عندما نرى الأحداث الجارية في العالم من حولنا .. برؤية متفحصة متمهلة .. سنجد المشهد غاية في البساطة والوضوح .. وكأننا نشاهد دراما عربية أبيض في أسود ، أو كمتابعة مصارعة للمحترفين تارة، وتارة أخرى نجد انفسنا بالجانب الآخر مع الخاسرين في اللعبة .. أو بالأحرى مع الإعتذار (الطرف المهزوم أو على الأكثر مع من يجلس على دكة الإحتياطي ومنا أيضا من يلملم الكور ) .. للأسف وكلنا نعلم لماذا ..!!
نعلم اننا فرادى ولم نلعب قط كفريق قوي واحد ، بسبب ( الأنوية والغرور ) وهذا ما يلعب عليه الطرف الآخر دائما ليفرقنا، وقد نجح بنسبة كبيرة للأسف الشديد .
السؤال الآخر هو هل القضية هي الدفاع عن الأديان والعقائد والموروثات ..؟! لا بالطبع، خاصة بالنسبة للطرف الآخر – هل هي حروب لتحقيق عدالة أو تمسكا بمبدأ .. ؟! أبدا .
التفسير الأكثر واقعية لما يدار اليوم من معارك وحروب قذرة من حولنا بالمنطقة أولا وبالعالم ثانيا هي بهدف تدوير لرأس مال عفن، وتجارة وصناعة اسلحة ومعدات حربية بمئات المليارات وأكثر، خاصة بمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا .
من الواضح أن هناك احتياج ملح لضخ كميات ضخمة لتغطية عجز رهيب في منظومة رأس المال والاقتصاد العالمي، من هنا كان الاتجاه للمنطقة الأكثر ثراء واضعف توازنا، وأقل فكرا ونماءا، وتعاونا مفقودا بين ابناء القومية الواحدة بعدما تم القضاء على أقوى جيوش المنطقة إلا “جيش مصر” .. بالطبع هذا بعد ما تم استهلاك ميزانيات ضخمة بالحرب الروسية الاوكرانية، وخسارات ما بعد كورونا، وما زال العرض مستمرا .
ثانيا:
هكذا تنتقل قطع الشطرنج بعد فترة تسخين محترمة بمباراة قوية بعد مصارعة المحترفين الدامية .
تنتقل الآن لسد عجز المدفوعات .. بإفتعال ذريعة مدروسة لتحريك قطع الشطرنج على رقعة – الطاقات والخيرات بالشرق الأوسط- والتوسع للداخل الأفريقي .. بالطبع لجلب الأموال وتنشيطا لتجارة الأسلحة، والذهب ولعبة المليشيات الخطرة، بجانب اغراق الحركات الشعبية بالفتن والأسلحة الخفيفة، والمخدرات لإسقاط الشعوب التى تشرزمت على ايديهم وعلى مدي العقود الأخيرة ، ثالثا لتحقيق هدف حصد الذهب الخام ووالمواد الأولية والمليارات (الغنائم لسد العجز والتحضير لنظام عالمي جديد) .. وكانت نقطة الانطلاق من خلال إيجاد ذريعة لإسرائيل لسحق غزة بموقعها المنشود، وابادة أكبر كم من شعبها لتقليصة ثم تهجيره قسريا، وتصفية القضية الفلسطينية لتصبح يهودية خالصة في خدمة الرأسمالية العالمية، وكنقطة لاستكمال محاولات السيطرة بعد الانتهاء من اتفاقيات التطبيع بالمنطقة .. رابعا اتخاذ عملية التهجير القسري كطرف خيط لاختراق قوة مصر من خلال حدودها كخطوة أولى وهذا ما فضحته القيادة المصرية وأعلنت رفضه تماما حفاظا على الحق الفلسطيني، وكذا باقي الدول المحيطة ،و متابعة ورفض شعوب العالم .. ومازال الصراع مستمر والحرب الشرسة تزداد اشتعالا .. والمكاسب تتضخم من المتاجرة بالأرواح و بنى البشر، والسلاح والمخدرات والمقدرات .. لهذا نستبعد كل ما يتعلق بالعقود والديانة والتاريخ وما إلى ذلك من أسباب، نحن لها راصدون ومعا إلى مقالات متصلة منفصلة ان شاء الله متعلقة بهذا الملف العميق.
فالخطوة تحتاج لنور البصر والبصيرة والله المعين .