رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

أهم التقنيات التي سترسم ملامح طموحات البشرية في عام 2023

: محمد أمين،

شهد العالم الكثير من التغيرات والأحداث غير المسبوقة في عام 2020، ليتبعه عام التعافي والمرونة في 2021، إلا أن العام 2022 كان الحقبة الأهم بالنسبة للجميع، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، إذ شهدنا خلاله إرساء أسسٍ جديدة لتعزيز الحوار حول قضية التغير المناخي، وتطوير قدرات البشرية في مجال استكشاف الفضاء، وتألق المنطقة بفضل استضافتها لأهم فعاليات رياضية عالمية.
وأكثر ما تميزت به هذه الأحداث والإنجازات الضخمة كان التقنيات الناشئة، والتي ساهمت بتعزيز تطلعات البشرية نحو مستقبل أفضل، وتركت تأثيرات كبيرة على الاقتصادات والأعمال وحتى الحياة اليومية.
ونحن نتوقع ألا تقل أهمية عام 2023 عن العام الذي سبقه، إذ أننا نستشرف فيه خمسة تحولات في مجال التكنولوجيا، نعتقد بأنها ستعمل على إعادة تشكيل اقتصاداتنا، وتعزز مساهمة منطقتنا في مجال الاقتصاد والعلوم والإبداع على الساحة العالمية، وهذه التحولات الخمسة هي:ستكون السحابة جزءاً أساسياً من متطلبات الأعمال، دون المساومة على إمكانية التوسع
تشير دراسة أجرتها شركة “Forrester Consulting” بتكليف من دِل تكنولوجيز، إلى أن 83% من الشركات ستكون قد نفذت شبكات سحابة متعددة بحلول عام 2023، بينما تحتاج ثلاث من كل أربع شركات حالياً إلى المرونة في مزيج بنيتها التحتية السحابية. وستصبح السحابة خلال العام الجاري عاملاً بالغ الأهمية لاستمرار أي مؤسسة، وسيتوجب على قادة الأعمال بناء منظومة خدمات متنوعة لتلبية احتياجاتهم. كما سيعمل قادة الأعمال المتبصرون على تقييم الخيارات الجديدة للسحابة لتحقيق كفاءة التكلفة، وسيقومون بتوزيع قدرات تكنولوجيا المعلومات عبر مزودي سحابة متعددين، وتطوير استراتيجية سحابية للحفاظ على أمن البيانات، والحوكمة الرشيدة، وتحقيق القيمة لأصحاب المؤسسات.
سيصبح التعافي الإلكتروني شريان الحياة لأي مؤسسة، وسيكون عنصراً رئيسياً لتحديد كل خطوة تخطيها المؤسسة
كلما أصبحت الشركة أكثر مرونة، ازدادت أهمية التعافي السيبراني بالنسبة لها. ولهذا سيكون على المؤسسات أن تقوم بإنشاء إدارة موثوقة للهوية، وللسياسات، وإطار عمل لإدارة التهديدات لضمان أن تتمتع بهوية وسياسة وقدرات استعادة متسقة. ولا شك بأننا سنواصل رؤية المزيد من القطاعات التي تسعى خلف أطر عمل تتبنى نهج الثقة المعدومة، حيث أنها ستصبح أفضل الممارسات العالمية لبنية الأمن السيبراني. وسوف يتوجب على الأمن في السحابة المتعددة، أكثر من أي مجال آخر، أن يكون متسقاً ومتوافراً على الدوام. كما سيمثل النهج الانعزالي للبيانات العدو الحقيقي لنهج أمن الثقة المعدومة.

الحوسبة الكمية ستكون الواجهة الجديدة للتحول الرقمي

كانت الحوسبة الكمية ولعقود مضت، متاحة فقط للمؤسسات البحثية العالمية والوكالات الحكومية في العالم، إلا أنها في عام 2023 ستصبح واقعاً معاشاً، وينبغي الآن على الشركات تحديد وتكريس فريق العمل الخاص بهذه الحوسبة والأدوات والمهام التي يجب التعامل معها، والبدء بتجريب هذه التكنولوجيا الجديدة أو المخاطرة بالتخلف عن هذه الموجة التكنولوجية. ونظراً لأنها تمثل واجهة جديدة للتحول الرقمي، ستبدأ الشركات في تجريب استخدام الحوسبة الكمية وتسخير قدراتها المتقدمة لتسريع عملية الابتكار. ومن أول القطاعات التي سنلمس فيها تأثير هذه الحوسبة، قطاع الرعاية الصحية وقطاع الخدمات المالية. ويعد الاستثمار في المحاكاة الكمية وتمكين فرق عمل خاصة في مجال علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، لتعلم اللغات والقدرات الجديدة للحوسبة الكمية أمراً بالغ الأهمية في عام 2023.

سوف تطلق الحوسبة الطرفية حقبة جديدة من الابتكارات في الأعمال

في عالمنا اليوم الذي يقوم على البيانات، تتسم عملية نقل كميات كبيرة من البيانات من مصدرها إلى مركز بيانات مركزي أو إلى السحابة بأنها مكلفة ًجداً، وغير فعالة في الوقت نفسه. وفي السياق ذاته، يمكن للشركة تحقيق قيمة حقيقية عندما يتم نقل موارد الحوسبة إلى نقطة أقرب إلى تلك التي يتم فيها توليد البيانات واستهلاكها. وستواصل الحوسبة الطرفية نموها المتسارع جداً في عام 2023، وسرعان ما ستصبح أداة تميز رئيسية للمؤسسات التي تتبناها، كما أنها ستطلق العنان لحقبة جديدة من التحول في الأعمال. وستعمل الحوسبة الطرفية على تمكين حالات استخدام جديدة عبر العديد من القطاعات والأسواق.

سيصبح الذكاء الاصطناعي محرك الابتكار في كل مؤسسة

تبدأ الرحلة لتحقيق نتائج ذكية ومميكنة وفعالة للشركات مع تبني الذكاء الاصطناعي، والذي نتوقع له أن يبلغ نقطة تحول مهمة في العام المقبل، حيث سنشهد تبنيه في كل مؤسسة، بغض النظر عن حجمها. ويسعى قادة الأعمال حالياً بشكل متزايد خلف الطرق والوسائل التي يمكنهم من خلالها تسخير قيمة البيانات، ولهذا يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي لمواكبة الاتجاهات المتغيرة، والتمتع بأسبقية عن منافسيهم. وسيصبح الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي للابتكار في عام 2023، كما سيشهد العالم كله حجم التأثير الذي ستلعبه الشراكات بين الإنسان والآلة.
أما بالنسبة للشركات في منطقتنا فلا شك بأن العام الجديد مليء بالوعود البراقة، لا سيما وأن تسارع وتيرة التحول الرقمي في المنطقة سيؤدي إلى بروز دور التقنيات الناشئة في قيادة التطور المستقبلي للاقتصادات الرقمية في جميع أنحاء منطقتنا. وستعتمد اقتصادات المستقبل الرقمية على نواة رقمية تمكنها من تشييد المدن الذكية التي تعتمد على الطاقة المستدامة، وتحقيق المشاركة السلسة بين المجتمع والحكومة.
واستناداً إلى كل ما سبق، أدعوكم إلى مرافقتنا في هذه الرحلة المثيرة لمشاهد كيف ستواصل التكنولوجيا تسريع الابتكار ودفعنا نحو المستقبل الرقمي، والذي سيتوجب علينا جميعاً أن نكون مستعدين للتكيف معه.

اقرأ أيضاً

أخبار ذات صلة

مسرح محمد صبحى

طارق عطيتو

مسرح محمد صبحى مطار سنبل الدولى

أحمد كجوك وزير المالية

أحمد كجوك وزير المالية

أحمد كجوك وزير المالية يكتب: التسهيلات الضريبية والسياسة المالية التوجهات والمستهدفات.. صياغة وتنفيذ سياسة ضريبية داعمة للاقتصاد

ابراهيم العمدة

ابراهيم العمدة يكتب.. ممرض ينتحل صفة طبيب في عهد وزارة “عبدالغفار”

اسماعيل خفاجي

اسماعيل خفاجي

“اسماعيل خفاجي” حرب غزة ولبنان والسقوط في الوحل

اسماعيل خفاجي

اسماعيل خفاجي

“اسماعيل خفاجي” أمن مصر القومي خط أحمر و تعظيم سلام للرئيس

كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تشييد مراكز بيانات المستقبل محمد أمين، نائب الرئيس الأول لشركة دل تكنولوجيز في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، يشهد العالم حاليا تحولا هادئا لكنه محوري في مجال مراكز البيانات. في ظل كثافة الخوادم والكابلات، يتجلى هذا التغيير المذهل بفضل الذكاء الاصطناعي. ونحن بصدد دخول عصر جديد من الحوسبة، حيث تتجه مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق الابتكار والكفاءة والاستدامة. وفي ظل سعي الشركات لمواكبة التطورات التكنولوجية، تبرز الحاجة الملحة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديث البنية التحتية بشكل جلي. وفقًا لتقرير شركة Allied Market Research، من المتوقع أن يصل حجم سوق مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي العالمية إلى 90.46 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 20.9% خلال الفترة من 2020 إلى 2027. كما ينطبق نفس الوضع على مناطق أوروبا الوسطى والشرقية وأفريقيا وتركيا، حيث تشهد مراكز البيانات نموًا ملحوظًا وتتحول بشكل أساسي في طريقة إدارة المؤسسات لكميات هائلة من المعلومات الرقمية واستخدامها. حيث يتطلب دمج الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات نهجًا شاملاً يشمل التصميم والعمليات، وليس مجرد تحديث للأجهزة. لنلق نظرة على كيفية مساهمة مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرة التنافسية وتعزيز الابتكار: تحليل البيانات في الوقت الفعلي والاستفادة منها: تواجه المؤسسات اليوم تحديًا في تحويل كميات ضخمة من البيانات إلى رؤى فعلية. ووفقًا لاستطلاع مؤشر الابتكار من شركة دل، يجد 69% من صانعي القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات صعوبة في هذا المجال. لكن بفضل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في السحابة الطرفية، يمكن للمؤسسات تحليل أعباء عمل مركز البيانات في الوقت الفعلي وتخصيص الموارد بشكل ديناميكي، مثل طاقة الحوسبة والتخزين وعرض النطاق الترددي، وفقًا للحاجة. و يضمن هذا التطوير الاستخدام الفعّال للموارد كما يوفر التكاليف، مما يعزز الكفاءة ويخفض السعة الزائدة. التنبؤ بمشكلات الأداء والأعطال والوقاية منها: يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرة كبيرة على التنبؤ بمشكلات الأداء قبل وقوعها، مما يتيح لمشغلي مراكز البيانات معالجة المشكلات والوقاية من حدوثها بشكل استباقي. بفضل هذه القدرة التنبؤية، يمكن لمشغلي مراكز البيانات تطبيق الحلول قبل أن تتفاقم المشكلات وتؤدي إلى عواقب وخيمة. وبالتالي، يمكن للشركات الحفاظ على مستويات أداء جيدة وتقديم خدمات موثوقة وعالية الجودة لعملائها، والحد من الأعطال والتكاليف ذات الصلة. مراكز البيانات القائمة على الذكاء الاصطناعي: الحل الأمثل للشركات المستقبلية والمستدامة تستهلك عمليات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من الطاقة، مما يثير المخاوف بشأن الزيادة المستقبلية في احتياجات الطاقة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. وبرغم أن التقنيات الموفرة للطاقة قد أحرزت تقدمًا كبيرًا خلال العقد الماضي. ففي عام 2013، كان من الضروري استخدام ستة خوادم لتحقيق ما يمكن لخادم واحد إنجازه اليوم. حاليًا، تُصمم حلول مراكز البيانات المستدامة مع خيارات تبريد متنوعة تشمل التبريد السائل والهوائي، بالإضافة إلى تتبع الانبعاثات وبرامج الإدارة. على سبيل المثال، صُممت خوادم Dell PowerEdge بتركيز على الاستدامة، مما يعزز الأداء بنحو ثلاثة أضعاف، كما يمكن من إدارة أهداف الكفاءة والتبريد بشكل أفضل، ومراقبة انبعاثات الكربون، وتقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 82% بشكل أسرع. ويسهم هذا في تحقيق تحول تجاري ناجح من خلال تعزيز الاستدامة وكفاءة الطاقة في جميع أنحاء المؤسسة. تعزيز أمان البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال أدوات الكشف الذكية والاسترداد السريع لا يزال الأمن السيبراني يشكل نقطة ضعف للمؤسسات. وفقًا لبحث Dell Technologies Innovation Catalyst، تأثر 93% من المشاركين بهجوم أمني خلال الـ 12 أشهر الماضية، وكان و98% منهم يعتمدون نهج Zero Trust لحماية مؤسساتهم من التهديدات السيبرانية المتطورة. ويساعد الذكاء الاصطناعي في تمكين أدوات Zero Trust من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات للكشف عن التهديدات الأمنية والاستجابة لها في الوقت الفعلي. كما يمكنه تحديد الأنشطة المشبوهة والاختراقات المحتملة بشكل أكثر فعالية من الأساليب التقليدية، مما يضمن وصول المستخدمين المصرح لهم فقط إلى البيانات الحساسة. وفي ظل تطور الذكاء الاصطناعي، ستستمر العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في النمو والتطور. تقليل الأخطاء البشرية وتعزيز إنتاجية الفريق من خلال الأتمتة التي يقودها الذكاء الاصطناعي تعمل الأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي على تبسيط عمليات مراكز البيانات، مما تقلل الحاجة للتدخل البشري والأخطاء البشرية. من خلال أتمتة المهام الروتينية مثل المراقبة والصيانة، يمكن للشركات تقليل التكاليف التشغيلية المرتبطة بالعمالة والتدريب والنفقات العامة. كما ويؤدي هذا إلى تحقيق توفير كبير في التكاليف ويمنح الفريق فرصة لتوجيه وقتهم وجهودهم نحو المبادرات الاستراتيجية. إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد اتجاه حديث، بل هو قوة دافعة تعيد تشكيل كيفية التعامل مع البيانات وإدارتها بكفاءة. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح من الضروري تبني استراتيجيات تستفيد من هذه الابتكارات لتحقيق تأثير إيجابي على الأعمال والبيئة والمجتمع.

محمد امين

كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تشييد مراكز بيانات المستقبل