رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

كيف سقطت القبة الحديدية أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية؟

القبة الحديدية

القبة الحديدية.. خلال سنوات ماضية لطالما تفاخرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمنظومة «القبة الحديدية»،

لكنها سقطت في أول مواجهة بينها وبين صواريخ ومدفعيات المقاومة الفلسطينية.

فكيف فشلت منظومة القبة الحديدية في التصدي لهجمات المقاومة الفلسطينية،

تحت وطأة مئات الصواريخ التي جرى إطلاقها خلال الأيام الماضية وسقط كثير منها داخل أراضي الاحتلال الإسرائيلي.

«أحد أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم»، تلك المقولة التي لازمت العسكريين الإسرائيليين حين يأتي الحديث عن منظومة الصواريخ الإسرائيلية والمعروفة بـ «القبة الحديدية»، إلا أن الأسطورة الدفاعية العسكرية

كما كان يرَوِج لها الجيش الإسرائيلي «أصبحت وهمًا» في صباح الـ 7 من أكتوبر 2023؛القبة الحديدية

بعد أن دكت صواريخ ومسيرات المقاومة الفلسطينية العديد من المواقع الاستراتيجية والعسكرية الإسرائيلية،

من بينها مدينتي عسقلان وأسدود ومطاري «اللد – بن غوريون».

بينما في وقت من بكرة من صباح السبت 7 أكتوبر المنصرم، كسرت صافرات الإنذار الصمت الصباحي الهادئ

في أنحاء إسرائيل والمدن الفلسطينية المحتلة، بعد أن أمطرت المقاومة الفلسطينية سماء إسرائيل بوابل

من صواريخ المقاومة، في عملية عسكرية تُعد الأكبر منذ 50 عامًا، عرفت بـ «طوفان الأقصى»

والتي جاءت ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة واقتحام المستوطنين لباحات الأقصى.

وحسب الإعلام العبري، فإن المقاومة الفلسطينية اخترقت المنظومة الدفاعية الأقوى في العالم

بعد أن أمطرتها بـ نحو 5 آلاف صاروخ في أقل من 20 دقيقة، وهو الأمر الذي كشف عن «فشل القبة الحديدة»؛

بعد إصابة ووفاة عشرات المستوطنين بقذائف المقاومة، منهم 114 قتيل صفوف الجيش الإسرائيلي

حسب الأرقام المُعلنة، أما وزارة الصحة الإسرائيلية قالت: «نتعامل مع حالة موت سريري 105 خطيرة جداً و262 متوسطة و167 طفيفة».

أدت أعمال العنف التي شهدتها إسرائيل وغزة في اليومين الماضيين إلى ظهور صور دراماتيكية للمواجهة عبر سماء المنطقة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 3000 صاروخ أطلقت خلال اليومين الماضيين من قطاع غزة نحو الأراضي الإسرائيلية،

بالإضافة الى عدد من عمليات التسلل داخل الأراضي الإسرائيلية. وسقطت ثلاثة صواريخ منها، أطلقتها كتائب القسام

من قطاع غزة، على مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة. لكن حوالي 90 في المئة من هذه الصواريخ

كما تم اعتراضها بواسطة نظام الدفاع الصاروخي المتقدم (القبة الحديدية)، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وصُممت القبة الحديدية خصيصا لحماية إسرائيل من مجموعة من التهديدات القادمة قصيرة المدى. فما هي حكاية تلك القبة الحديدية؟

أضرار جسيمة وعمليات إجلاء جماعية

كما تعود جذور هذا النظام الدفاعي إلى الحرب التي خاضتها إسرائيل مع حزب الله اللبناني في 2006،

عندما أُطلقت آلاف الصواريخ على إسرائيل، ما تسبب في أضرار جسيمة وعمليات إجلاء جماعية وخلف عشرات القتلى.

القبة الحديدية

AFP

وبعد ذلك قالت إسرائيل إنها ستطور درعا دفاعية صاروخية جديدة. وبالفعل أُنشئت الشركة الإسرائيلية رافائيل

لأنظمة الدفاع المتقدمة وصناعات الفضاء الإسرائيلية مع بعض الدعم الأمريكي. وفي أبريل/نيسان من عام 2010

كما كشفت شركة رافائيل الإسرائيلية الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة النقاب عن قيامها بتطوير نظام

بينما أطلقت عليه اسم “القبة الحديدية” ويستطيع اعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي أطلق حزب الله اللبناني

العديد منها على إسرائيل خلال حرب عام 2006. وقد نُشر نظام “القبة الحديدية” في صيف عام 2011

بالقرب من قطاع غزة الذي أطلقت حركة حماس منه عشرات صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل. ولاحقا

كما نشرت بطاريات أخرى منه على وجه الخصوص بالقرب من مدينتي عسقلان وأشدود، وجنوب تل أبيب

وقرب مدينة نتيفوت الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً من حدود غزة. وتعمل القبة الحديدية عن طريق تتبع المقذوفات

قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة،

قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها.

كما جهزت كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخا.

واشنطن تشتري النظام

وفي فبراير/شباط من عام 2019 أعلن الجيش الأمريكي عن خطط لشراء واختبار نظام القبة الحديدية الإسرائيلي. وقدمت الولايات المتحدة بالفعل دعما كبيرا لتطوير وإنتاج النظام، وتأتي بعض مكوناته بالفعل من الشركات الأمريكية.

القبة الحديدية

Getty Images
يواجه النظام الذي تطلب تطويره مليارات الدولارات انتقادات بسبب تكلفته الباهظة

Reuters
يواجه النظام الذي تطلب تطويره مليارات الدولارات انتقادات بسبب تكلفته الباهظة

وفي بيان بهذا الصدد، قال الجيش الإسرائيلي إن عملية الشراء تمت بسبب “الاحتياجات الفورية” للجيش الأمريكي.

وتعتبر القبة الحديدية من بين أنظمة الدفاع الأكثر تقدما في العالم، وتستخدم الرادار لتحديد التهديدات القادمة

وتدميرها قبل أن تتسبب في أي أضرار. وقد صُمم النظام، الذي يتناسب مع جميع الأحوال الجوية، خصيصا للتصدي

لكافة الأسلحة البدائية قصيرة المدى مثل تلك الصواريخ التي تُطلق من غزة. ويذكر أن هذا النظام، الذي تطلب تطويره مليارات الدولارات،

 

كما يواجه انتقادات بسبب تكلفته الباهظة. ولكن برغم التكلفة الكبيرة، قال قادة إسرائيل في تقرير نشرته وكالة رويترز

للأنباء عام 2014 إن تلافي أضرار الصواريخ بفضل القبة الحديدية يخفف من حدة الضغوط الداخلية الداعية إلى تصعيد الهجوم الجوي

على غزة إلى غزو بري. وقد حذر مسؤولون إسرائيليون في عام 2014 مما أطلقوا عليه اسم “سياحة القبة الحديدية”

أي اطمئنان الإسرائيليين إلى أداء النظام مما يجعلهم يتابعون اعتراض الصواريخ بدلا من البحث عن ملاجئ آمنة.

وعلى الرغم من التكلفة الباهظة لتطوير نظام القبة الحديدية، إلا أن الشركات المصنعة له تقول إنها فعالة

من حيث التكلفة بسبب التكنولوجيا التي تستخدمها للتمييز بين تلك الصواريخ التي من المحتمل أن تصيب المناطق المبنية

وتلك التي لن تتمكن من فعل ذلك. وتطلق الوحدات الثابتة والمتحركة للمنظومة صواريخ اعتراضية فقط لإسقاط أي شيء

كما يتم تفسيره على أنه خطير. “كيف تمكنت حماس من اختراق القبة عام 2021“؟

نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا في شهر مايو/ أيار 2021 بعنوان: “كيف اخترقت حماس درع القبة الحديدية الشهير لإسرائيل”

كتبه مراسلها في الشرق الأوسط كامبل ماكديارميد ومراسلها جيمس روثويل من تل أبيب.

كما أشارت الصحيفة إلى تساؤلات واجهها الجيش الإسرائيلي حول ما إذا كانت القبة الحديدية بحاجة إلى تحديث،

بعد مقتل خمسة مدنيين إسرائيليين في هجمات صاروخية.

 

ماذا نعرف عن القبة الحديدية؟

وتستعرض البوابة نيوز، أبرز المعلومات عن منظومة الدفاع الإسرائيلية، القبة الحديدة،

فيعود تاريخ دخولها الخدمة عام 2010، واستمر تطويرها لـ 3 سنوات من قبل شركة رافائيل الإسرائيلية،

كما بلغت تكلفة تطويرها نحو 200 مليون دولار أما سعر المنظومة الواحدة يبلغ 55 مليون دولار.

وتقنيا يحتوي رأس الصاروخ المستخدم في القبة الحديدة على نحو 11 كيلوجراما من المواد شديدة الانفجار،

كما تشتمل على جهاز رادار ونظام تعقب و20 صاروخ اعتراضي تامير، ويتتبع الرادار القذائف

والصواريخ مجهولة المصدر ثم تتنبأ بمسارها ويوجه الصواريخ الاعتراضية؛ ولكن لا يمكنها التعامل

مع قذائف الهاون عيار 120 ملم، وأيضًا لا تعمل على تدمير الصواريخ التي تقل مسافتها عن 4 كم وذلك لقصر مسافة الانطلاق.

youtube

ولليوم الرابع على التوالي من طوفان الأقصى، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية، بقطاع غزة عن آخر إحصائية

لضحايا العدوان الإسرائيلي على مدن غزة استشهاد 765 مواطنا وإصابة 4000 آخرين بجراح مختلفة،

بالإضافة إلى استهداف 4 سيارات إسعاف في منطقة عبسان شرق خان يونس و11 سيارة إسعاف بمناطق أخرى،

إلى جانب توسع العدوان في دائرة الاستهداف للطواقم الطبية والمرافق الصحية وسيارات الإسعاف

مما تسبب باستشهاد 5 من الكوادر الصحية وإصابة 10 آخرين بجراح مختلفة،القبة الحديدية

واستهداف 7 مستشفيات ومراكز صحية والحاق الضرر المباشر في أجزاء كبيرة منها.

وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني عن إصابة مركبة إسعاف بشكل مباشر

إثر استهداف الاحتلال لها في منطقة العطاطرة ببيت لاهيا شمال قطاع غزة،

وإصابة 4 من عناصرها بقصف للاحتلال أثناء عملهم في إخماد حرائق اندلعت في مصانع

بالمنطقة الصناعية شرق مدينة غزة.

كما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال: أن الجيش شن الليلة الماضية غارات في مختلف أنحاء قطاع غزة،

واستهدف أكثر من 200 هدف في خانيونس وحي الرمال

وأعلنت الأمم المتحدة عن نزوح أكثر من 187 ألف فلسطيني في قطاع غزة بسبب الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ 4 أيام،

كما قالت وكالة الأونروا: إن 137 ألف فلسطيني في غزة انتقلوا إلى الملاجئ الطارئة،

مشيرة إلى أن الطاقة الاستيعابية في الوكالة تصل الى 90%، فيما لا يزال نحو 3.000 فلسطيني

في غزة مهجرين في أعقاب التصعيد السابق.

أخبار ذات صلة

الفنانة معالي زايد

معالي زايد ضمن مشروع «عاش هنا»

أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضاري برئاسة المهندس محمد أبوسعدة اسم الفنانة معالي زايد ضمن مشروع «عاش هنا»، حيث تم وضع لافته تحمل اسمها على باب