوصية هذه المرة للصحفية التي أجرت الحوار،
إذ أنها كانت واحدة من الجمهور الذي نشأ على هذه الأعمال، ورأت فيها الدروس التي لا تنسى فكان طبيعي أن تحلم بلقاء الأستاذ الأول لها.
ولأن هذا الحلم كان رؤية صادقة، لأنها ربطت فيه بين حدثين إذا كان الأستاذ يتحدث عن حزنه لمولده في عام النكبة،
وهي لا تزال تحلم بقاءه فربما يكون الحجر الذي ألقي في يوم السابع من أكتوبر وحرك المياه الراكدة، هو أمل جديد للقاء الأستاذ وبالفعل تحققت الرؤية.
ربما يكون هنا اختلط المهني بالشخصي وهذا ربما يصنف انحيازًا، لكنه انحيازًا محمودًا من أجل القضية الفلسطينية،
ولمن كان ركنًا أساسيًا في معرفتي بأبعادها، ويبقى الدرس على طول امتداده فكما قال الأستاذ في آخر أعماله:
“عُمر بلادي في يوم ما تموت”، أقول له: “استوعبنا الدرس جيدًا وعمر القضية في يوم ما تموت”.
ويؤكد “الأستاذ” في حواره لـ“الإخبارية”، أن كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية لن تنجح أبدًا، ومصر
أحلم بتقديم عمل مسرحية عن الاتحاد العربي
أعلنت موقفها بوضوح على كل المستويات السياسية بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي،
والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والبرلمان الذي أعلن موقفه بوضوح.
كما أوضح أنه لا يزال يحلم بتقديم عمل مسرحية عن الاتحاد العربي، ولن يتنازل أبدًا عن هذا الحلم
لأنه بداية الاستعادة الحقيقة للأرض، مشيرًا في هذا الإطار أنه يرى أن من أكبر معوقات حل القضية الفلسطينية
هو وحدة الفلسطينيين ليكون تحريرها تحت لواء الجيش الفلسطيني.
بداية.. في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.. كيف تنبأت أعمالك مثل فارس بلا جواد وماما أمريكا وملح الأرض وعايش في غيبوبة بالكثير مما حدث بالفعل؟
في البداية أؤكد أن الفنان ليس سياسيًا، ولا يجب أن يُصنف في خانة السياسة، ولا يجب التعامل معه على أنه سياسي،
فالفنان رؤيته أشمل وأعمق لأنه يحمل هموم الأمة بكل تفاصيلها ويتعدى ذلك إلي المحور العالمي كله
لأن أي شيء يحدث في العالم يؤثر علينا بشكل أو بآخر.
كيف تنظر للقضية الفلسطينية.. وأنت عبرت عنها في الكثير من أعمالك؟
تعلقي بالقضية الفلسطينية هو في جزء منه شخصي، فأنا وُلدت في عام النكبة، وتحديدًا في مارس 1984،
وأشعر أنني وُلدت وبعدها بدأ العدو الإسرائيلي في سرقة فلسطين من هنا،
لذلك كان قراري هو معرفة كل التفاصيل وأدقها عن قصة فلسطين، فقرأت المخطط من قبل وعد بلفور ولم اكتفِ بذلك بل قرأت عن الأفكار الماسونية والصهيونية
وتوصلت بصعوبة شديدة لكتاب بروتوكولات حكماء صهيون.. ومن هنا ظهرت فكرة تقديم مسلسل فارس بلا جواد الكتاب الذي يفضح ٢٤ بروتوكولًا مدمرين.
ما أخطر بروتوكول كنت تحذر منه؟
البروتوكول الذي تسبب في مهاجمة المسلسل، وبناءً عليه طلبت أمريكا وإسرائيل منعه وهو الاستيلاء على الفرات
وهذا ما حدث بعد إذاعة المسلسل بـ3 أشهر فقط، إذ غزت أمريكا العراق واحتلتها،
كما نبهت أن الحرب القادمة هي حرب مياه بسبب تخريب إسرائيل علاقتنا بدول حوض النيل وهذا ما تم بالفعل مع إثيوبيا.
كيف رأيت اتهامك بمعاداة السامية قبل إذاعة فارس بلا جواد؟
أتفهم توجيه هذا الاتهام عند مهاجمة اليهودية كدين، لأنها دين سماوي ونحن لم نهاجم الدين اليهودي في المسلسل،
لكن الأمر تعدى ذلك فأصبح كل من يهاجم الصهيونية وإسرائيل هم أعداء للسامية،
والتناقض أنهم عندما سبّوا النبي محمد ورسموا له رسومًا مسيئة في الدنمارك خرجت فرنسا وقادت فكرة أن الرسومات ما هي إلا “حُرية رأي وفكر” وليست عداء للسامية.
هم يتعمدون إظهار المسلمين إرهابيين، ليكون الهجوم علينا مُباحًا، وقلتها أثناء الأزمة والآن أعيدها: إذا كان منّ يهاجم الصهيونية يتهم بالعداء للسامية فهذه التهمة وسام على صدري.
بعد ٥٠ سنة فن.. هل تستطيع تقديم عمل فني الآن يتحدث عن القضية الفلسطينية والمؤامرة على الوطن العربي؟
قطعًا استطيع لكن من الصعوبة تقديم هذا العمل الفني إلا بإيمان مجتمعنا ودولتنا، بمعني أنه لا بد أن تكون الدولة مؤمنة
بحرية الرأي كي يقدم العمل كما ينبغي، خاصة أننا لا نتجاوز، نحن نؤرخ ونحذر مما قد يحدث والأهم أننا نبرز صورتنا الحقيقية للعالم،
والقيمة العليا لعمل مثل فارس بلا جواد أننا وضحنا أن المسلمين لا يقتلوا طفلًا ولا امرأة ولا عجوز ولا يهدموا معبدًا،
وذلك في آخر مشهد من المسلسل، لنُقدم صورة حقيقة لأخلاق وقيم وتعاليم الإسلام وأنه ليس دين إرهاب كما يدّعوا.
منّ هو عدونا الحقيقي؟
عدونا الحقيقي هو أمريكا، وإسرائيل هي الذراع المجرم للولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة أكبر تاريخ إرهابي
ومجرم علي مدار ٢٥٠ سنة، فهم هجروا الهنود الحُمر السكان الأصليين للأرض، وعذبوا أصحاب البشرة السوداء “الزنوج” ومارسوا معهم كل أشكال العنصرية والعنف،
وشنوا حربًا على فيتنام وضربوا بنما والهندوراس وهاجموا الصين وكوبا،
كما احتلت واشنطن أجزاء من المكسيك التي تسمي حاليا ولاية تكساس وكاليفورنيا وكثير والكثير من الجرائم،
وآخرها العراق، إذ تسببت أمريكا في قتل ٢ مليون عراقي، ولم ولن تتوقف أمريكا عن جرائمها ضد العالم عموماً وضد العرب بصفة خاصة.
ما الروافد الأخرى التي علينا استثمارها في التوعية بالقضية بجانب الفن؟
التعليم، وحينما كنت طفلًا في الابتدائية سنة 1956 كان موجود في المناهج أن فلسطين “محتلة” وأن إسرائيل عدو سلبها
ولابد من استرجاعها، ولا بد أن تدرس الأجيال الحالية القضية في المناهج لكي ينمو الوعي لديهم بالمؤامرة الكبرى على الوطن العربي كله.
منذ ٧٥ عامًا وأراضينا محتلة.. ترى ما هو الحل للقضية الفلسطينية؟
أرى جانبًا مهمًا، الجميع يغفله، وهو الانقسامات الفلسطينية نفسها بين حماس وفتح، فأنا أتمنى أن أتحدث عن فلسطين المتحدة،
فلماذا تُحارب على السلطة والكرسي قبل أن تصبح دولة؟ أتمنى أن تكون هناك مقاومة على هيئة جيش فلسطيني
دون مسميات أخرى وأن يكون هدف الجميع الدفاع عن الأرض حتى الموت للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي.
بماذا تصف المشهد الحالي في غزة؟
أنا ضد إلصاق تهمة “الإرهاب” بالمقاومة في فلسطين أيً ما كانت نوعها، ما حدث في ٧ أكتوبر هو حجر ألقي حرك المياه الراكدة،
وكنت أتمنى أن يكون للمقاومة خط دفاع عن الشعب الفلسطيني، لأن ما حدث بعد ذلك هو إجرام وإبادة للفلسطينيين في غزة
لإجبار ما تبقي منهم على التهجير لسيناء والانتهاء من القضية الفلسطينية للأبد.
كيف رأيت موقف مصر في هذه الأزمة؟
مصر موقفها عظيم، والقيادة المصرية موقفها واضح وأعلنت أنه لا مساس بسيناء ولا تهجير للفلسطينيين لسيناء
لأن التهجير هو إبادة للقضية الفلسطينية نهائيًا ومصر لن تسمح بتمرير هذه المؤامرة.
وماذا عن موقف البرلمان الذي أعلنه في جلسة عامة؟
بوضوح تام لأول مرة في هذا العصر يتم تصوير جلسة وإعلان موقف واضح وصارم بأن لا تفريط في شبر من سيناء، وطلب رئيس المجلس ونواب المجلس رئيس الوزراء
بأن يعلن موقف مصر في ظل المغريات والضغط عليها هل يوجد نية للمساس بسيناء، وكان رد الدكتور مصطفي مدبولي قاطعًا أنه “لا تفريط في سيناء” كانت جلسة مشرفة وعظيمة.
هل الشعب المصري واعي بهذه المؤامرة؟
بالقطع لا، لأنها مسئولية ودور الإعلام، فحلم إسرائيل كان من النيل للفرات، فوجدوا الأمر صعبًا بعض الشيء
فعكست الجملة فأصبح حلمها من “الفرات للنيل” لتكون مصر هي الجائزة الكبرى،
فعدم المساس بسيناء ليس فقط لحماية القضية الفلسطينية بل لحماية مصر أولًا.
كيف تستطيع الشعوب العربية مساعدة فلسطين.. هل المقاطعة تكفي؟
أولًا تم تصدير صورة على وسائل التواصل الاجتماعي أنني ضد المقاطعة، “مفيش عاقل يكون ضدها”، ما قلته إن المقاطعة لابد أن تكون مبدأ
وليس بسبب حدث معين، وقطعًا المقاطعة نوع من أنواع المساعدة والدعم المعنوي مع الدعم المالي لأخواتنا في غزة لكن الأقوى والأكثر فاعلية
في رأيي من مقاطعة الشعوب العربية هو عمل مبادرات تخاطب ١٢ مليون مصري في الخارج و٦٠ مليون عربي في أوروبا كلها بمقاطعة منتجاتهم لأنها ستكون ضربة قاتلة لهم وهذا ما حدث بالفعل.
كيف ترى أنهم يحاولون حصارنا من كل جانب؟
للأسف إسرائيل تملك قواعد عسكرية في إفريقيا ومدخل البحر الأحمر،
بالإضافة لتنفيذ مخطط بناء قناة “بن جوريون” لتكون بديلة لقناة السويس وبناء طريق بري من البحر الأحمر إلى البحر أبيض.
على ذكر المواقف الداعمة ما رأيك في موقف بعض الدول التي لم تعترض حتى على ما يحدث في غزة؟
مواقف مخجلة وأقول “إن لم تعترض على قتل الشهداء في غزة على الأقل لا تغني وترقص على جثثهم”.
صرحت سابقًا بأن ما تحلم به لم تقدمه حتى الآن.. فما هو حلمك؟
أحلم بتقديم مسرحية عن “الاتحاد العربي” كي نرى العقلية العربية ماذا ستفعل عندما يتطلب منها توحيد الصف وبناء كيان عربي قوي بثرواته المادية والبشرية.
أخيرًا ما أعمالك الفنية المقبلة؟
أحضر مسرحية جديدة بعد عيلة “أتعمل لها بلوك” وأيضًا الجزء الثاني من فارس بلا جواد “جياد تنتظر الفارس” لكنه عملًا يحتاج لكثير من الوقت في الكتابة والتحضير
إنما ما انتهيت من كتابته حالياً هو برنامج مفيش مشكلة خالص الجزء الثالث، كتبنا عدة حلقات وسيتم عرضها مع المسرحية القادمة.