يحتفل العالم اليوم في كل مكان باليوم العالمي للسكري،
وإلى جانب زيادة الوعي بالسكري بوصفه إحدى قضايا الصحة العامة العالمية،
يهدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على ما يجب فِعله،
على المستويين الجماعي والفردي،
بينما لتمكين المرضى من الحصول على خدمات أفضل
للوقاية من هذا المرض وتشخيصه وعلاجه.
ويركز اليوم العالمي للسكري هذا العام على إتاحة الرعاية لمرضى السكري،
ولا سيما الوقاية من النمط الثاني من مرض السكري والمضاعفات المرتبطة بالسكري.
الصحة العالمية
وتحقيقًا لهذه الغاية، تُشدِّد منظمة الصحة العالمية
على ضرورة الإتاحة المنصفة للرعاية والأدوية والتكنولوجيات الأساسية،
ويشمل ذلك زيادة الوعي بالطرق التي يمكن
أن يتبعها المصابون بالسكري ليقللوا إلى أدنى حد من خطر حدوث مضاعفات،
وليس هذا حقًّا أساسيًّا من حقوق الإنسان فحسب،
بل هو أيضًا أحد المُحدِّدات الحاسمة لعافية المتعايشين مع السكري وجودة حياتهم.
والسكري مشكلةٌ رئيسيةٌ من مشكلات الصحة العامة
التي تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
بينما يسبب السكري مجموعة من الاعتلالات الصحية الخطيرة،
منها العمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتة الدماغية وبتر الأطراف السفلية.
ومن عام 2000 إلى عام 2019،
كما حدثت زيادة بنسبة 3% في معدلات الوفيات الموحَّدة
حسب السن الناجمة عن السكري.
السكري في البلدان المتوسطة
وفي البلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا،
كما ارتفع معدل الوفيات الناجمة عن السكري بنسبة 13%،
وفي عام 2019، انضم السكري إلى قائمة أكثر 10 أسباب للوفاة على مستوى العالم.
ولا يستثنى إقليم شرق المتوسط من ذلك الاتجاه العالمي،
فالسكري أحد الشواغل الكبرى في مجال الصحة العامة في الإقليم،
إذ يوجد 73 مليون بالغ مصاب بالسكري، أيْ 1 من كل 6 بالغين.
وهذا هو أعلى معدل انتشار للسكري على مستوى جميع أقاليم المنظمة،
وفي الوقت نفسه، وصلت عوامل الخطر ذات الصلة،
مثل النظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني والسمنة،
إلى مستويات تُنذر بالخطر في الإقليم.
ويوجد قصور في إحراز تقدُّم في إقليم شرق المتوسط في التصدِّي للسكري
بوصفه إحدى مشكلات الصحة العامة.
كما أن الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتنامية
لهذا المرض على المجتمعات المحلية والنظم الصحية والتنمية
تهدد قدرة البلدان على تحقيق الغاية 3-4
اليوم العالمي السكري 2023
كما من غايات أهداف التنمية المستدامة،
ألا وهي خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية
بمقدار الثلث بحلول عام 2030.
ومع ذلك، يمكن في الغالب الوقاية من النمط الثاني من السكري،
إذ يمكن أن يؤدي النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني
والحفاظ على وزن صحي للجسم وتجنب تعاطي التبغ إلى الحد من خطر الإصابة بالسكري،
ومن ثَم الوقاية من الإصابة بالنمط الثاني من السكري أو تأخير ظهوره.
وأكثر من 95% من مرضى السكري مصابون بالنمط الثاني من السكري،
بينما الذي كان يُعرف سابقًا باسم السكري غير المعتمد على الأنسولين أو سكري البالغين.
وحتى وقت قريب، كان هذا النوع من السكري لا يظهر إلا لدى البالغين،
ولكنه الآن أصبح يظهر بشكل متزايد لدى الأطفال أيضًا.
كما قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط:
«إن تشخيص السكري والتدبير العلاجي له على مستوى الرعاية الصحية الأولية
أمرٌ بالغ الأهمية من أجل التدخل المبكر والتدبير العلاجي الفعَّال،
لضمان تحقيق حصائل صحية أفضل، وللحد من عبء المضاعفات على المدى البعيد.
والرعاية الخاصة بالسكري تمدُّ المرضى بدعم شامل، فتُحسِّن التدبير العلاجي للسكري والعافية بوجه عام».
والتشخيص المبكر للسكري من خلال اختبارات بسيطة يسمح بالتدبير العلاجي
لآثاره والوقاية منها في الوقت المناسب، ويُمكِّن الأفراد من التحكم في صحتهم.
كما يتطلب التدبير العلاجي للسكري الحصول على رعاية متعددة التخصصات.
كما لا يحتاج المرضى إلى ممارسين عامِّين فحسب،
بل يحتاجون أيضًا إلى ممرضين وأخصائيين وخبراء تغذية ومُثقِّفين صحيين،
فضلًا عن الدعم الصحي النفسي.