بدأت رحلة الإمام مسلم فى سن الـ 14 من عمره، حينما ذهب إلى الحج، وقد وصفه الإمام النووي بأنه “أحد الرحالين في طلب الحديث إلى أئمة الأقطار والبلدان”،
واكتسب هناك الإمام مسلم مكانة بين أهل عصره
، وعرف بحسن المظهر والثياب الجميلة، وأمّ المصلين في جامع
نيسابور، كما لقب بـ “محسن نيسابور” لما عرف به من الإحسان والكرم،
أيضًا كان من صفاته أنه لا يميل إلى الغيبة ولا المعاركة ولا الشتم.
يعد الإمام مسلم، أحد أهم علماء علم الحديث فى تاريخ الإسلام،
اسمه الإمام مسلم بن الحجاج أبو الحسين،
وهو صاحب “صحيح مسلم” الذى يأتى فى المكانة الثانية فى مصادر الحديث بعد صحيح الإمام البخارى.
رغم أنه ألف الكثير من المصنفات إلا أن أغلبها فقد، وقد ذكر ابن الجوزي 23 مصنفاً له،
لكن أشهر كتبه التي عرف بها الجامع الصحيح المعروف بـ “صحيح مسلم” الذي بات يعتبر من أمهات كتب الحديث النبوي،
وقد انتخب فيه من أحاديث الصحيح من جملة 300 ألف حديث، متحرياً الدقة والمنهجية،
وقد أنهى كتابه وعرضه للمراجعة من قبل عدد من العلماء.
بدأ تدوين الحديث النبوي رسميًا في خلافة عمر بن عبد العزيز بإشارة منه،
فقد كتب إلى الأمصار يأمر العلماء بجمع الحديث وتدوينه، وكان فيما كتبه لأهل المدينة:
انظروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاكتبوه، فإني خفت دروس العلم وذهاب أهله،
ومنذ ذلك الوقت بدأ العلماء في همة عالية وصبر جميل يجمعون أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ويدونونها في كتب،
ولم تكن المهمة يسيرة أو المسئولية سهلة.
عدد الاحاديث التى تم الاختلاف عليها
وعن عدد الأحاديث الواردة في الكتاب فقد تم الاختلاف حولها بحسب التصنيف
، وهي في حدود أربعة آلاف حديث، لكن تلميذه أحمد بن سلمة عدها 12 ألف حديث،
حيث لم يستثني المكرر، كذلك من مؤلفات الإمام مسلم: “الكنى والأسماء”،
و”التمييز”، و”الطبقات”، وغيرها من عشرات الكتب المفقودة.
ربطته علاقة وطيدة بشيخ الحديث، الإمام محمد بن إسماعيل البخاري،
حيث كان من تلامذته، وكان يجله ويوقره، ولما زار البخاري نيسابور في سنة 250هـ لازمه مسلم طوال وجوده بها،
كما وقف بجواره في محنته بعد أن طرده حاكم بخارى من المدينة،
ويشير أهل العلم إلى أن الإمام مسلم أخذ طريقة شيخه البخاري في النهج والمعرفة واستفاد منه كثيراً.