بدأت مسيرتها الفنية في المقاهي ثم التحقت بفرقة عزيز عيد لتقدم أغانى سلامة حجازى،
وذاع صيتها حتى أصبحت أشهر نجمات مصر والتي كان يُنثر الذهب تحت قدميها من علية القوم.
كان ضمن رواد مسرحها كبار رجال الدولة والوزراء حتى أن أغلب القرارات السياسية كان يتخذها أصحابها بمسرحها،
ليس هذا فحسب بل كانت تشهد على تشكيل الوزارات أيضاً بـ عوامتها في الكيت كات،
ومنها وزارة على ماهر التى شُكلت بعد حريق القاهرة، بحضور موسى صبري.
كان لـ منيرة المهدية الفضل في اكتشاف عدة نجوم وعلى رأسهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب
والذي غنى للمرة الأولى مع فرقتها على المسرح في مسرحية كليوباترا.
اشتهرت منيرة بعدة أغاني مازالت تترد حتى يومنا هذا ومنها: يمامة بيضا، بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة.
ظلت هي المطربة رقم 1 في مصر حتى بدأ صوت آخر يعلو وينتشر ويذيع خبر تألقه وهو صوت كوكب الشرق أم كلثوم،
فكانت تذهب منيرة للمسرح متخفية لتستمع إلى هذا الصوت وكلما تحدث عنها أحد تحاول محاربتها أكثر
لتحافظ على مكانتها حتى أنها كانت تقدم رشاوي بعض الصحفيين للهجوم على أم كلثوم.
منيرة المهدية تفتتح مقهي “نزهة النفوس”
وكان أن رحلت منيرة المهدية إلي مصر “القاهرة”، وافتتحت مقهي “نزهة النفوس”، التي كان يؤمها القصاد
من كل واد، ولقيت نجاحا عظيما وإقبالا من العمد والأعيان. وصار الناس يلهجون بذكر أسمها ويشيدون بمحاسن صوتها.
ومر وقت كانت خلاله قبلة الأنظار تفيض صالتها بعلية القوم وتدر عليها الذهب النضار، إلي أن شبت الحرب
فأغلقت المقاهي ومن بينها “نزهة النفوس”، فلجأت منيرة المهدية إلي المسرح وكونت فرقة
عملت بدار التمثيل العربي، حيث مثلت روايات المرحوم الشيخ سلامة حجازي
التي كان يظهر في أحد فصولها علي تخت غناء مثل روايتي “صدق الإخاء”، و”علي نور الدين”، ثم مثلت رواية “صلاح الدين الأيوبي”.
منيرة المهدية علي مسرح الكورسال
وبعد ذلك اتصلت منيرة المهدية بالأستاذ “فرح أنطون” الذي ترجم لها كثيرا من الروايات من نوع الكوميدي الموسيقي،
والتي نجحت من ناحيتي الإقبال والإيراد، ثم وجدت أن دار التمثيل العربي أصبحت تضيق بروادها من النظارة
فانتقلت إلي الكورسال وابتدأت برواية “كارمن” من ترجمة الأديب فرح أنطون وتلحين كامل الخلعي
وكان الإقبال منقطع النظير، وبالتالي كان الدخل عظيم جدا، والنظام والإدارة علي أتم ما يكونان
بفضل زوجها السابق “محمود أفندي جبر”، الذي كان لانفصالها عنه أكبر الأثر فيما صادفها بعد ذلك من اضطراب وخلل.