ما يطبق في غزة، ما هو إلا ازدواجية المعايير
المزدوجة هي سياسه التحيز وإنتهاك علني للعداله ،
والعمل به سواء علي المستوي الشخصي أو الكيانات
فهو هدم مؤكد للقيم بالمجتمع والنفسيه للأشخاص .
فالكيل بمكيالين هو مفهوم سياسي صيغ بهيئته الحديثة عام 1912،
وكما تم تعريفه يشير إلى أي مجموعة من المبادئ التي تتضمن
أحكاما مختلفة لمجموعة من الناس بالمقارنة مع مجموعة أخرى.
كثيراً مانجد في هذا العصر معاملة من نحبه ونميل إليهم بطريقة،
ومعاملة من نبغض ولا نميل لهم بطريقة مختلفه غير عادله
رغم نفس الظروف والمواقف ، وهذا المبدأ مرفوض
تماماً لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالعدل مع كل الناس،
وفي كل الأحوال، حيث قال تعالى
: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين
بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين أو الأقربين
إن يكن غنيًا أو فقيرًا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى
أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرًا”
، سوره النساء.
ومن أقوال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام:
“إنما هلك الذين من قبلكم أنهم
كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه،
وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحق،
وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”،
فهذا هو الكيل بمكيالين المنهي عنه .
إزدواجيه المعايير ومالها من آثار نفسيه وتربويه
علي الفرد والمجتمع قد تكون السبب الرئيسي
فيما يسمي “الإحتراق النفسي”
سواء للأطفال أو اليافعين ،
وغالبا مايحدث الإحتراق النفسي لمعظم الآباء والأمهات
بالمرحله المتوسطه في أعمار الطفوله لأبنائهم ،
لذلك فإن ازدواجية المعايير والقيم أمر جلل، ويصل بالنفس
إلي متاهه من الحيرة والقلق والاضطراب،
ازدواجية المعايير.. تطبق في غزة
فقد يختلف الآباء حول معايير الصـواب والخطأ فيما بينهما ،
ويتم مناقشه ذلك والوصول لحل وسط ،
لكن يجب ألا يكون بمواجهه الأبناء ..فمثلاً يقوم الأب بعقاب الأبن
على أمر معين وتعترض الأم لعدم اقتناعها بأن ذلك الأمر خطأ،
هذا الأمر يوقع الأبناء في حيرة وقلق وقد يفقدهم الثقة في الوالدين .
أو عقابه علي أمر ما ثم يقوم بنفس الفعل مره أخري ولايتم عقابه،
أيضاً يحدث عندما تكون هذه الأفعال بين الأخوه في الأسره الواحده.
هنا يحدث خلل وإضطراب لدي الطفل أيهما الصواب وأين الخطأ؟
كما أن إزدواجية المعايير بين الأصدقاء في المدرسه
أو الأشخاص العاديه في العمل والمجتمع عامه
تقع تحت نفس الظروف بنفس المواقف والأحداث،
يترك أثراً سيئاً وإضطرابات تتعلق بالتخريب والعبث مع الغير،
والاقتراب من الأشياء الخطيرة وإذكاء النفس.
ازدزاجية المعايير
وتمتد الآثار النفسية للاحتراق النفسي للشخص
لتُحدِث له مشاكل بالصحة البدنية،كمشاكل وأضطرابات في النوم،
وبسبب زياده التوتر يمكن التعرض للإصابه بأمراض القلب والسكر.
مما يؤدي ذلك كله لتعطيل عمليه التواصل مع الأخرين وكثره التذمر والجدال والغضب.
ونخرج بإزدواجيه المعايير لنطاق أوسع …
فإزدواجية المعايير هي نوع من التحيز الظالم
فهي تنتهك حق أن يقف الجميع على قدم المساواة،
هي تنتهك حتي نظريه الحياد التي نرفضه في بعض الحالات،
حيث انك تسرع لنصرة المظلوم حينما يتطابق هذا الفعل مع مصلحتك،
وتحجم عن ذلك أو تقف مع الظالم عندما يكون الوقوف
مع المظلوم متعارض مع مصلحتك ..فهذه كارثه وقمه الظلم والإجحاف.
فمن المعلوم أن السلوك المبني علي المصلحه الخاصه
دائما مايتعارض مع العداله ونصره المظلوم ،
لذلك من الضروري ومن الأخلاق علي كل فرد
ألا يبدأ بإنتقاد الأخر علي أفعال أو مواقف بغيضه
حينما يكون له من الأفعال الأسوء والمواقف الأبشع،
فلا معني لأن يدعي فرد ما مبدأ معين لنفسه ووقت الممارسه يغض الطرف عنه.