رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل
رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

رئيس مجلس الإدارة
سعيد اسماعيل

رئيس التحرير
مروة أبو زاهر

اقتصاد ممالك الخليج 2

ندرس التجارب لنتعلم فالعبرة ليس لمن سبق ولكن لمن صدق، فرغم الزخم والتاريخ القبلي لدول الخليج الذي يمتد إلى نوح عليه السلام إلا أن تلك الدول هي حديثة العهد بالاقتصاد المعاصر( لم يظهر تواجد انتاجي في الثورات الصناعية الثلاث الاولى بل كانوا مستهلكين) يميزها أنها لم تستغرق كثيرا في عصور الإهتداء للطريق، ولكن ما إن وضعت قدمها على بداية الطريق حتى أعلنت عن نفسها . الإمارات العربية المتحدة تجني الأن ثمار خمسون عاما من التخطيط والطموح وحب الوطن وإنكار الذات. قطر عرفت طريقها المختصر السياسة الدولية والرياضة واقتصاد مباشر مع ايران وتركيا ومجلس التعاون وعقود غاز مع الصين واوروبا وننتظر منها المزيد الصالح.  السعودية جاءت ثالث ، وإن كنت متأخر خير من ان لا تأتي أبدا، وكأنها بدأت أولا فتجد أوبك و اوبك + وسياسة دولية حتى التوسط بين روسيا واوكرانيا واستثمار في جميع انحاء العالم من خلال صندوق سيادي وتطرق كافة ابواب الاستثمار أنه وحش الهلال الخصيب بلا منازع ولكن ماذا فعلت تلك المملكة حتى تكون لها تلك السطوة ؟ سنتناول اليوم التجربة السعودية باختصار شديد لعل هناك من يستفيد .

ادركت الإدارة السعودية أن ما يقف أمام ازدهارها الاقتصادي أمرين لا ثالث لهما ، أولهما : سيطرة الفكر المضاربي على المستثمرين في السوق السعودي ، وثانيهما: الطمع سواء المشروع أو غير المشروع فيما حباها الله من نعم. وفي سبيل القضاء على هذين الامرين يجب ان يكون هناك فيما يعرف ( بالأمل)  والامل هنا اقتصادي ووظيفي وحياتي وسياسي أيضا. وتلك الاخيرة قد بدأوا بها فتولى القيادة شاب مدجج بالطموح والأمل والعلم ، ونجح في تخطي أولى عقباته السياسية الداخلية و الخارجية وكان عليه ان ينتهي سريعا من هذا الهجوم (والذي يتضح الان من هذا التألق السعودي لما كان هذا الهجوم الداخلي والخارجي عليه) ، ثم الإنطلاق للأمل الاقتصادي والوظيفي ومن وراءه جميع فئات الشعب بإرادة مخلصة لن تجد عائق أو فساد فالجميع مشغول بالبناء على كافة الاصعدة. ويأتي الأمل الاقتصادي من خلال القضاء أولا على الفكر المضاربي إذ دائما ما تعاني اقتصاديات ممالك الخليج بالفائض ويبدو ان العبارات غير متناسقة معاناة مع الفائض ؟! نعم كانت كذلك بالفعل ففي السعودية على سبيل المثال والتي كان يسيطر على مستثمريها الوطنيين الفكر المضاربي  كان يتم المضاربة على اسعار الأسهم بشكل يفوق حد التصور،  فلك ان تتصور أن السوق المالية السعودية صعدت حوالي ستة أضعاف قيمتها في الفترة ما بين عام 2002 حتى عام 2006  حتى قامت هيئة السوق المالية السعودية بشن حرب ضروس ضد المضاربين وكانت آلياتها في هذا تشريعية من الدرجة الأولى تغيير شامل في قانون سوق المال السعودي ومحكمة جنائية سعودية  للسوق المالية وتأُثر لم يتجاوز سنوات اليد الواحدة والأن تسمع عن سوق قوى يحسب له ألف حساب ، جاذب للاستثمار الاجنبي والمحلي على حد سواء.

كما تشهد المضاربات ميدانا أخر في المجال العقاري الذي تستحوذ فيها على مليارات الريالات والتي تسبب تضخم في اسعار الاراضي ومن ثم تضخم تكاليف شراء المساكن والمنتجات العقارية على حد سواء وكل ذلك بهدف المكسب السريع والقياسي. وامام كل ذلك ، لم تصمت المملكة بل جعلت هذا الأمر شاغلها الأول فتشرع وتقيم وتتخذ من الاجراءات التي تساعد على قتل الفكر المضاربي  فقد نشرت وزارة العدل السعودية بيانات متعلقة بالمؤشرات العقارية خلال عام 2022 توضح انحسار المعاملات المضاربية على العقارات في العام نفسه . وتضع خطط استثمارية متاحة للقطاع الخاص للمشاركة فيها ، وزيادة ضخ الاموال في الاستثمار الجرئ كما يعرفونه. كل ذلك أتي من مشاركة المملكة للقطاع الخاص الوطني المخلص فالعبرة ليست بالمشاركة الجوفاء والجميع يخون بعضه البعض فإذا وجد قطاع خاص وطني فلا تخشى على الوطن من شئ . كل ما سبق متوجا بمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة من إنشاء مدينة نيوم بمشاركة القطاع الخاص المحلي والعالمي ايضا .

أما فيما يتعلق بالطمع في نعم الله على المملكة فقد واجهت المملكة أمرين أولهما هو الطمع غير المشروع والمتمثل في استنفاذ المملكة تارة بالحرب والإرهاب وتارة بالسطوة والبلطجة الدولية سياسيا وعسكريا كما حدث في عهد الرئيس ترامب. ففي تلك المرة أظهرت المملكة تحالفات عسكرية مختلفة فمالت ناحية الشرق الروسي والصيني بجانب الاوربي الامريكي وعززت من مواقف اوبك بلس واصبحت وسيطا دوليا يستمع له . واما فيما يتعلق بالطمع المشروع وهو تمويل المملكة للدول التي تعاني اقتصاديا ادركت المملكة أنه لا مناص من تفعيل دورها المالي على الساحة الدولية واستغلال اموالها باشكال متعددة فعلي سبيل المثال زيادة الاستثمار في الصندوق السيادي وفتح اسواق جديدة أو زيادة الاستثمار في اسواق متعثرة سابقة (وهما عصفورين بحجر واحد فلن يجد المتبلطج أموالاّ لأخذها ولن تهدر المملكة أموالها عبثا دون استفادة على كافة الاصعدة) وعلى صعيد اخر تم اختيار المملكة كمكتب اقليمي لصندوق النقد الدولي، ومن ثم اختيار صندوق النقد للمدير التنفيذي للملكة العربية السعودية لدى الصندوق رئيسا للجنة اختيار اعضاء التدقيق المخصصة وعضوا للجنة التقييم التابعتين للمجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي

كل ذلك كان يجب أن يتوج بتصريحات تعلن أن المملكة ستصبح لاعباّ ممولاّ لامجرد خزانة أموال يتم تفريغها كلما ملئت. إذ قال ممثلوها يجب أن نرى الدول تقيم إصلاحات حتى نقيم ونعطي أمولا للتنمية ، مغلفة بشروط سياسية بالطبع،  تلك العبارات التي صدرت من وزير المالية السعودي لم تأتي في بداية التجربة وإنما، عندما نضجت وقويت و وضع أساس لذلك فعندما قالوا استمع الآخرون لها. واتوقع أن الأيام القادمة ستشهد أمرين أولهما تألق اقتصادي واستثماري، وثانيهما محاولات على عدة أصعدة  سياسة أو عسكرية لمحاولة وقف نمو الصقر السعودي عن التحليق عاليا.

اقرأ أيضاً

أخبار ذات صلة

مسرح محمد صبحى

طارق عطيتو

مسرح محمد صبحى مطار سنبل الدولى

أحمد كجوك وزير المالية

أحمد كجوك وزير المالية

أحمد كجوك وزير المالية يكتب: التسهيلات الضريبية والسياسة المالية التوجهات والمستهدفات.. صياغة وتنفيذ سياسة ضريبية داعمة للاقتصاد

ابراهيم العمدة

ابراهيم العمدة يكتب.. ممرض ينتحل صفة طبيب في عهد وزارة “عبدالغفار”

اسماعيل خفاجي

اسماعيل خفاجي

“اسماعيل خفاجي” حرب غزة ولبنان والسقوط في الوحل

اسماعيل خفاجي

اسماعيل خفاجي

“اسماعيل خفاجي” أمن مصر القومي خط أحمر و تعظيم سلام للرئيس

كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تشييد مراكز بيانات المستقبل محمد أمين، نائب الرئيس الأول لشركة دل تكنولوجيز في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، يشهد العالم حاليا تحولا هادئا لكنه محوري في مجال مراكز البيانات. في ظل كثافة الخوادم والكابلات، يتجلى هذا التغيير المذهل بفضل الذكاء الاصطناعي. ونحن بصدد دخول عصر جديد من الحوسبة، حيث تتجه مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق الابتكار والكفاءة والاستدامة. وفي ظل سعي الشركات لمواكبة التطورات التكنولوجية، تبرز الحاجة الملحة لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديث البنية التحتية بشكل جلي. وفقًا لتقرير شركة Allied Market Research، من المتوقع أن يصل حجم سوق مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي العالمية إلى 90.46 مليار دولار بحلول عام 2027، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 20.9% خلال الفترة من 2020 إلى 2027. كما ينطبق نفس الوضع على مناطق أوروبا الوسطى والشرقية وأفريقيا وتركيا، حيث تشهد مراكز البيانات نموًا ملحوظًا وتتحول بشكل أساسي في طريقة إدارة المؤسسات لكميات هائلة من المعلومات الرقمية واستخدامها. حيث يتطلب دمج الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات نهجًا شاملاً يشمل التصميم والعمليات، وليس مجرد تحديث للأجهزة. لنلق نظرة على كيفية مساهمة مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تعزيز القدرة التنافسية وتعزيز الابتكار: تحليل البيانات في الوقت الفعلي والاستفادة منها: تواجه المؤسسات اليوم تحديًا في تحويل كميات ضخمة من البيانات إلى رؤى فعلية. ووفقًا لاستطلاع مؤشر الابتكار من شركة دل، يجد 69% من صانعي القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات صعوبة في هذا المجال. لكن بفضل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في السحابة الطرفية، يمكن للمؤسسات تحليل أعباء عمل مركز البيانات في الوقت الفعلي وتخصيص الموارد بشكل ديناميكي، مثل طاقة الحوسبة والتخزين وعرض النطاق الترددي، وفقًا للحاجة. و يضمن هذا التطوير الاستخدام الفعّال للموارد كما يوفر التكاليف، مما يعزز الكفاءة ويخفض السعة الزائدة. التنبؤ بمشكلات الأداء والأعطال والوقاية منها: يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرة كبيرة على التنبؤ بمشكلات الأداء قبل وقوعها، مما يتيح لمشغلي مراكز البيانات معالجة المشكلات والوقاية من حدوثها بشكل استباقي. بفضل هذه القدرة التنبؤية، يمكن لمشغلي مراكز البيانات تطبيق الحلول قبل أن تتفاقم المشكلات وتؤدي إلى عواقب وخيمة. وبالتالي، يمكن للشركات الحفاظ على مستويات أداء جيدة وتقديم خدمات موثوقة وعالية الجودة لعملائها، والحد من الأعطال والتكاليف ذات الصلة. مراكز البيانات القائمة على الذكاء الاصطناعي: الحل الأمثل للشركات المستقبلية والمستدامة تستهلك عمليات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من الطاقة، مما يثير المخاوف بشأن الزيادة المستقبلية في احتياجات الطاقة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. وبرغم أن التقنيات الموفرة للطاقة قد أحرزت تقدمًا كبيرًا خلال العقد الماضي. ففي عام 2013، كان من الضروري استخدام ستة خوادم لتحقيق ما يمكن لخادم واحد إنجازه اليوم. حاليًا، تُصمم حلول مراكز البيانات المستدامة مع خيارات تبريد متنوعة تشمل التبريد السائل والهوائي، بالإضافة إلى تتبع الانبعاثات وبرامج الإدارة. على سبيل المثال، صُممت خوادم Dell PowerEdge بتركيز على الاستدامة، مما يعزز الأداء بنحو ثلاثة أضعاف، كما يمكن من إدارة أهداف الكفاءة والتبريد بشكل أفضل، ومراقبة انبعاثات الكربون، وتقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 82% بشكل أسرع. ويسهم هذا في تحقيق تحول تجاري ناجح من خلال تعزيز الاستدامة وكفاءة الطاقة في جميع أنحاء المؤسسة. تعزيز أمان البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال أدوات الكشف الذكية والاسترداد السريع لا يزال الأمن السيبراني يشكل نقطة ضعف للمؤسسات. وفقًا لبحث Dell Technologies Innovation Catalyst، تأثر 93% من المشاركين بهجوم أمني خلال الـ 12 أشهر الماضية، وكان و98% منهم يعتمدون نهج Zero Trust لحماية مؤسساتهم من التهديدات السيبرانية المتطورة. ويساعد الذكاء الاصطناعي في تمكين أدوات Zero Trust من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات للكشف عن التهديدات الأمنية والاستجابة لها في الوقت الفعلي. كما يمكنه تحديد الأنشطة المشبوهة والاختراقات المحتملة بشكل أكثر فعالية من الأساليب التقليدية، مما يضمن وصول المستخدمين المصرح لهم فقط إلى البيانات الحساسة. وفي ظل تطور الذكاء الاصطناعي، ستستمر العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في النمو والتطور. تقليل الأخطاء البشرية وتعزيز إنتاجية الفريق من خلال الأتمتة التي يقودها الذكاء الاصطناعي تعمل الأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي على تبسيط عمليات مراكز البيانات، مما تقلل الحاجة للتدخل البشري والأخطاء البشرية. من خلال أتمتة المهام الروتينية مثل المراقبة والصيانة، يمكن للشركات تقليل التكاليف التشغيلية المرتبطة بالعمالة والتدريب والنفقات العامة. كما ويؤدي هذا إلى تحقيق توفير كبير في التكاليف ويمنح الفريق فرصة لتوجيه وقتهم وجهودهم نحو المبادرات الاستراتيجية. إن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد اتجاه حديث، بل هو قوة دافعة تعيد تشكيل كيفية التعامل مع البيانات وإدارتها بكفاءة. ومع تطور التكنولوجيا، أصبح من الضروري تبني استراتيجيات تستفيد من هذه الابتكارات لتحقيق تأثير إيجابي على الأعمال والبيئة والمجتمع.

محمد امين

كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تشييد مراكز بيانات المستقبل