لم تأت عاصفة الغضب التي فجرتها تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، حول إمكانية ضرب قطاع غزة بالنووي
من كونها منفصلة عن الواقع كما وصفها رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيامين نتنياهو فقط
بل لأنها أكدت سراّ يعلمه الجميع أيضاً.
فقد أعادت تصريحات الوزير اليميني المتطرف الجدل بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي
الذي لا تؤكد تل أبيب وجوده لكنها في الوقت عينه لا تنفيه.
كما فجرت عاصفة الغضب موجة انتقادات واسعة في المجتمع الدولي ككل، وسلطت الضوء على ما قال البعض
إنه اعتراف لأحد كبار المسؤولين في البلاد بامتلاك السلاح النووي وهو ما يترتب عليه إجراءات دولية كثيرة.
بناء على ذلك اعتبر الأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
بتغريدة على حسابه في منصة أكس أمس الأحد التصريح اعترافا
“بامتلاك إسرائيل سلاحا نوويا وهو السر الذي يعرفه الجميع على حد تعبيره”.
كما اعتبر عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية السابق أن ما صرح به الوزير المتطرف
“أول اعتراف لأحد كبار المسؤولين بإسرائيل بامتلاك تل أبيب سلاحا نوويا
ويطرح إمكانية التهديد به بل يقترح على الحكومة المتطرفة القائمة استخدامه”.
فهل تمتلك إسرائيل برنامجا نوويا فعلا؟
لطالما اتسم برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي المفترض والتاريخ المحيط به بالغموض
كما تم التسامح مع هذا الغموض إلى حد كبير.
ولهذا، فإن أي اعتراف رسمي ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي من شأنه أن يخل بالتوازن الحالي في المنطقة
الأمر الذي قد يؤدي إلى انتشار الأسلحة النووية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط
وفقاً لـ”مركز الحد من السلاح ومنع الانتشار”.
كما أن سياسة التعتيم النووي التي تنتهجها إسرائيل تجعل التحليل أمرا صعبا
إلا أن السجلات التاريخية توفر رؤى أساسية واضحة.