حبايبى الحلوين.. بتلك الكلمات تعلقت أذهاننا بإحدى أشهر الإذاعيات ليس على مستوى مصر فقط
بل على مستوى الوطن العربى، فبصوتها المبهج الذى كان مصدرا لإسعادنا وإسعاد كل الأطفال بحكايتها، هى فضيلة
توفيق التى اشتهرت بـ“أبلة فضيلة”، أشهر من قدم برامج الأطفال فى الإذاعة المصرية،
لتكتب أمس نهاية حكايتها لترحل عن عالمنا صباح أمس الخميس، عن عمر ناهز 93 سنة،
بعد رحلة عطاء طويلة، التى استطاعت من خلالها أن تترك بصمة لا يمكن نسيانها من ذاكرة التاريخ.
ولدت أبلة فضيلة يوم 4 أبريل من عام 1929م، ومنذ نعومة أظافرها ظهرت موهبتها فى الحكى، فكانت تجمع أصدقاءها من أطفال الجيران
لتسرد عليهم القصص والحكايات، وهى الموهبة التى ظلت تلازمها طوال فترة حياتها،
لتصبح فيما بعد أشهر من قدم برامج الأطفال فى الإذاعة المصرية.
تلقت أبلة فضيلة تعليمها فى مدرسة الأميرة فريال، وكانت في نفس المدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق
فيما بعد، وكانت الفنانة فاتن حمامة من بين أصدقائها في المدرسة، لتلتحق بعد ذلك بكلية الحقوق
تحقيقا لرغبة الأسرة، وعقب تخرجها عملت محامية في مكتب حامد باشا زكى،
الذى كان يتولى وزارة المواصلات فى ذلك الوقت.
بداية مشوارها الاذاعي
بدأ مشوارها فى عالم الإذاعة المصرية عندما قابلت الإذاعى الكبير الراحل “بابا شارو” وأعربت له عن أمنيتها
في أن تكون يوما ما مذيعة للأطفال، وبالفعل ساعدها فى تحقيق حلمها وتم تعيينها في الإذاعة التى كانت تتبع وزارة المواصلات،
وكانت بدايتها مع برنامج “س و ج”، ثم بعد ذلك تقوم بتقديم أشهر برنامج للأطفال بمصر والوطن العربى، وهو “غنوة وحدوتة”،
والتى استضافت خلاله شخصيات عديدة منها الكاتب الكبير نجيب محفوظ، والروائى أنيس منصور، والدكتور فاروق الباز،
والفنان محمد عبد الوهاب، والشاعر كامل الشناوى الحلوين، والملحن سيد مكاوى، والمطرب عبد الحليم حافظ. وظلت
تقدم البرنامج على مدار عشرات السنوات، وتزوجت من كبير مهندسي الإذاعة المصرية إبراهيم أبوسريع، وتنجب منه ابنتها الوحيدة ريم.
وبعد مسيرة عطاء طويلة استطاعت من خلالها أن تسكن جميع القلوب العربية بأشهر حكايتها
لتسدل الستار عن مشوارها الإبداعى وتختتم حكاية أشهر الإذاعيات
ولكن يظل اسمها محفور بحروف من ذهب يستقى منه الأجيال المتعاقبة رحلة النجاح والتميز والحب.. وتخلص الحدوتة.